حمّالات الصدر والمساواة في السويد

ضياء حميو
diahamio@hotmail.com

2009 / 9 / 26

بالنسبة للساكنين في الشرق ..والأوسط تحديدا لايعدو التحقيق الذي أجرته وكالة " فرانس برس " الثلاثاء الماضي عن خلل في المساواة في الجيش السويدي إلا " نكتة " لناس بطرانين..!!
وهي" نكته " حقا حين نقارن حقوق المرأة في العالم العربي أو الشرقي ومثيلتها في " السويد ".

التحقيق كشف خللا كبيرا في مساواة المجندة السويدية بقرينها الرجل، وهذا الخلل كان في الملابس الداخلية...تحديدا " حمّلات الصدر " لأنها غير ملائمة للمهام العسكرية أو التمرين وتنفك بسرعة كما إنها غير مقاومة للحريق..!!
المتحدثة باسم " مجلس المجندين السويديين " تقول : ( إن المجندين من الرجال يحصلون على " سراويل داخلية" عسكرية كجزء من التموين وهذه مفحوصة مختبريا وملائمة للمهام العسكرية ،أما في حالة النساء المجندات واللواتي يبلغ تعدادهن 4% من مجموع الجيش السويدي " البالغ 15.000 "فان المؤسسة العسكرية تمنحهن ومنذ ثلاثين عام المال ليشترن بأنفسهن "حملات الصدور " وهن يلجأن للأنواع الرياضية منها لكي تناسب المهام العسكرية ، وهذا خلل كبير في نظام المساواة بين المرأة والرجل ، لان هذه الحمالات غير مخصصة للمهام العسكرية وتنفك بسرعة وغير مقاومة للحريق).

قد يزول شيء من استغرابنا وربما سخريتنا من أنفسنا أو من " السويديين " حين نعرف إن وراء كلام " البطرانين " هذا ..مايقارب الـ 200 عام من السلام الذي عاشه المواطن السويدي إذ إن آخر حرب خاضتها السويد كان العام 1814 ضد جارتها النرويج وهي تنعم بالسلام منذ ذلك الحين ولغاية الآن ..والسلام السويدي كان ثمرة سياسة " الحياد" وعدم الانحياز، وفي هذا يقول السويديون: إن الحياد لكي يكون مقبولا وموثوقا ومفهوما في حالة الحرب فلابد من يكون أكثر ديناميكية في حالة السلام"..!.
هذا الأمر أنتج استقرارا كبيرا وراسخا في المجتمع وبالتالي أنتج فكرا يعمل على مفردتي " القانون والحقوق "..ومنها حقوق المرأة ومساواتها بالرجل..وليس غريبا أن تتبوأ السويد المرتبة العالمية الأولى في مساواة الجنسين ..!
أما مهام الجيش السويدي فإنها تنحصر بالدفاع عن البلد وفي هذا وُهِبتْ جيرانا ( النرويج ، فنلندا ،الدنمارك ) لايقلون عنها شأنا في فهم هبة السلام التي أنعمت عليهم بالخير والاستقرار لشعوبهم جميعا.
وفي هذا نلاحظ إن تعداد الجيش السويدي انخفض من 45.000 جندي في العام 1975 إلى 15.000 جنديا في العام 2004 لعدد سكان يبلغ 9.2 مليون نسمة..ومهام الجيش الحالية تنحصر بشكل خاص في قوات حفظ السلام الدولية.

أما الخبر المفرح في موضوع " حمالات الصدر " للمجندات فان الجيش بدء بالفعل تطوير نوع خاص منها يلائم المهام العسكرية ، يقاوم الحريق ولاينفك بسهولة ، وهو في مرحلة الاختبار الآن وسيكون جاهزا للاستعمال نهاية هذا العام أو أوائل العام القادم .







https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة