حوار مع الحقوقية سحر خان في يوم المرأة العالمي

سحر خان

2009 / 3 / 15

الهام لطيفي تحاور الناشطة السعودية البارزة سحرخان

استضافت حوارات آذاریة فی الحلقة الثالثة من هذه السلسلة من الحوارات الاستاذة سحر خان من السعودیة

سحر خان من السعودیة مدينة جدة كاتبة وصحفية عبر النت وفي صحيفة ورقية سعودية اسمها المدينة
تعمل ايضا ناشطة حقوقية وعضو في جمعية الدفاع عن حقوق المرأة السعودية - تعمل بالمجال الصحفي منذ خمس سنوات ،
تكتب في قضايا المرأة ومايعانيه المجتمع من اضطهاد وسلبيات
اهلا وسهلا بک الاستاذة العزيزة سحرخان فی هذا الحوار !
بما إنک نا شطة دؤوبة فی مجال المرأة واني أتابع نشاطک دائما وخاصة في موضوع الطلاق بحيث لک رؤية مغايرة لهذا الامر أحببتُ أن أستضيفَكِ إلی هذا الحوار، وأن أطرحَ عليكِ بعضَ الأسئلةِ .


بالرغم من انک کتبت فی بعض مقالاتك عن الطلاق ان الرجل هو التی اکثر خسارة من الطلاق اذن برأیک لماذا المرأة العربیة بالرغم من تطورها الفکری والثقافی واستیعابها بقدراتها و حقوقها لکن یعایشها الخوف من لقب المطلقة فی حال فشلها فی الحیاة الزوجیة؟
أختي الفاضلة إلهام
السلام عليكم ورحمة الله
..
الرجل المطلق فعلا يخسر وخسارته كبرى فهو يخسر على الصعيد المادي آلاف الريالات من زواجه السابق ويخسر لو فكر مجددا في الزواج ،فالزواج كلفة مادية كبيرة بالنسة للرجل السعودي،أيضا فهو يعاني نفسيا من رفض الزوجة الأولى له وأحيانا يغالب هذا الشعور ببحثه عن زوجة أخرى تضمد جراحه ..وأحيانا يرفض الزواج مرة أخرى لإن وقع التجربة الأولى مازال موجودا ..
أما بالنسبة للمرأة المطلقة فهي قد كسبت لقب يستطيع تحطيم مستقبلها وسمعتها وحياتها ،صحيح ان خسارتها المادية ليست كبيرة ،لكنها خسرت سمعة وكسبت لقب ترفض حمله أي امرأة ، فمازال المجتمع ينظر للمرأة المطلقة بأنها عار وعالة على المجتمع والأهل وأنها خطر على جميع الرجال عزابا كانوا أم متزوجين ،لذلك نجد جميع صديقات المطلقة يبتعدن عنها بعد طلاقها خوفا من أن تخطف أزواجهن منهن ،المرأة المطلقة تعاني في المجتمع العربي من النظرة السلبية وتصبح فرصتها في العمل والصداقة ضعيفة جدا ..ولاتتخلص من هذه النظرة السلبية الا اذا تزوجت مرة أخرى …
لقب مطلقة وصمة عار تلتصق بالمرأة المطلقة أينما ذهبت وكل العيون عليها ،كلما دخلت أو خرجت أو تكلمت أو نظرت فهي مراقبة مراقبة دقيقة من المنزل ومن المجتمع عامة ، ولذلك تتقوقع المطلقة على نفسها وتحبس نفسها في عزلة وزنزانة حتى تتقي كلام الناس الجارح الذي يزيد وضعها سوءا ..
فمن هو العامل الرئیسی فی هذا الخوف المرأة أو الطبیعة و النظرة الی هذه الظاهرة من قبل المجتمع؟
بالطبع فإن نظرة المجتمع ماتزال ظالمة للمطلقة وقاصرة ،عكس نظرته للرجل المطلق فعندما يتقدم رجل مطلق للزواج من امرأة فهم لايسألونه عن أسباب الطلاق ولا يدققون على هذا الأمر ، بينما يتخلف الوضع مع المرأة المطلقة فهم يترددون عشر مرات قبل الاقدام على خطبتها ولو خطبوها فهم يخطبونها لإن طلباتها ومهرها أقل من العذراء ، وفي نفس الوقت يدققون في أسباب طلاقها ويكون أول سؤال يوجه إليها لماذا تطلقتي ؟؟
في نفس الوقت لايوجد تأهيل نفسي للمطلقة يجعلها وتنطلق في المجتمع بكل شجاعة وجرأة وثقة ،فقد تغير الزمن ولابدعلى المجتمع من تقبل المطلقة كمواطنة وامرأة منحقها أن تعيش حياتها الطبيعية بعيدا عن الشكوك والظنون السيئة .
لماذا لم یری المجتمع هذه الخسارة للرجل؟
لإن الرجل في المجتمع الشرقي على صواب مهما أخطأ ‘ وهم لايرون عيبا في الرجل الشرقي المطلق ، بل يرحبون به أينما كان ، ويفضلون تزويجه ‘بينما يلقي المجتمع لوم الطلاق واسبابه على عاتق المرأة ،كمذنبة أولى في هذه المأساة ، للأسف مازال ميزان الطلاق جائرا في الوطن العربي والشرقي حين تعلوا كفة الرجل المطلق وتنخفض كفة المرأة المطلقة ‘ وتعطى كل الصلاحيات للمطلق وتحرم كافة الصلاحيات والحقوق للمرأة المطلقة وكأنها صاحبة جرم أكبر ..
هل یتعلق الامر بمساندة المجتمع الذکوری ودعمه للرجل أو یکمن فی امور اخری ؟
نعم يتعلق الأمر بكون المجتمع الشرقي مجتمع ذكوري بالدرجة الأولى ،فالرجل مقدس ومنزه عن الخطأ ،بينما المرأة عار قبل زواجها فمابالكم بحالها وموقعها بعد طلاقها ..اضافة إلى نظرة المجتمع القاصرة للمطلقة ودعمه للرجل المطلق ،فإن التربية الأسرية منذ بدايتها خاطئة بتميز الذكر وتفضيله على الأنثى ،ففي حين يستطيع المطلق السكن وحده وممارسة حياته الطبيعية ،نجد من الصعوبة والاستحالة على امرأة مطلقة من السكن وحدها ،بل إنها تعيش في زنزانة ولا يفرج عنها حتى تتلقى عرضا للزواج …
أعتقد أنه من الظلم كل الظلم اعتبار المرأة هي المذنب الرئيسي في الطلاق ، واعتبار الرجل المطلق ضحية وهذه هي النظرة السائدة بالمجتمع الشرقي الذكوري …

لک جزیل الشکر منی و لمشارکتک الرائعة واتمنی لک الوفیق
عشتی وعاشت الحریة والمساواة
عاشت المرآة السعودية

اجرت الحوار إلهام لطيفي باحثة وكاتبة من أهواز إيران

نص المقال الذي حوارتني عليه لطيفي

( الطلاق .. نقطة سوداء في حياة الرجل )
سحر خان -جدة

الطلاق ذلك المعول الذي حطم حياة العديد من الأسر ...يترك آثاره ورواسبه في حياة المرأة والرجل ، لكن الرجل أكثر تأثرا بالانفصال عن المرأة خاصة لو كان الانفصال بعد عشرة سنوات أو حب صادق ...
المرأة غالبا ماتقاوم آثار الطلاق يساعدها في ذلك عودتها لأسرتها ووجود كم من التعاطف والمؤازرة من قبل أسرتها وخاصة إن لم تكن هي التي طلبت الطلاق ...بعض النساء لايقبلن الإستسلام للحزن والندم فيبحثن عن شريك جديد أووظيفة تشغل فراغها العاطفي الجديد ...
بينما الرجل يحتاج لضعف الزمن الذي تحتاجه المرأة لعلاج نفسها من جرح الطلاق ...
فالمرأة تعاني من آثار نفسية لا أكثر بينما يعاني الرجل من آثار وخسائر مادية ومعنوية ..
فمن المعروف التكلفة المادية التي يتكبدها الرجل المقدم على الزواج من مهر وتأثيث مسكن واقامة العرس ...إنها مبالغ لايستهان بها تكلفت الوقت والعرق لجمعها...
وكل ذلك ليحقق الرجل هدف الاستقرار ويعيش مع شريكة حياته التي اختارها تحت سقف واحد ليبدآ معا في السير معا في ظل المودة والحب ...
إن الرجل لايستهلك المادة والوقت فقط ليرتبط بشريكة حياته بل هو يستهلك جزءا كبيرا من طاقته للتعبير عن مكنونات نفسه وعواطفه لشريكة حياته ...
ومهما كانت شخصية الزوجة فإن الرجل بعد الزواج يتأقلم مع حياته الجديدة ويرتبط ارتباطا ذهنيا وعاطفيا بزوجته وأطفاله ...ومن الأشياء التي يتأثر بها الزوج بعد الطلاق وجوده في نفس عش الزوجية مأسورا بذكريات الماضي وصوت الأسرة التي كانت ...وحتى لو غير الرجل مكان معيشته فهو يظل متعلقا عاطفيا وذهنيا بزوجته السابقة ....
بعض الرجال يهرب من خيال زوجته السابقة بالزواج السريع من امرأة أخرى ليسترد جزءا من اعتباره وكبرياءه المحطم ... ولكن الحقيقة التي لامناص منها أن الزوج يدخل في دوامة المقارنة مابين طليقته وزوجته الجديدة خاصة لو كان مغرما بطليقته ...
إن أكثر الرجال عذابا ومعاناة من آثار الطلاق هم الرجال الذين تطلب منهم زوجاتهم الطلاق فالوضع يختلف كثيرا بين أن يطلق الزوج برغبته وبين أن يطلب منه التطليق ...
ويقع الرجل بين المطرقة والسندان عندما تطلبه زوجته التي يحبها أن يطلقها ...بعض الأزواج يؤجل طلب زوجته مرات ومرات وهي لاتدرك أنها تطعنه وتعذبه بدون ترك أي خيارات ...
ومهما كان الزوج محبا لزوجته فهو يرفض أن يعيش مع زوجه لاتحبه وتفضل الانفصال عنه ومع ذلك يظل زمنا طويلا مأسورا لذكراها وذكرياتها وكأنها ماتت ....
الأسوء من اطار الذكريات والآثار النفسية والخسائر المادية التي يعانيها الرجل هو تعلق بعض الرجال بطليقاتهم لدرجة الجنون وارتكاب الحماقات ...
صحيح أن الرجل طلق زوجته وانفصل عنها في المسكن إلا إنها ماتزال تسكن كيانه وخياله لدرجة أنه يعتقد أنها ملك له وأنها ستعود في أقرب وقت ...ولكن يجن جنون الرجل عندما يسمع أن طليقته قد أعلنت خطبتها على رجل آخر وعما قريب ستكون زوجة لرجل غيره...
هناك رجل طلق زوجته بعد عشرة سنوات وعدد من الأطفال وهو الذي انفصل عنها وعندما سمع أنها عقدت قرانها على آخر لم يصدق واتصل بها ليسمع منها الحقيقية فصدم لما سمع فبكي وتوسلها أن تعود إليه وتطلب الطلاق من زوجها الجديد ولكنها رفضت إنها تزوجته للتو ولإنه تركها فترة طويلة بدون أن يحاول استرجاعها ...
هل تعلمون ماذا فعل لقد أصبح مجنونا وهو يتخيل أن يلمس رجل غيره زوجته لدرجة أنه هدد زوجها الجديد بالقتل وحرم زوجته من أطفالها ...ولم يترك طريقة إلا وفعلها ليسترد زوجته وفي النهاية طار الزوج الجديد ليعود الزوج القديم محله في حياة المرأة التي لم يستطع نسيانها....
إنها قصة ليست فريدة بل هناك العديد مثلها ممايثبت أن الرجل يظل متمسكا بزوجته حتى بعد الإنفصال لعدة سنوات ...
وأن ذاكرة الرجل تحمل كل دقائق الحياة الزوجية التي عاشها مع زوجته ...
الرجل المطلق يعاني في صمت ويتألم بدون جرح ظاهر ويعيش في الماضي زمنا طويلا لإن المجتمع ونظرة الرجال لبعضهم البعض جعلت الرجل لايجسر على البوح بآلامه وخسائره
مع إن الرجل المطلق هو الشريك الأكثر خسارة في شركة الزوجية المتحطمة وهو الذي يحتاج لوقت أطول إعادة الهيكلة والبناء ليقف من جديد ..

ومضة أمل ...

الطلاق نقطة سوداء في أعين الرجل تجعله أحيانا يخطيء تقدير ذاته ...
لذلك عليك أيها الرجل أن تزيل تلك النقطة السوداء بنسيان الماضي والبدء من جديد بكثير من الثقة ............



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة