شبح العنوسة يوقع الفتيات في فخوخ المشعوذين وعروض النت

سحر خان

2009 / 1 / 14

أصبحت الفتاة تخشى من نظرة المجتمع القاسيه لها كفتاة غير مرغوبه للزواج وأصبحت الفتاة ذاتها فريسة للقلق والوساوس من أن تعيش بدون زواج ...
ولقد غرس الأهل والمجتمع والعادات للفتاة منذ نعومة أظافرها أن الفتاة المتزوجه فتاة تعيش في نعيم وتلقى كل احترام وتقدير، بينما الفتاة التي تعدت سن الزواج بسبب أو بدون سبب تجد نفسها محور للأقاويل والإشاعات التي تؤثر على مستقبل الفتاة ونفسيتها ...
بعض الأسر تسعى لتزويج بناتها في سن مبكرة مخافة العنوسه وكلام الناس وتصاب هذه الأسر بالتوتر لتأخر زواج بناتها فتفعل المستحيل لتزوج بناتها ويرتاح بالها...
والبعض الآخر يعتقد اعتقادا راسخا أن الزواج هو مستقبل الفتاة الحقيقي غير معترفين بأهمية تعليم الفتاة ولا خروجها لسوق العمل ،وهذا يثبط من معنويات وطموح الفتيات أمهات المستقبل ..

سلبيات تأخر زواج الفتاة أثر بأشكال مختلفة على شرائح متعددة من الفتيات في المجتمع السعودي وهنا قصص ومآسي لفتيات بعمر الزهور ضحية مفهوم خاطيء لتأخر سن زواج الفتاة ...
ع،ل فتاة جامعية عانت منذ دخولها المرحلة الثانوية من تعليقات أهلها وإن كانت في البداية تعليقات هامسة تستفسر عن عدم تقدم أي شاب للزواج من ع وبعد تخرجها من الثانوية كانت رغبة أهلها الحقيقية هي تزويجها أكثر من رغبتهم في دخولها الجامعة ولكن لم يشأ الله أن تتزوج ع طوال المرحلة الجامعية ،ولقد عانت ع من الضغط النفسي والعصبي من تعليقات الأسرة المشفقة لعدم زواجها وكأنها تعدت الثلاثين من عمرها ...
ومع مرور الوقت وجدت ع أن والديها أصبحا يصرحا بأن هناك خطبا أو علة غير طبيعية في ابنتهم وأنها تعاني من السحر مما جعلهم يلجأون للدجالين والمشعوذين لمعرفة السبب الحقيقي وراء تأخر زواج ابنتهم وتقول ع في البداية أقنعني أهلي بأن من سأذهب إليهم هم شيوخ لاغبار عليهم ..ولكن اتضح لي من الأشياء التي يعطوني هي أنهم مشعوذين لا أكثر فلا أحد يعلم الغيب إلا الله وليس هنهاك من علاج يؤدي لسرعة الزواج ...
امتنعت ع عن مجاراة أهلها والإستسلام للمشعوذن واحتملت تعليقات أهلها ولجأت للدعاء حتى سخر الله لها زوجا صالحا وهي في الرابعة والعشرين من عمرها وهو عمر طبيعي للزواج..

م، عمر فتاة لم تتعدى العشرين من عمرها زوجها أهلها من أول عريس يطرق بابهم لإنهم يخشون كساد ابنتهم وأن يكون أول عريس هو آخرهم ناسين أن الله هو الرازق وهو مقدر الأقدار
ودخلت م الحياة الزوجية كما رغب والداها ولكنها وجدت أن السعادة الزوجية في حياتها وهم وأكذوبة فقد حرمها زوجها من مواصلة الدراسة الجامعية ومن زيارة أهلها وصديقاتها لقد كان يريدها له وحده لايشاركه فيها أحد ،بعد عامين عادت م لمنزل والديها مع ورقة طلاقها لتثبت لوالديها أن التعجل بالزواج والخوف من العنوسة مفهوم خاطيء لاصحة له وربما كان ذلك درسا لأهلها كي لايكرروا نفس الخطأ مع شقيقاتها الأخريات...


ف، ب فتاة تعدت سن الخامسة والعشرين تقدم لها عدد من العرسان ولكن المشكلة أن كل عريس يتقدم لها لايتمم مراسيم الزواج ورغم إن ف فتاة جميلة وجامعية أصبح هروب العرسان منها غير منطقي مما دعى والدتها لتقصي أمرها عند الشيوخ ومن معالج لآخر حتى وقعت في فخ المشعوذن الذين طالبوها باحضار بعض الأشياء الغريبة ليفكوا سحر ابنتها وتتمكن من الزواج وزعموا لها أن أحد العرسان قد سحرها لإنها رفضته ..ودخلت ف هي وأهلها في دوامة المشعوذين وطلباتهم المادية بدون أي نتيجة ايجابية ...

منى،س فتاة متلهفة على الزواج ورغم صغر سنها إلا إنها كانت متحمسة لفكرة الإرتباط لاعتقادها أن الزواج هو مستقبل الفتاة المضمون وفي نفس الوقت وسيلة لتحقيق طموحاتها بالسفر والهدايا، لجأت منى لمواقع متعددة عبر النت تساعد في الحصول على شريك الحياة لإنها سمعت أن هناك قصص زواج ناجحة تمت من التعارف عبر النت ولكنها عبثا تحاول وفي النهاية وجدت نفسها تقع في شباك كل من يتودد لها عبر النت متوهمة أن عروض الزواج التي تعرض عليها جادة لكنها أدركت في النهاية انها كانت تعرض نفسها للسخرية من قبل الشباب وامتنعت عن البحث عن شريك حياة بهذه الوسيلة المخيفة ...

لجوء الفتاة لطرق غير طبيعية للحصول على زوج هو نتيجة طبيعية لضغط الأهل ونظرة المجتمع القاصرة .. فلماذا نقلل من قيمة الفتاة وثقتها بنفسها بدل أن ندعمها لتنمو ثقافيا ومهنيا لماذا نجعل من الزواج كل المستقبل للفتاة بينما الفتاة فكر وروح والمستقبل كله بين يديها ...
فإذا كانت نظرة المجتمع والأهل للفتاة قاصرة فلابد أن تكون نظرة الفتاة لذاتها أوسع وأعمق والأهم من كل ذلك أن نؤمن بأن الزواج أمر مقدر يأتي في الوقت الذي كتبه الله ولا نذهب نحن إليه ...





https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة