الثورة القادمة ...للنساء

رعد الحافظ
abusaif57@yahoo.com

2010 / 1 / 15

لا أحد منّا يعرف مقدار قوتّه الكامنه , حتى يختبرها , يوماً ما .
لايستطيع أيّ لص أن ينعم بسرقاتهِ , مالم يتغاظى عنهُ الآخرون !
هناك قواعد كثيرة مثل هذهِ , تنطبق على النساء...لكنّهم لا يعلمون !
عالم الإجتماع الشهير , الدكتور علي الوردي ,كان يشرح الغضب والتعصب لدى الناس ويثبت أنّه يمكن السيطرة على أعصابنا ,حسب الشخص المقابل , فيقول :
لو كنتَ أمام طاغية , وكان يكيل لكَ التهم والشتائم والضربات أيضاً ,
فأنتَ ستحاول إرضائه بأحس الكلمات , للتخلص من سيفهِ البتّار .
لكنّ الأمر سيختلف , لو كنت أمام شخص أضعف منك , رجل مسكين أو إمرأة أو طفل .
فأنّك ستّرد الكلمة السيئة بمثلها أو ألعن منها , هذا في حالة الأكثرية .
بينما البعض سيّرد الكلمة , بلطمة أو ركلة , تبعاً لنفسيتهِ وأمراضها .
يخلصُ من ذلك , الى أنّ حالة العصبية التي تظهر على غالبية البشر ,
هي حالة , يمكن السيطرة عليها وتوجيهها نوعاً ما .
هذهِ المعلومة وحدها , لو أحسنت فهمها ودراستها النساء في مجتمعاتنا الإسلامية البائسة , لما وجدنا بعض الرجال الأشاوس يمارسون بطولاتهم , بضرب النساء وإضطهادهم .
................................
في طفولتي , كان من الشائع جداً , أنْ يضرب الرجل زوجتهِ لأتفه الأسباب .
أذكر أنّ أحد أقاربي وهو زوج خالتي الكبيرة , كان مرحاً ومحبوباً ومنكتاً . ولايميل مثل باقي الرجال لضرب زوجتهِ . لكنّه كان يمزح بطريقة غريبة معها .
فعندما يطلب قدح شاي , يقطع كلامها ويدفعها بخفّة مع ركلة هوائية تكاد لاتمّسها .
فتركض ضاحكةً فرحة بخفة دم زوجها وطريقتهِ الوديّة معها . كونه لا يضربها أبداً مثلما يفعل باقي الرجال مع زوجاتهم عادةً .
كلنا كنّا نحبه لخفّة دمهِ وتنكيتهِ الدائم مع الجميع .
إنقطعتُ لفترة طويلة , فقد كنت أسكن في العاصمة بعيداً عنهم .
زرتهم ,بعدها وكنتُ شاباً متفتحاً , في المرحلة الثالثة في الجامعة
كانت الأمور قد تغيّرت كثيراً , ووجه خالتي عابس طيلة الوقت , وزوجها قليل التنكيت
وبالكاد يقول جملة معقولة .
سألتها فيما بيننا , ماذا حصل ؟ كنتُ أظنّكم أسعد زوجين من أقاربي ؟
قالت لي وهي معبّسة وبوزها شبر للأمام , حياتي معهُ جحيم , بالرغم من كبر أولادنا وهم اليوم صاروا بطولنا , لكنّه مازال يضربني , لأتفه الأسباب .
قلتُ لها مندهشاً : يضربكِ ؟ هل تقصدين طريقتهِ في المزاح معكِ ؟
قالت: كانت في البدء مزاح , لكنّها تحولّت الى عادة ملازمة لهُ , وبيد توجع ... وبكتْ !
والسؤال هو : مَنْ سمحَ لهذا الرجل أن يصبحَ ضرّاباً للنساء ؟ على حدّ تعبير أحدّ المشايخ
الذي برر ضرب النساء في ثلاث حالات , في الواقع تشمل كل أمور الحياة حتى عطسة المرأة .
..........................

يا عزيزتي المرأة : مهما جاهدت منظمّات المجتمع المدني وحقوق الإنسان والمرأة والطفل
وبغّض النظر عن رأيي في جهود غالبيتها , ودوافعهم المادية وصدقها ,
خصوصا العربية والشرقيّة منها
لكن كل قوانين ومنظمات العالم لن تستطيع تقديم المساعدة الكافية لإمرأة , لاتهتم هي بحقوقها وتنتزعها بأظافرها , لو تطلّب الأمر , حين يفشل عقلها وقلبها ولسانها وقلمها ؟
أنا أحذّر المرأة عموماً وأنبهها حتى من العلمانيين الليبراليين ومدعي التقدمية في أفكارهم .
المرأة عموماً في مجتمعاتنا خُلقت مظلومة , وتعيش وتموت وتبعث...... مظلومة .
قالوا لنا منذ نعومة أظفارنا , أنّ أوّل خطيئة إرتكبتها أمّنا حواء عندما أغواها الشيطان فأقنعت آدم (الأثول ) ,ليأكلا من شجرة معرفة الخير والشرّ , فطردا من الجنّة .
وأوّل جريمة في الأرض عندما قتل قابيل ( الوديع ) , أخاه هابيل... كانت بسبب إمرأة .
وتستمر خطاياها في الدنيا حتى تصبح زينتها وعطرها وحتى صوتها عورة .
وبعد الموت في الحياة الأخرى..... سوف تجد أكثر أهل النار من النساء .
وأنّ أسماء النساء الشهيرات , أمثال , زنوبيا وبلقيس وكليوباترا والخنساء والأم تيريزا ومدام كوري وشيرين عبّادي وأمّ كلثوم ووفاء سلطان وغيرهم ,
أو أيّ إسم لإمراة مجهولة كافحت طيلة حياتها, وتحملّت أنواع العذاب , لأجل فلّذات كبدها
كلها مصادفات شاذه وطفرة جينية زائلة .
ينشأ الرجل في مجمعاتنا وهو متشبع بفكرة أنّ المرأة خُلقت لخدمتهِ وراحتهِ ومتعتهِ
فنسائكم متاعُ لكم , وله الحقّ في فشّ غلهِ وغليلهِ فيها طيلة الوقت , وضربها إذا إقتضت الضرورة .
((واللاتي تخافون نشوزهنّ فعضوهنّ وإهجروهنّ في المضاجع وإضربوهنّ ))
http://www.youtube.com/watch?v=ftD30Rn7Gls
هذا الشريط الذي أفردتُ له مقالة قبل عام تقريباً , يقول فيهِ , الشيخ الشريف
هناك ثلاث أصناف لا يستقيم معهم الأمر..... إلاّ بالعصا
وإنّ ضرب النساء فيه إعجاز علينا الإعتراف به ولن نستحي أن نقّر به .
.......................................
لجان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية والتي تتدخل في كل شيء , ويحّق لهم إيقاف سيارة عابرة , وسؤال الموجودين فيها عن أوراق الزواج ( النكاح ) ,
وعن درجة إسدال الحجاب أكثر على الزوجة ,
ولو كانت بعمر 70 عام والرجل قريبها لينقلها الى سوق او مشفى مثلاً فستكون خلوة محرّمة و قد تقود الى جلد الإثنين أو رجمهّم , على الملأ .
هذه اللجان تشّكل ما يشبهها في أندونيسيا اليوم .
شرطة دينيّة يحّق لها مُساءلة أي رجل وإمرأة يسيران معاً في الشارع أو الأسواق .
أو أي إمرأة غير ملتزمة تماماً بالزي الإسلامي , حتى لو كانت محجبّة تماماً .
أين ستصل بنا الأمور في مجتمعاتنا الإسلامية , لو بقيت المرأة نفسها صامته وخاضعة ومتقبّلة لما يجري حولها ؟؟؟
..........................................

هنا أوّد أن أخاطب كل النساء الذين يدافعون عن جلاديهم وظالميهم , وسأكتفي بنسخ
تعليقي على مقالة السيدة رشا ممتاز ,في موقع الحوار و المعنونة : العلمانوفوبيا
وهي مثال للسيدة المثقفة التي تدافع بوضوح عن الطرف المُسيء .
وإذكرّها بأنّ الجاهل عدو نفسهِ . ولا يستقيم الأمر عندما يكون المثقف عدو نفسهِ أيضاً .
عملية تجميل
تحياتي لعودة السيدة رشا ممتاز
ولمحاولتها التجميلية , رغم إمتلاء الفكرة والطريقة بالنرجسية وتقديس الذات من العنوان المقتبس من الآخرين كما أشار الأخ محمود الداية في تعليق رقم 3 , الى محاولة تغير شخص العليل كما أشار الصديق البابلي في التعليق الأوّل
أنا لستُ ضدّ محاولة الإنفتاح على الآخر وحوارهِ , بالعكس ..لكن بشرط تطابق الفعل مع القول
أنتِ سيدّتي , مخطئة بوضوح في دفاعك عمّن حطّم كيان المرأة وجعلها تابعة للشيطان منذ خلقها الأوّل , وطاردها طيلة حياتها بالظلم والإستعباد , ثم لحقها الى آخرتها لتكون أكثر أهل النار عدداً ووقوداً
كل إمرأة مثقفة , تقف ضد عالمة مثل وفاء سلطان أو رجل يريد رفع الظلم عن المرأة ,هي تعاني من مشكلة عويصة...مهما جملنا التسميّة , فلن تخرج عن الانفصام او النفاق أو الخوف والتردد........ أو كل هذهِ الأشياء .
قد نغفرُ لسيدةٍ جاهلة , فرضوا عليها الحجابَ والنقاب ..فحجبوا عقلها عن الحقيقة
وحتى من تلك النسوة ظهرت السيدة , وداد لوتاه , في الامارات لتعالج مايمكنها من مآسي .
لكن إمرأة تتباهى بشهادتها بالطريقة المقلوبة , لن تنفع جانب الحقّ والخير والمظلوم ..وهو جانب واضح لا خلاف عليهِ , تحياتي
.......................................
أخيرا , سأكرر قول الدالاي لاما ,كما أفعل دائماً , بهذا الشأن :
يتوقف أمر إصلاح هذا العالم ...على المرأة



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة