المرأة .... والاعوجاج الدائم (3)

عبدالحكيم الفيتوري
dr_elfitouri@yahoo.co.uk

2009 / 5 / 11

لمحة منهجية في نقد متن الحديث

كان ثمة جمهرة من علماء الصحابة ملتزمون بمنهج علمي في نقد ما يرد عليهم من أحاديث منسوبة لرسول صلى الله عليه وسلم، ومعالم هذا المنهج تتمثل في رد الأحاديث إلى القرآن الكريم وفهمها من خلاله، فإن وافقت أصول القرآن قبلت وإن خالفت تلك الأصول القرآنية ردت، لأن القرآن الكريم قد تكفل الله سبحانه وتعالى بحفظه كاملا بدون نقص ولا تغيير. وقد كتب النص القرآني كاملا في عهد رسول الله حيث كان له مجموعة من الكتبة المختصين بكتابة الوحي، وكان يراجعه جبريل عليه السلام ما بين الحين والفينة حيث كان يأمره بوضع تلك الآية في مكان ما من السورة أو الآيات، فكانت أخر تلك المراجعات قبل وفاته صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان فقد تم عرض المصحف عرضة نهائية في العام الذي انتقل فيه رسول الله إلى الرفيق الأعلى. في المقابل فإن السنة والأحاديث لم تجد هذا الاهتمام وهذه الرعاية التي أولاها الله سبحانه وتعالى للقرآن الكريم، أولا لأن رسول الله منع كتابتها(لا تكتبوا عنى، ومن كتب غير القرآن فليمحه)(مسلم)، ثانيا أنه لم يجعل لها كتاب مختصين ولم يخصص لها مجلسا لروايتها. زد على ذلك فقد تم تدوين أحاديث السنة وجعلها كمدونة دستورية بعد ما يقرب من مئتين عام من وفاته صلى الله عليه وسلم، خاصة وأن تلك الفترة الزمانية قد تخللتها فتن حار فيها الحليم.

ويبدو أن جامعوا الأحاديث قد بذلوا قصارى جهدهم في تحرير الأسانيد الصحيحة من غيرها، حيث ووضعوا شروطا وضوابطا لقبول ورد الاسانيد، كذلك قدروا معاييرا لتعديل وجرح رواة الأحاديث بغية التحري في صحة ما ينسبه الرواة إلى رسول الله من أقوال وأفعال، مع احترامي لهذه الجهود والقيود والضوابط المقدرة إلا أنها تبقى جهودا بشرية المنزع يعتريها ما يعترى أي عمل إنساني من حيث النقصان والضعف وما إلى ذلك مما يفتح الباب المعرفي من أجل إعادة النظر فيها بالنقد والتمحيص، والاضافة والحذف، لأن المعرفة وشروطها لا تقدس ولا تحنط. كذلك ينبغي الاشارة أن أغلب جهود علماء الحديث وعلم الرجال كانت متوجها صوب الاهتمام بسلسلة الرجال والاتصال والانفصال، دون نقد لمتن الحديث من خلال الأصول القرآنية ومنطق العقل وعقل الواقع، كما كان يفعل أؤلئك الأخيار من الصحابة قبل التدوين وقبل الفتن التي ساهمت بشكل من الأشكال في حجم وضع الأحاديث، ودخول الأنظمة السياسية على خط توظيف النص الديني الراوي والرواية.

فقد كان ثمة ثلة من كبار الصحابة ينهون عن الاكثار من الرواية ويحثون على الإقلال منها بغية عدم مزاحمة النص القرآني وقصديته بأي مصدر آخر ولو كان ذلك المصدر مما صدر عنه صلى الله عليه وسلم من قول وفعل، وكان هؤلاء الأخيار ينطلقون في ذلك من فهمهم القصدي للقرآن الكريم، وقراءتهم الصحيحة لواقع الناس الذي تأثر بأجواء التدافع القبلي والجهوي حيث اختلط فيها الحابل بالنابل،والصادق بالكاذب.ولعل بعض هؤلاء الأخيار كان يعتمد في منزعه النقدي هذا على روايات منسوبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم تؤيد منزعه وفكره النقدي؛ كنهيه صلى الله عليه وسلم عن كتابة الأحاديث،فقال:لا تكتبوا عني، ومن كتب غير القرآن فليمحه .(مسلم) وقوله عندما خرج ذات يوم على الصحابة وهم يكتبون الأحاديث، فقال لهم: ما هذا الذي تكتبون؟ قلنا: أحاديث نسمعها منك؟ قال: كتاب غير كتاب الله؟ أتدرون ما ضل الأمم قبلكم إلا بما أكتتبوا من الكتب مع كتاب الله.(محقق المحصول في علم الأصول،لطه العلواني)والمصنفات حافلة بروايات متنوعة تخدم ذات التوجه، كأمره صلى الله عليه وسلم بعرض ما يصدر عنه على القرآن، حين قال لصحابة:إذا حدثتكم بحديث فاعرضوه على كتاب الله تعالى فإن وافقه فاقبلوه، وإلا فردوه .

وأحسب أن أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب كانا على رأس هؤلاء الأخيار،فهذا الخليفة الأول لما رأى الناس في عهده يكثرون من التحديث عن رسول الله،قام وخطب فيهم فقال: إنكم تحدثون عن رسول الله أحاديث تختلفون فيها، والناس بعدكم أشد اختلافا فلا تحدثوا عن رسول الله شيئا، فمن سألكم فقولوا: بيننا وبينكم كتاب الله فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه.(تذكرة الحفاظ)

كذلك فعل عمر في عهده حيث كان يقول للرواة من الصحابة: أقلوا الحديث عن رسول الله.وعندما يعرض عليه حديثا يعرضه على كتاب الله وقصديته فلا يقبل ما يخالف كتاب الله، كما فعل عندما قالت له فاطمة بنت قيس، إن رسول الله قال لها: لا سكنى لك ولا نفقة. فقال لها:لا ندع كتاب ربنا لقول امرأة لعلها حفظت أونسيت.(الترمذي مع تحفة الأحوذي).

ويمكن تلمس هذا المنهج العلمي في عدم قبول الأحاديث التي تخالف القرآن وقصديته عند ابن مسعود، فقد ذكرأبو وائل: أن رجلا جاء إلى عبدالله ابن مسعود، فسأله عمن لقي، فأخبره أنه لقي كعبا، وأنه حدثه أن السموات تدور حول منكب ملك، وأنه ما صدقه ولا كذبه، فقال له ابن مسعود: لوددت أنك افتديت من رحلتك إليه براحلتك ورحلها، كذب كعب، إن الله يقول: إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده.وفي رواية زاد: كفى بها زوالا أن تدور.(تفسير ابن مسعود) ولا يغيب عن بالنا بأن كعب يعتبر المستورد الأول لاساطير العهد القديم ومنها حديث المرأة خلقت من ضلع آدم!!

وذات المنهج تحلت به السيدة عائشة في حياتها العلمية حيث كانت ترد الأحاديث إلى القرآن فما وافق القرآن وقصديته قبلته وإلا رددته، كما حصل ذلك عندما بلغها أن أبا هريرة يقول:إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لأن أقنع بسوط في سبيل الله أحب إلي من أن أعتق ولد الزنى. وأن رسول الله قال: ولد الزنى شر الثلاثة،وإن الميت يعذب ببكاء الحي. فقالت عائشة:رحم الله أبا هريرة أساء سمعا فأساء إجابة..والله يقول:(لا تزر وأزرة وزر أخرى) و(لا يكلف الله نفسا إلا وسعها).(للمزيد راجع:الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة ، للإمام بدر الدين الزركشي)

إذن. منهج عرض الأحاديث المنسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم على القرآني الكريم وقصديته كان منهجا معتمدا عند كوكبة من كبار الصحابة في العهد الأول وليست بدعا من المناهج كما يظن الظان، وهكذا فإن مسألة قبول متن الحديث صحيح الاسناد أو رده من خلال النظم القرآني لا يعني بالضرورة رد كلام رسول الله –حاش وكلا- وإنما هو رد لكلام الرجال، كما اشار إلى ذلك ابن عبدالبر في تقرير منهج أبي حنيفة بقوله: إن أهل الحديث جرحوا بأبي حنيفة لأنه كان يرد كثيرا من أخبار العدول. فكان يذهب إلى عرضها على ما اجتمع لديه من الأحاديث ومعاني القرآن، فما شذ عن ذلك رده وسماه شاذا.وكان أبوحنيفة يقول:ردي على رجل يحدث عن رسول الله بخلاف القرآن ليس ردا على النبي صلى الله عليه وسلم ولا تكذيبا له، ولكنه رد على من يحدث عن رسول الله بالباطل، والتهمة دخلت عليه وليس على نبي الله .

ويبدو أن الاخيار من الصحابة ذوي المنهج العلمي سالف الذكر ومن سار على دربهم، كانوا يميزوا بين الأحاديث والسنن،فالسنن ما كانت منوطة بمهمة الرسول البيانية وهي ما يمكن تسميتها بالسنة التشريعية؛كصلوا كما رأيتموني اصلي،أو خذوا عني مناسكم.وأما الأحاديث فهي من قسم(القيادي والجبلي) التي ينبغي عرضها على كليات القرآن الكريم بقراءة سهمية تعتبر السياق والمساق،فما قبله القرآن قبل وما لم يقبله رد وإن كان صحيح الاسناد.

-بعض نماذج نقدية الصحابة لروايات أبي هريرة :

السيدة عائشة تنتقد رواية أبي هريرة بشدة، وذلك حين سمعت يقول،قال رسول الله: إن المرأة والكلب والحمار يقطعن الصلاة.مشت عائشة في خف واحدة وقالت: لأخشن أبا هريرة فإني ربما رأيت الرسول وسط السرير وأنا إلى السرير بينه وبين القبلة. وفي نقد أخر لابن عباس عندما سمع أبا هريرة يقول:سمع رسول الله يقول الوضوء مما مست النار، ولو من ثور إقط. فقال له ابن عباس، يا أبا هريرة، أنتوضأ من الدهن؟ أنتوضأ من الحميم ؟!!( الترمذي تحفة الأحوذي. والإقط: هو اللبن المجفف المستحجر). وفي نقد مبطن من تابعي وذلك عندما سمع حديث عن أبي هريرة قال فيه أن رسول الله قال: الشمس والقمر نوران مكوران في النار يوم القيامة . قال الحسن: ما ذنبهما ؟!! وفي نقد أخر من السيدة عائشة حين سمعت رواية يرويها أبو هريرة عن رسول الله يقوله فيها، قال رسول: الشؤم في ثلاثة، في الدار والمرأة والفرس. فقالت عائشة: لم يحفظ أبو هريرة، إنه دخل ورسول الله يقول: قاتل الله اليهود يقولون: الشؤم في ثلاثة في الدار والمرأة والفرس، فسمع آخر الحديث ولم يسمع أوله.وفي رواية قالت:والذي أنزل القرآن على أبي القاسم ما هكذا كان يقول.ثم قرأت(ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها ).وفي رواية أخرى قال علقمة بن قيس كنا عند عائشة ومعنا أبو هريرة فقالت: يا أبا هريرة أنت الذي تحدث عن رسول الله: أن امرأة عذبت بالنار من جرى هرة لا هي أطعمتها ولا سقتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض شيئا حتى ماتت؟ قال أبو هريرة: سمعته من رسول الله. قالت عائشة: المؤمن أكرم عند الله من أن يعذبه من جرى هرة، أي إن المرأة مع ذلك كانت كافرة؛ يا أبا هريرة إذا حدثت عن رسول الله فانظر كيف تحدث.

وقد انتقد ابن كثير حديث أبي هريرة عن قصة يأجوج ومأجوج. فقال ابن كثير: ولعل أبا هريرة تلقاه من كعب، فإنه كان كثيرا ما كان يجالسه ويحدثه، فحدث به أبو هريرة فتوهم بعض الرواة عنه أنه مرفوع فرفعه والله أعلم.(تفسير ابن كثير) وروى أحمد في مسنده عن أبي هريرة أن رسول الله قال: يخرج من خراسان رايات سود لا يردها شيء حتى تنصب بإيلياء. قال ابن كثير إنه من كعب الأحبار.(البداية والنهاية) وروى مسلم والنسائي عن أبي هريرة قال أخذ رسول الله بيدي فقال : خلق الله التربة يوم السبت وخلق فيها الجبال يوم الأحد وخلق الشجر يوم الاثنين وخلق المكروه يوم الثلاثاء وخلق النور يوم الأربعاء وبث فيها الدواب يوم الخميس وخلق آدم بعد العصر يوم الجمعة آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات يوم الجمعة فيما بين العصر إلى الليل. وعلل البخاري في تاريخه هذا الحديث بقوله: قال بعضهم أنه عن كعب وهو أصح يعني أن هذا الحديث مما سمعه أبو هريرة وتلقاه من كعب الأحبار فإنهما كان يصطحبان ويتجالسان للحديث فهذا يحدثه عن صحفه وهذا يحدثه بما يصدقه عن النبي صلى الله عليه وسلم، فكان هذا الحديث مما تلقاه أبو هريرة عن كعب عن صحفه فوهم بعض الرواة فجعله مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأكد رفعه بقوله أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي. علق ابن كثير في تفسير سورة فصلت على هذا الحديث فقال: هو من غرائب الصحيح وقد علله البخاري في التاريخ، فقال رواه بعضهم عن أبي هريرة عن كعب الأحبار وهو الأصح. (تفسير ابن كثير)

ونختم بنقد لاذع لعبدالله ابن عمر لحديث أبي هريرة عن أجر اتباع الجنازة، حيث وصفه بأنه قد تجاوز الحد المقبول وأكثر، وذلك عندما سمع أبا هريرة يروى رواية يقول فيها قال رسول الله: من تبع جنازة فله قيراط، فقال ابن عمر:أكثر أبو هريرة علينا. صحيح البخاري، مسلم كتاب الجنائز. ويبدو أن ابا هريرة قد أكثر حقيقة خاصة في المرويات التي تتحدث عن مسائل الغيب والغيبات كقصة نزول عيسى ابن مريم أخر الزمان، وخروج الدجال، وتكوين المرأة من ضلع آدم، وغير ذلك من الأحاديث التي تشبه لحد كبير أساطير السومرية والبابلية التي تم تقييدها في العهد القديم التوراة.

فإذا كان ذلك كذلك فمتى يتحرر العقل المعاصر من تلك الاساطير والخرافات، وينفك من تلك التأويلات الساذجة كقول أحد الدعاة المعاصرين: على المرأة أن تفتخر بأنها خلقت من ضلعٍ أعوج فهو خيرا وليس مسبة للنساء ،والحديث المذكور يعلي من قدرها إذ يحث الرجل على المزيد من اللين في المعاملة مع زوجته حتى لا يفارقها .. فإن نهج الشدة وبالقوة يفقده زوجته إلى الأبد.

وداعية ثاني ينظر لأسطورة العهد القديم التي جاء فيها أن حواء خلقت من آدم وهو نائم، فيقول: فلو خلقت حواء من آدم عليه السلام وهو مستيقظ لشعر بألم خروجها من ضلعه وكرهها، لكنها خلقت منه وهو نائم حتى لا يشعر بالألم فلا يكرهها!!

ويستمر هذا الداعية القاص موغلا في شرح خيالية وسردية العهد القديم في خلق آدم من تراب بخيالية ميثولوجية يحسد عليها، حيث أنه لم يتصور وظيفة للرجل غير الزراعة والأعمال المهنية، فيقول: بينما آدم خلق من تراب لأنه سيتعامل مع الأرض، سيكون مزارعا وبناء وحدّادا ونجارا،لكن المرأة ستتعامل مع العاطفة، مع القلب، ستكون أما حنونا!!

أحسب أن هذا التفكير الإحالي التمجيدي لا يمكنه بحال الخروج من مأزقه هذا مادام يؤمن بتعظيم الاسانيد ومدونات الحديث، ومنتصر للنقل عن منطق العقل، ومرتهن لفن الجرح والتعديل الخاضع في جملته للأنفعالات وظروف التدافع المذهبي والطائفي والسياسي، ولعل هذه المعوقات المنهجية هي التي ساهمت في استلاب واغتراب مناط التكليف(=العقل) عند المسلم، ومن ثم استعداده لقبول الميثية من تسريبات السومرية والبابلية، وسرديات العهد القديم المترعة بأساطير الأولين إلى فضاءات الاعتقاد والتصور؛ كإيمانه بقصة آدم وحواء، وتصوره لنزول عيسى بن مريم، وخروج الدجال، وأسرار الخلائق وغير ذلك وفق ما جاءت به اساطير العهد القديم المخالفة لما ورد في القرآن الكريم(1). ويبدو أن العقل العربي آنذاك كان شغوفا لسماع هذه القصص والأساطير لدرجة أنه شكل لها سوقا نافقا، وصنع لها اسانيد تربطها بصاحب الرسالة عليه السلام، وقد أثمرت بالفعل هذه الاسانيد إعتقادا وتصورا مشبعا بالأساطير والخرافات التي اختزنتها تلك الحضارات القديمة والتي تخالف عقلانية الوحي وخطابه المنطقي ومقاصده الانسانية.

واللافت للنظر أن هذه المعوقات حقيقة ماثلة في المنهج التقليدي الكلاسيكي، وهذه المعوقات لا ينكرها من له مسكة عقل، إذ إنكارها يتوجب علينا التنكر لمفهوم الحقيقة من الاساس، ولكن للأسف هذا في الواقع ما يمارسه قطاع واسع من رجال الدين والعوام.ويبدو أن نظرية تقديس الاسناد والاحاديث والمشتغل بها قد ساهم في التنكر لحقيقة هذه المعلوقات، ودفع بتلك السرديات الميثولوجية من رحم المعتقدات اليهودية والنصرانية إلى فضاءات الفكر الديني عبر المرويات والاسانيد، مشكلة بذلك دينا أرضيا في الاعتقاد والتصور يختلف تماما عن الدين السماوي الذي جاء تفصيله في القرآن الكريم كقوله( ما فرطنا في الكتاب من شيء)(كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدنا حكيم خبير)



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة