أيضاً لا لضرب النساء وحتى فى حال استحالة استمرار الحياة الزوجية ..؟

مصطفى حقي

2009 / 10 / 25

.. لأن الإسلام يكره الطلاق الذي سيتضرر بسببه الأطفال شرع هذا العلاج الإستثنائي أعني : الضرب ...؟!هذا ما قاله السيد حمادي بلخشين في جزء من رده على مقالنا المؤرخ 16-10 وقال قبل الفقرة المذكورة : عين الشذوذ ان تزوّج المرأة ممن تكره... فلا إكراه في الزواج كما لا إكراه في الدين وقد وقف الرسول مع فتاة رفضت زواجا قسرياً خطط له والدها... الحنابلة و الشافعية يؤيدون الزواج القسري وهذا مخالف للإسلام ، الطلاق من حق المراة اذا كرهت الزوج وليس من حق احد ان يجبرها على البقاء مع زوج تكرهه اما الواقع المأساوي فمسألة اخرى لا يتحمل الإسلام وزرها.(انتهى ) المشكل ان تقدمة السيد حمادي الحضارية العصرية قد راحت أدراج الرياح عبر العلاج الاستثنائي ...الضرب ..طبعاً هذا رأيي الشخصي .. فلأن الإسلام يكره الطلاق ( أبغض الحلال عند الله الطلاق ) وبسببه سيتضرر الأطفال ، وعليه شرّع هذا العلاج الاستثنائي .. العلاج ياسادة هو الضرب ... أين هي الإنسانية ... أين الجنة التي تحت أقدام الأمهات .. أين مقولة الأم التي تهز السرير بيمينها تهز العالم بيسارها .. أين الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق ...واستوصوا بالنساء خيراً ..هذه الأم العظيمة المقدسة إذا اختلفت مع زوجها ولأي سبب ومهما كان هل الحل هو ضربها أمام أعين أطفالها ، وكيف سينشأ هؤلاء الأطفال أسوياء بدون تعقيدات نفسية مع ثقافة ضرب الأمهات.. أين أنت يا عمر بن الخطاب لتلحق هذه الآية المعاملاتية الضرب بآية المؤلفة قلوبهم .. لأنه لن يجرؤ أي مسلم أن يجتهد كما اجتهدت بفهم ووعي .. العالم يعدّ الثواني في انفتاحه العلمي المذهل ونحن نهدر الوقت في فتاوى الحلال والحرام والدخول إلى المرحاض بأي قدمٍ .. والنقاب بعين واحدة والمرأة كلها حرام في حرام من صوتها حتى إظفر أصبع قدمها بل وحتى ظلّها . لا يقبل الله منها صلاة ولا صيام وزوجها غاضب عليها مهما عبدت ومهما صنعت ما دام هناك انتقاص لحق زوجها فلا قبول لأعمالها ...؟ أي سلطان هذا الزوج الذي رضاه يفوق العبادات وأية عدالة تلك ... . وكيف يمكن أن نوفق بين حديث إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ، كيف يمكن أن نلزم إنسانة أن تمضي حياتها مع بعلٍ يسومها العذاب والذل والضرب المبرح والذي لم تحدده الآية هل بعصاً أم بسوطٍ أم ركلٍ بالأقدام ولكم بالقبضة الذكورية ... أليس الطلاق أهون الشرين في حال استحالة تلك الشركة الزوجية .. أليس ألف حالة طلاق ولا لحالة ضربٍ واحدةٍ ... كان رد ومقال الأخ حمادي شلخين رائعاً وهادفاً واعتذاراً أدبياً جميلاً على لفظة ( المرأة الشاذة ) ولكن ياأخ حمادي وأنت على هذا القدر من الانفتاح الإنساني .. أراك وبخجل تؤيد آية ضرب النساء حتى لايساء إلى الأطفال بتشتت الأسرة ..قد يكون لهذه الآية ما يبررها في زمن كانت فيه العبودية والرق على قدم وساق .. والضعيف فيه عبد للقوي وخادمه مهما كان لذاك العبد من صفات حميدة فإن صفة القوة هي التي كانت تهيمن على تقييم الإنسان .. ولكن تبدل الأحكام هو بتبدل الأزمان .. والمرأة والرجل هما أس الحياة وشركة الحياة الأولى والتي يجب أن تسودها المساواة في الحقوق والواجبات والاحترام المتبادل وليس الضرب .. ؟



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة