قيادة المرأة للسيارة في السعودية رجس من عمل الشيطان

علي الانباري
alihh112007@yahoo.com

2008 / 11 / 22

كل المصائب التي حلت في العراق وفي دول المنطقة هي نتاج لما بذرته الاحزاب
الاسلامية من مفاهيم وايدلوجيات متزمتة تحاول ان تبقي المنطقة سجينة لتاريخ مر
وكأن هذا التاريخ الماضي هو الحيد المعبر عن الحقيقة.
ومن يستمع او يقرأ ما يطرحه هؤلاء في خطبهم او كتاباتهم يوقن بان الحاضر او المستقبل
ليس له الا جزء يسير من حركة التاريخ وكأن الماضي هو الوحيد المعبر عن الحقيقة وهذا
ما جعل المجتمع العربي والاسلامي يعاني من حالة انقسام رهيب بين ما يشاهده من تطور
وما يعيشه من قفزة علمية وبين ما يعشعش في عقله من افكار لا تمت الى هذا الحاضر بصلة.
وكنت قبل عدة ايام في نقاش حام مع احد هؤلاء المنظرين للماضي والجاعلين اياه القدوة الحسنة
في التعامل مع الحياة ودار الحديث عن المرأة وكيف كانت لها حقوق في عصر ازدهار الخلافة
فقلت له يا اخي اية حقوق تتكلم عنها؟ احق بيعها في الاسواق كجارية ام حق سجنها في بيت زوجها
ام ضربها ام حرمانها من التعليم بحجج واهية ام حق قتلها بشبهة الانحراف ام ام ام....
قال لي محاوري الاصولي ان هذه الاحتياطات تاتي من الخوف على المرأة من الضياع قلت واي
ضياع اكثر من وجود مليون وربع من النساء العانسات في السعودية وحدها اليس هذا ناتجا من عزل
المراة عن الحياة الاجتماعية التي تخلق فرصا كبيرة للتعارف وجعل المراة تختار شريك حياتها
عبر العلاقات الاجتماعية.
أي فكر شاذ وقوانين متهرئة لا تسمح للمرأة بقيادة سيارتها الخاصة وهو عمل شريف مشروع لا يمس
كرامة المراة لا من قريب ولا من بعيد
تصوروا أن السعودية التي تدعي انها تحترم حقوق الانسان وتدافع عنه وتوفر له الرفاهية والعيش
الكريم تنظر الى المرأة هذه النظرة الدونية بينما العالم يمضي حثيثا في طرق التقدم والازدهار
ويحسب للمرأة الف حساب ولا يميز بينها وبين الرجل في الحقوق والواجبات.
ان ما يجري فيهذه البلاد ناتج عن نظرة متخلفة للمرأة غرستها الافكار المريضة التي كان من
نسلها المجاميع الارهابية التي لا تنظر الى الانسان باحترام بل تقتله بكل برود وانتشاء متى كان له
رأي مغاير لارائهم في الوقت الذي يحدثوننا فيه عن الحرية والعدالة والرحمة وما الى ذلك من
كلمات اشبه ما تكون بالضحك على الذقون.
ان مجتمعا لا يحترم المرأة ولا يعطيها حقوقها هو مجتمع غير سوي وان تظاهر عكس ذلك
ما كان من منظر الماضي الا واشاح وجهه عني غضبان وهو ينفث كلمات تقطر سما قائلا
ان افكارك هذه هي نتاج الماسونية والصليبية التي تريد ان تدمر الاسلام وتفسد المجتمع وانتم
متاثرون بالحضارة الغربية الفاسدة
.....قلت هون عليك ايها الببغاء ان هذه الكلمات سمعناها منكم آلاف المرات وليس لديكم الا التهم الجاهزة
والا قل لي بربك اليس كل ما تستخمونه في حياتكم اليومية هو نتاج الحضارة التي تسبها وتلعنها ما هذا التناقض المقيت بين حياتكم وفكركم اليست المرأة هي الام والاخت والبنت والزوجة فكيف تنظرون اليها
هذه النظرة الدونية كيف تربي الابناء امرأة مقموعة يزدريها المجتمع ولا ينصفها القانون.
ان المرأة السعودية لم تنل الكثير من حقوقها وابسط هذه الحقوق حق قيادة السيارة واستخدامها
في قضاء حاجاتها الضرورية ولكي لا تكون تابعة خانعة للرجل الذي وصل به الامر الى ان
يحجبها تماما عن المجتمع وما تبع ذلك من امراض اجتماعية خطيرة من بينها حرمانها من اختيار
شريك حياتها مما خلف جيشا عرمرما من العانسات البائسات المذلات المهانات..
بعد ثورتي البركانية على هذا المتقوقع السلفي انسل من امامي وهو يلعن العلمانية والشيوعية
والماسونية والصليبية بينما انا لست من هذه المسميات فما انا الا انسان ذو ضمير حر يرى
امامه الظلم فلا يستطيع السكوت عنه.
ولست ابريء المراة السعودية مما يجري عليها من استهانة بحقوقها المهدورة فعليها ان تطالب
بها رغم قسوة الظروف فالحرية والحق لا تمنح مجانا ولو سكت الجميع عن المطالبة بحق مضاع
لبقي العالم الى الان يرزح تحت صخرة الذل والعبودية





https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة