وجيهة الحويدر ... بصيصُ نورٍ من داخل الكهف ...!

كامل السعدون

2004 / 6 / 10

لم أكن أتوقع ، ولا أضنكم تتوقعون ، وأنا وأنتم نرى الإعلاميون والإعلاميات السعوديات ، متسربلون بالكامل ببياض الأكفان الناصع أو سوادُ بيارق العزاء ( ولا عزاء …! ) ، حتى لا يكاد يبين ما يتوسط طيات البياض أو السواد ، من وجهٍ لا زالت فيه بعض آدمية أو بعض حياة ….!
لم أكن … ولا كنتم تتوقعون … أن وراء هذه العتمة من البياض أو السواد ، لون ثالث …أكثر حقيقيةٍ وحرارةٍ ودفئاً وديناميكية ومنطقية …أسمه …وجيهة الحويدر …!
أو كنتم تتوقعون …؟
وأين…؟ من تلك الجزيرة الغارقة في بحر الآثام الموهومة …؟
السعودية …!
يا الله …!

***

لم أكن أتخيل … ولا أضنكم كنتم تتخيلون … وأنا وأنتم نرى أقلام السعودية متشحةٍ بالكامل بالسواد … وبينها وبين الماضي … الموغل بالعتق ( حد القرف ) …خيوطٌ عنكبوتيةٌ سرّيةٌ تمتد إلى دواة حبر أبن عباس لترتوي منه ثم تعيد نضحه على صفحات الشرق الأوسط والمدينة والجزيرة وعكاظ والفيصل والمنهل والمجلة العربية و…و…و…الخ
أن هناك قلماً … قاوم أكف الموتى المتصلبة المتيبسة وخرق الكفن ورفس الرميم وقال لا …أسمه وجيهة الحويدر …!
يا سبحان الله …!
هذه السيدة …هذا القلم النبيل …الشجاع …المضيء …المهدد بحياته …فعلت هذا واستحقت اللعنة الجميلة التي تستحقها …!
هذه الأم …المرأة … الوحيدة …المتميزة … المحاصرة بأنياب السفهاء الجهلة المضللين …وأين … في السعودية حيث لا قانون ولا دستور ولا حرمة ولا رأفة ولا عزاء للمرأة إلا انتمائها القبلي ووجود كمٍ من الأكفان البيضاء حولها …!
وليس حول هذه السيدة شيء ، وليس في لقبها بريقٌ يخيف الموتى – الأحياء …!
هذه السيدة …( إن نجاها الله ورحمها السفهاء ) هي قلم السعودية التي لم تلد بعد …!
قلم الجزيرة التي لم تفلت بعد من فاه بحر التيه الذي أبتلعها منذ أيام المرحوم محمد إلى يوم الله هذا …!
هذه السيدة …قلم السعودية الفتاة …السعودية الفتية الآتية لا محالة …!
السعودية التي ستشرق وربي قبل أن يغرب هذا القرن الجديد الواعد …!
هذه السيدة هي شعلة النار التي أطلت من قمة العلمَ قبل أن يخرج ببيرقه وعموده الذي سيكون ذاته عمود خيمة الوطن السعودي الجديد الأكثر عدلاً ورأفةٍ وحنوٍ ورحمة وأمناً لأهله ولأجياله القادمة …!
يا أصدقاء … ويا أعداء … وجيهة الحويدر …تذكروا هذا الاسم جيداً وتضامنوا معه وأحيطوه بالحب والحدب والحماية ، لأنه أمل هذا البلد أو بعض أمله …!
السيدة الحويدر ( وبيقينٍ تامٍ أقولها ) هي رمزٌ من رموزْ ثقافة سعودية جديدة ستلدُ قريباً …بل قريباً جداً …!
هؤلاء الذين منعوا قلمها البهي من الإشراق سيندمون ولا شك … وسيعودون يوماً ليستجدوا من هذا القلم الرحمة والعفو …!
بعد أن يكون قطار زمانهم وزماننا قد تجاوزهم بلا رحمة …!
أكاد وربي أرى قلم وجيهة يبتلع أقلامهم جميعاً …لينتصب وحده …حياً …مسترخياً …واثقاً …متألقاً …!
وجيهة الحويدر في بلدها ، كما الكثيرون منّا في بلدانهم أو على تخوم تلك البلدان أو في المنافي …نمثل أقلام المستقبل الذي لم يلد بعد …!
الشرق الجديد …الجميل …الحرّ … بهوائه النقي القادم من فضاءات الرّب الرحبة لا من مقابر الأجداد …!
الشرق الذي يستحق أن نعيش له …وفيه …ومن أجله …!



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة