تسيبي ليفني في التوراة

أمنية طلعت
tomneya@yahoo.com

2008 / 9 / 29

وُلِدت تسيبي ليفني عام 1958 فيما عُرف بدولة إسرائيل لوالدين عضوين في منظمة الهاجاناه "الدفاع باللغة العبرية" وكانت اللبنة الأولي للجيش الإسرائيلي الحالي، نشأت في تل أبيب وعُرفت بأنها رياضية وذكية خلال أيامها الدراسية. أنهت ليفني خدمتها العسكرية ثم التحقت بالموساد في بداية العشرينات من عمرها،. تخرجت لاحقاً من قسم الحقوق في جامعة بار ايلان وعملت كمحامية لمدة عشر سنوات قبل أن تدخل المجال السياسي. بدأت ليفني حياتها البرلمانية حين اُنتُخِبت للكنيست عن حزب الليكود عام 1999، وكانت تحظي بتشجيع رئيس وزراء إسرائيل آنذاك، آرييل شارون، حيث كانت عضواً في لجنة الدستور والقانون والقضاء وفي لجنة النهوض بمكانة المرأة، كما ترأست كذلك اللجنة الفرعية المكلفة بالتشريع الخاص بمنع غسيل الأموال. عام 2002 تم تعيينها وزيرة في الحكومة 29 حيث تولت حقيبتي التعاون الإقليمي والزراعة، وفي الحكومة 30 أُسنِدَ إليها حقائب الاستيعاب والبناء والإسكان والعدل والخارجية. كانت ليفني عضواً في حزب الليكود حتي أواخر عام 2005 وعندما انشق شارون عن الحزب وشكل حزب كاديما انضمت إليه مع عدد من الشخصيات السياسية البارزة الأخري في إسرائيل. وقد انتقلت ليفني من موقع المغالاة في الصهيونية إلي الدفاع عن إمكانية التوصل مع الفلسطينيين إلي اتفاقية قائمة علي مبدأ "الأرض مقابل السلام"، حيث قادت فريق المفاوضات مع الفلسطينيين خلال عامين أمضتهما كوزيرة للخارجية. وتحظي ليفني بشعبية بين الإسرائيليين، لأنهم يرونها نظيفة ونقية وبعيدة عن شبهات الفساد، كما يرون فيها بديلاً للرجال العسكريين المتقدمين في العمر والذين شابت سمعة بعضهم الشبهات. وبقي أن نذكر أنها متزوجة من نافتالي سبيتزر الذي يملك وكالة إعلانات وأم لطفلين.
المرأة في التوراة
قلبت الثقافة اليهودية التي استأثرت بالساحة لأكثر من ألف عام، المفاهيم التي كانت سائدة عن المرأة وحولتها من جميلة حسنة إلي قبيحة بشعة، من خلال صور مشوهة لها خَلقاً وأخلاقا، حيث جعلت التوراة أمر الطلاق وتعدد الزوجات أمراً سهلاً علي الرجل وحقاً من حقوقه الإلهية وبدون إبداء أسباب - (تثنية 24/1). والمرأة في التوراة سقط متاع بلا قيمة ولا أهمية، ففي الوقت الذي يحصي بنو إسرائيل عدد ذكورهم، وعدد أبكار حيواناتهم، فإنهم لا يحصون أبداً نساءهم ولا يهتمون بعددهم كبيرا أم صغيرا" . كما أنه في سبيل تحقيق مصالح الرجل يمكنه التضحية بالمرأة وشرفها وسمعتها وجسدها، فلوط يعرض ابنتيه العذراوتين علي الناس ليفعلوا بهما ما شاءوا حماية لضيوفه "تكوين 19/6-8"، كما أن للرجل أن يستخدم زوجته لحماية نفسه وزيادة أمواله كما فعل كل من إبراهيم وإسحق وفقاً للرواية التوراتية عندما طلبا من زوجتيهما أن يقولا أنهما أختيهما، فضاجع فرعون سارة وكاد أحد أفراد شعب أبيمالك أن يضاجع رفقة (تكوين 12/14 - 19) وتكوين 20/2 وتكوين 26/7 وتكوين 26/10).
أما الحج فمسموح للذكور فقط ولا يحق للمرأة المشاركة به لأنها ناقصة دين ( تثنية16/16)، كما لا يحق للمرأة أن تنذر نذرا دون موافقة ولي أمرها الرجل، فالمرأة في نظر التوراة دائما قاصر وغير عاقلة وطائشة (عدد 30/4-10). كما نلاحظ أن المرأة تعاقب وحدها علي ذنب تقترفه مع رجل فمريم دون هارون تُعاقَب علي ذنب مشترك رغم اعتراف هارون، إلا أن إلههم يهوه يغضب علي مريم وحدها ويعاقبها بالبرص (عدد 12/9-10).
وتُرغم المرأة التي يتوفي زوجها أن تتزوج بسلفها حتي لو كان مكروهاً من قبلها (تثنية 25/)، كما ترغم الفتاة التي ترث من أسباط إسرائيل علي الزواج من سبط آبائها حتي لا يخرج المال من بنو إسرائيل (عدد 36/8)، ومن حق أي رجل يشك في زوجته وبدون أي دلائل أن يعرضها علي الكاهن لتقوم بتقدمة الغيرة وهو امتحان تخضع له المرأة حيث يهدَل شعرها وتتعرض للعنة وحلفان اليمين وتشرب ماء ملوثاً بالتراب والشعير المحروق بالنار علي المذبح، فإذا كانت مذنبة ورم بطنها (عدد 5/11 -28). وتوصف الزوجة بالخادمة (تكوين 21/12).
وتميز التوراة بين المرأة التي تلد ذكراً والتي تلد أنثي، فالأولي تزول نجاستها بعد سبعة أيام وتطهر بعد أربعين يوما، بينما الأخري تظل نجسة لمدة أسبوعين ولا تطهر إلا بعد ثمانين يوماً (لاويين 12/1-5). أما عقوبة الدورة الشهرية فهي العزل التام وتحريم حتي لمس المرأة في تلك الفترة وتوصف بأنها نجسة وكل ما تلمسه نجس (لاويين 15/19 - 22). ويلخص سليمان الحكيم أمر المرأة في التوراة بقوله (فجلت بقلبي لأعلم وأبحث وألتمس الحكمة وحقيقة الأمور، لأعلم أن الشر جهل والجنون غباوة. فوجدت أن ما هو أمر من الموت، المرأة، لأنها فخ، ولأن قلبها إشراك، ويداها قيود. من كان صالحاً أمام الله ينجو منها. وأما الخاطئ فيعلق بها - الجامعة 7/25- 26)
وكانت اليهودية هي أول من حجب المرأة منطلقاً من فكرة تأثيم حواء التي ساقت آدم إلي الخطيئة، فكانت المرأة الجسد الآثم والرجل هو روح الإله وصورته الكاملة ولا تصلح المرأة أن تمثل أمام الله إلا مع زوجها لأنه رأسها وعليها أن تغطي رأسها لأنه مشوه وناقص.
والآن دام عزكم أيها الأفاضل الكرام.. هل يمكنكم العثور علي تسيبي ليفني داخل التوراة؟ أم بإمكانكم الآن أن تصفوها بأنها خارجة عن دينها وعدوة لبني جلدتها؟



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة