زواج على طريقة الله .. زواج على طريقة الشيطان

عماد البابلي

2008 / 5 / 26

هذه المناقشة الفكرية المختصرة أهديها لصديقةعزيزة أعلنت بأنها تلميذة مجدة لمدرسة الثيوصوفيا ، صديقة كانت ضحية لرجل شرقي ، شرقي جدا وشهواني لدرجة الغثيان يتصور بأن جسد المرآة يشبه كم كيلو من اللحم يشتريه من قصاب قذر يبيع اللحم في الشارع دون شروط صحيـــة ( !! ) ..
الزواج .. هي رابطة اجتماعية بين أثنين ( رجل – امرأة ) تحت شرطين رئيسين :
أولا / قبول الطرفين . ثانيا / العلن بين الناس .
تلك الشروط هي ما نصتــــه أغلب النصوص الدينية القادمة من السماء على يد الأنبياء والرسل وخصوصا التعاليم الإبراهيميــــة ، التعاليم التي خضعت لعملية ( COPY و PASTE ) لباقي ورثة إبراهيم في تشريعاته ( موسى ، عيسى ، محمد ) وبتصرف شخصي قليل لا يكاد يمس جوهر تلك التعاليم . كما هو الشأن مع باقي التشريعات خضعت تلك التعاليم إلى عملية إضافة صفة المطلق عليها، فهي نصوص غير قابلة للنقاش أو الجدل ، لأنها من النبي فهي بالتالي من عند الله تحت سقف قاعدة ( وما ينطق عن الهوى أن هو وحي يوحى ) ، هذا باختصار طيف مختصر ومكثف جدا لصدى تلك التشريعات في أعماق لا شعورنا الجمعي ..
الزنا .. رابطة غير شرعية بين أثنين ( رجل - امرأة ) تفقد الشرط الثاني مع احتفاظها بالشرط الأول ( القبول بين الطرفين ) ، رب نصف مثقف تدور برأسه الصغير بعض الاعتراضات كالعقد الشرعي في المحكمة ورقة الشيخ كمبرر سماوي لصحة العقد ، وتكوين عائلة وغيره من مجمال أعتراتضات سيسولوجية.. قبل مئة عام لم توجد محاكم في شرقنا العربي وإما الشيخ وقرأنه المخبوء تحت جعبته فهو امتداد تاريخي لكهنة المعابد القدامى وأغلب الفقهاء من السنة والشيعة لا يوجبون بالضرورة وجود مثل هذا الشرط كشرط أساسي لصحة العقد ويدخل ضمن خانة الاستحباب من الناحية الشرعية ..
عموما سادتي الأعزاء وردت لدينا في أرشيفنا الميثولوجي فكرة ونقطة اعتراض على هذين الشرطين ، الفكرة وردت في أدبيات وتعاليم النبي زارادتشت ، الفكرة تنص على أن صحة العقد في أي علاقة بين رجل وامرأة لا تقبل سماويا إلا أذا وجدت رابطة الحب بينهما !!! يكمل لنا زارادتشت تلك التفاصيل بوجود ملحقات كالقناعة الحقيقية والرضا والعهد المقدس بعدم خيانة أحدهما للأخر ، هذا الشرط فقط يجعل العقد شرعيا أو لا .. على الرغم من تطرف السيد زارادتشت فيه لكنه هو الحقيقة المؤلمة التي غابت عنا نحن بني البشر .. أغلب الزيجات التي تحدث داخل شرقنا العربي تتم بطريقة روتينية جدا وغير خاضعة لقوانين روحية بالمرة فالديكور الاجتماعي هو من يتحكم بالمسألة والأم أو الأخت هي التي تقوم بعملية الاختيار ، وعلاقة الحب مبرر كافي جدا لرمي الفتاة من أعلى سطح الشرف المفترض نحو هاوية التفكك والانحطاط الأخلاقي ، يطبق الرجل الشرقي قاعدة ( السيلفون )أي الكيس الذي يلف به البضاعة التجارية ، فالبضاعة الغير مكيسة غير مرغوبة في الشراء من قبل الزبون والكيس الذي عليه ختم الشركة هو أصلي ولم يتم استعماله سابقا ، شرقنا الفاضل يطبق هذا النظرية على المرأة التي تشبه البضاعة المعروضة في الأسواق .. نقاط لاهوتية أخرى لابد لنا من المرور عليها ، بحيث يحدثنا الكتاب المقدس عن مصطلح ( أبناء الزنا ) وهو أشارة ضمنية على الرابطة السطحية بين الرجل والمرأة والتي تخلو من أي أساس روحي ، فالرجل مستعد للخيانة بأي لحظة وأما الزوجة تحكمها أعراف اجتماعية صارمة في علاقتها مع الرجل الذي ليس أبوها أو أخوها أو زوجها !!! عدم القناعة بين الطرفين هي آفة مجتمعنا الشرقي التي ستفتك بالكيان الأسري مستقبلا ..
الحب - برأي الشخصي - هو أهم شرط على صحة العقد بين الرجل والمرأة وبدونه تكون علاقة تثير القرف ولعنة أبدية من قبل الله ذاك الأب السماوي الذي أراه بائع زهور متجول وليس كما وصل ألينا من تصور عنه كمدير أمن قاس لا يرحم يكمن نجاحه الوحيد بالإعدامات المتزايدة والاعتقالات المتزايدة وطرق التعذيب الخلاقة التي يتفاخر بأنه مكتشفها الأول !!!
اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
(( لا أرتضي أما لأولادي إلا المرأة التي أحب )) ... فردريك نيتشه



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة