حرية المرأة بين الاطماع والطموح ...

محمود المصلح
mrand62@yahoo.com

2009 / 11 / 18

كثيرة هي الاصوات التي اخذت منذ زمن بعيد المنادة بحرية المرأة ، ومن الملفت ان اغلب هذه الاصوات اصوات ذكورية ، اصوات ذكورية تنادي بحرية المراة ، ولعل المواثيق الدولية وقبلها التشريعات السماوية حفظت للمراة كما الرجل والطفل والعجوز حقوقه وحريته ، بما يكفل لهم كرامة العيش ، الا يحق لنا السؤال لماذا ينادي الذكور بحرية المرأة ،وما هي غاياتهم ، وماذا يستفيدون ، وما هي مشاعرهم الحقيقية ، وبماذا ينادون وما هي الحقوق التي ينادون بها والحرية التي يطلبونها للمراة ..
اتراهم ينادون بحرية التملك ، ام حرية العمل ، ام حرية الانتقال ، او حرية التعبير عن الراي ، او حرية اعتناق الدين ..اتراهم ينادون بتحرير المرأة من العبودية ..واي عبودية ولمن ..
اتراهم يذوبون حزنا على المرأة - بغض النظر عن المراة ايا كانت جنسيتها ودينها وعرقها - لو قلنا نعم هم كذلك .. اما تراهم يعرفون او يشاهدون الملايين من نساء العالم تعيش في حالة من العوز والفقر في بيئة غير آمنة جراء الحروب والنزاعات المسلحة المحلية والدولية وحالات التشرد واللجوء ، وما يتعرضن له وطفالهن من حالات الاغتصاب والانتهاك فظلا عن حالات الموت جوعا .. بينما تبلغ كلفة الجندي الامريكي في افغانستان ( فقط مليون دولار سنويا ) ولو حسبنا ان الكثير من سكان العالم يعيشون على اقل من دولارين في اليوم .. سنعرف كم يمكن ان نطعم ونحمي بمليون دولار فقط ( تكلفة جندي واحدوليس 200000) .
فهل نصدقهم وهل نصدق توجهاتهم وافكارهم وحريتهم ، وهل نصدق حالة الحنان التي يتلبسونها كلما شاءوا .. ونرى من يقلدهم وينزع نزعتهم ويطالب بمطالبهم .. بلا تفكير وبلا تمحيص .. الا من كان يضمر في نفسه غير ما ينادي به .فاذا كانتالحقوق محفوظة والحرية مصانة والكرامة محفوظة ، فماذا يطلبون من حرية .. تثور الدنيا اذا ويتهموننا بالرجعية والتخلف والارهلب والتعصب اذا ما لبست فتاة الحجاب في اوروبا .. وينسون بللحظة واحدة كل تلك القيم التي ينادون بها من حرية وتحرير وكرامة وكلماتهم الزائقة الباطلة . ثم يثورون ويتنطح منهم ومن اتباعهم في عالمنا العربي والاسلامي اذا قامت دولة بمحاسبة صحفية لبست البنطال .. على عكس الامر السائد في البلاد وهو اللباس الساتر .تثور ثائرتهم ويدافعون عنها . يريدون ان تلبس البنطال في مجتمع يعد فيه البنطال امرا غير وراد ( بغض النظر عن قناعاتنا بالباس شرعي او غير شرعي حسب العقيدة الاسلامية ) ونسوا ما كانوا ينادون به .
ارى ان الفكرة التي تكمن خلف قناعات المجوعات التي تنادي بحرية المرأة ما هي فكرة شخصية ، وهوس في أن يروا المرأة عارية ، بلا ساتر يسترها لشهوة ما في نفوسهم ، فلم اجدهم ينادون بحرية المراة في أفريقيا مثلا .. ولم اجدهم ينادون بكرامتها . . وامنها ..ولم اجدهم ينادون بانقاذها من الموت جوعا .. بل نجد ان المنظمات العالمية التي تناط بها مهام تقديم المساعدة والعون والاغاثة على أختلاف مسمياتها نجدها هي من تمارس التميز ... وما اطفال دارفور وقضيتهم عنا ببعيد .. وما كوسفو واحداثها بالتاريخ السحيق ..
اكبر دولة تنادي بالحرية ، الولايات المتحدة ، ودول الاتحاد الاوروبي ، هم اول من ينتهك حقوق الانسان عموما ، والمرأة واللطفل خصوصا حيث انهم الحلقة الاضعف في دائرة التمييز . . فمن النساء المغتصبات في فيتنام وكمبوديا .. وقضية الاطفال مجهولي النسب .. والذي كانوا من بقايا الجنود الامريكان في تلك البلاد .الى حالات الاعتداء والاغتصاب اليومي والمتكرر في افغانستان والعراق ..الى اغتصاب صوت الامم المتحدة والمنظمات الانسانية .. وتجميد الاموال للجمعيات التي تقدم العون والغوث لمئات المشردين والجوعى في العالم من مخلفات الحروب الامريكية والاوروبية في سعيهم لاحتلال الاعلم من جديد . الى تغاضيهم عما يجري في فلسطين من انتهاك صارخ لكل القيم الانسانية والمواثيق الدولية والاعراف ، لإاين من ينادون بحق المرأة بالحرية من حالات الاغتصاب ..واين هم من حالات السجن لمئات النساء وطفالهن في سجون الاحتلال الصهيوني ( هذا ليس من اهتمامات اللذين ينادون بحرية المرأة فهي لن تخدم فكرتهم وتوجهاتهم ) اين هم حالات التشرد والضياع واعدام اسر باكملها في انحاء شتى من العالم .
لن تنسى الانسانية ما ينادي به هؤلاء ، من دعوة الى كل .. وهم يضعون على اعينهم نظارة سوداء لا ترى الا ما يرغبون ان يروه ..اني اراهم يريدون ان يروا المرأة عارية بلا ساتر يسترها .. لانهم ينظرون الى المرأة على الشواطىء وحفلات الكوكتيل على انها هذه المرأة وهذا ما يجب ان تكون عليه .



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة