أيهما أكثر صوناً للمرأة ألعقل أم قطعة قماش ..؟

مصطفى حقي

2009 / 11 / 6

قال صاحبي البسيط .. كل الإسلام كوم وتلك الخرقة التي تلف الرأس كوم ..؟ ببساطته عرى الإسلام السياسي بسفور بيّن مساوياً مابين التشريع الواسع ككل لقطعة قماش لا تقدم ولا تؤخر ، والمشكل ان الإسلام غير منفرد بتقليعة القماش ، فاليهودية قبل المسيحية دعت إلى الحجاب وفرضته على نسائها وبشكل واضح وصريح بعكس التشريع الإسلامي الذي تمايل بين بين وبالأخص ان النساء
والر جال في الجزيرة العربية كانوا يغطون رؤوسهم رضوخاً لجبروت الطقس الحار وهبات الغبار الكثيفة التي تطيّر الشعر وتغبرّه والماء شحيح وبالكاد يكفي لسد الظمأ أما غسل الجسد ( الحمام) فهو أندر من النادر .. ولذلك لم يهتم الشارع الإسلامي للحجاب لأنه كان موجوداً بفعل العادة والسفور كان استثناءً وشذواً، لذلك تفرقت آيات الحجاب وفق أسبابها ومناسباتها لأن كلمة لعلكم تفكرون .. أو لعلكم تعقلون تزخر بها الآيات ..وأول آية نزلت على الرسول ...إقرأ ...؟ ومن الذي يقرأ سوى المفكر .. لأن غير المفكر إذا قرأ فلن يفهم شيئاً بل سيكرر ما تلقاه كالببغاء ويحفظ من المفسّر له المعنى حتى لو كان خطأ ... فالإنسان العاقل المفكر بإمكانه التفريق بين الحلال والحرام بين الجيد والسيء ويقيّم علاقته بالمجتمع بطريقة مهذبة وضمن احترام متبادل والاعتراف بالآخر .. وأما ما يلبسه الناس هو ما اعتادوا عليه وتختلف الأزياء باختلاف الجماعات ..بل أن الزي يعتبر هوية شخصية يعرفه بها الآخرون .. إذا العقل هو المسير الأول للإنسان وليس اللباس لأنه هو الذي صنع ذلك النموذج من اللباس .. أي أن اللباس هو أمر شخصي خاص بكل شعب .. وكان الإسلام قد أخذ بهذا الأسلوب والمفهوم ولذلك جاءت عدة آيات تنصح بلباس معين ، ستار ، حجاب ، ولأسباب معينة .. الآيات الثلاث للحجاب ,, الأولى لزوجات الرسول لوضع ستار تمنع أعين الفضوليين الذين يزورون النبي من البصبصة باتحاه الحريم ..وجلهم من الصحابة ... الآية الثانية جاء لحجب الصدر من شق الثوب المفتوح من الرقبة إلى الثديين العاريين حيث لم يكن هناك مشدات للثدي ولم تكن هناك أزرار بعد ... أما الآية الثالثة سببها بيوت الخلاء .. فلم تكن المنازل تحوي على مكان لقضاء الحاجة وكان الجميع رجالاً ونساء يقصدون الخرب والفسحات الجانبية لقضاء حاجتهم .. وكان الشباب المتسكعون يترصدون النساء إن لم يعتدوا عليهم يشبعون عيونهم لمنظر ما يبان من الأجساد العارية ، وكانت تلك النساء والكثير منهن حرّات ، والقليل من الإماء ، وجاء آية الحجاب الثالثة لتتحجب الحرّة حتى يبتعد عنها الشباب بنظراتهم أو بتحرشاتهم بل يأخذون كامل حريتهم عند الأمة غير المحجبة بالتحديد ... إذن سبب نزول تلك الآية هو عدم وجود بيوت خلاء في المنازل .ولتمييز الحرة عن الأمة . ولما كان ذلك المكان المستحيل وجوده في المنازل قد تحقق .. وكل المنازل إن كانت في القرى والمدن فيها منافع من مطبخ وحمام ومرحاض .. وكانت العبودية قد ألغيت عالميا فبانتفاء العلّة لم يعد هناك داعياً للعلاج وتبدل الأحكام هو بتبدل الأزمان ...وان العقل هو الأجدى بالرعاية والعناية ، فالمرأة المتعلمة المثقفة تستقل بعقل ناضج يميز بين الخير والشر والممنوع والمسموح .. بينما الأمية ليست لها شخصية مستقلة وتقلّد ماترى وما تسمع وعقلها في إجازة .. ذهبت أسماء بنت يزيد للرسول في مسجده متحدثة باسم المسلمين فقالت: أنا وافدة من خلفي من النساء يقلن بقولي. وهن علي مثل رأيي!.. ان الله قد بعثك للرجال والنساء .. وقد غلبنا عليك الرجال, فاجعل لنا يوما , من نفسك تعلمنا فيه... فوعدهن الرسول وقابلهن ووعظهن وقد روت عن الرسول أكثر من ثمانين حديثا وأسأل السيدة (داليا علي) هل كان الحديث التالي من أحاديثه :عن الامام علي بن أبي طالب (رض) قال: دخلت أنا وفاطمة على رسول الله ص فوجدته يبكي بكاء شديداً فقلت: فداك أبي وأمي يا رسول الله ما الذي أبكاك؟ فقال (ص) يا عليّ: ليلة أ ُسري بي الى السماء رأيت نساءً من أمّتي في عذاب شديد واذكرت شأنهن لما رأيت من شدة عذابهن؛ رأيت امرأة معلقة بشعرها يغلي دماغ رأسها ورأيت امرأة معلقة بلسانها والحميم يصب في حلقها ورأيت امرأة معلقة بثديَيها ورأيت امرأة تأكل لحم جسدها والنار توقد من تحتها ورأيت امرأة قد شـُدّ رجلاها الى يدها وقد سُلّط عليها الحيّات والعقارب ورأيت امرأة عمياء في تابوت من النار يخرج دماغ رأسها من فخذيها وبدنها يتقطع من الجذاع والبرص ورأيت امرأة مُعلّقة برجليها في النار ورأيت امرأة تقطّع لحم جسدها في مقدّمها ومؤخرها بمقارض من نار ورأيت امرأة تحرّق وجهها ويدها وهي تأكل امعائها ورأيت امرأة رأسها رأس خنزير وبدنها بدن حمار وعليها ألف ألف لون من بدنها ورأيت امرأة على صورة الكلب والنار تدخل من دبرها وتخرج من فمها والملائكة يضربون على رأسها وبدنها بمقاطع من النار.
فقالت فاطمة: حسبي وقرّة عيني أخبرْني ما كان عملهن وسيرهنّ حتى وضع الله عليهنّ هذا العذاب؟
: فقال ص: يا بنيّتي أمّا المُعلّقة بشعرها فإنها كانت لا تغطّي شعرها من الرجال. أمّا المعلقة بلسانها كانت تؤذي زوجها. أمّا المعلقة بثديها فانها كانت تمتنع عن فراش زوجها. أمّا المعلقة برجلها فانها كانت تخرج من بيتها بغير اذن زوجها. أمّا التي تأكل لحم جسدها فانها كانت تزيّن بدنها للناس. أمّا التي شدّ رجلاها الى يدها وسُلّط عليها الحيات والعقارب فإنها كانت قليلة الوضوء قذرة اللعاب وكانت لا تغتسل من الجنابة والحيض ولا تنظف وكانت تستهين بالصلاة. أمّا العمياء والصمّاء والخرساء فإنها كانت تلد من الزنا فتعلّقه بأعنق زوجها. أمّا التي كانت تقرض لحمها بالمقارض فإنها كانت قوّادة. أمّا التي رأسها رأس خنزير وبدنها بدن حمار فإنها كانت نمّامة كذ ّابة. أمّا التي على صورة الكلب والنار تدخل من دبرها وتخرج من فمها فإنها كانت معليّة نوّاحة ( انتهى) وهل هذا الحديث ينسجم مع آية لاإكراه في الدين .. وأخيراً وحتى العامة تقول ... العقل زينة ...!؟





https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة