مقابلة مع مُرشّحة البرلمان العراقي قرطبة عدنان الظاهر

عدنان الظاهر
aldhahir35@yahoo.de

2010 / 3 / 6

مقابلة مع: قـرطبـة عـدنـان الظـاهـر
ماري تيريز كرياكي
23/ 07/ 2009
اجتمع الجمال والذكاء والطفولة في وجه واحد، تعلوه ابتسامة تفرح القلب وتدعوك للتواصل، وعقل أفكاره تستوجب منا كل الاحترام. هي الصديقة قرطبة عدنان الظاهر، التي بينت لنا كيف للانسان أن يكون جديراً بهذه الحياة، وكيف عليه أن يعمل ليستحق ما يؤؤل إليه. فقد تعبت وناضلت وحصلت في النهاية على شهادتها العليا في العلوم السياسية من جامعة ميونيخ في ألمانيا، وكان لنا معها هذا اللقاء:
هل لك أن تخبرينا عن الفرع الذي تخصصت فيه؟
تخصصت في مادتي الدولة والقانون في كلية العلوم السياسية، وكان بحثي في تاسيس الدولة العراقية على اسس دستورية، وضعتها الجمهوريات الاربع الماضية من عام 1958 إلى 2003، وكيف تحول نهوض دولة حديثة إلى انهيار مستمر حتى احتلالها في عام 2003. اما المادة التخصصية الثانية فهي السياسات الخارجية، وهي اصعب مادة في العلوم السياسية، اذ تتطلب معلومات عميقة في تاريخ الشعوب والدول، وحضاراتها، وتكوينها، ومفهوم العلاقات الخارجية وصناعة السلام والحرب، وتاثيراتها على السياسات الداخلية للدول النامية والمتحضرة.
كيف اخترت هذين النوعين من التخصص؟
اولا، اني احب القانون وكم تمنيت ان التحق بدراسة العلوم السياسية والقانون معاً. لكني لم استطع ذلك، لاني كنت ملتزمة بالعمل وبمهنتي، اذ اني كنت ادرس في المساء واعمل في الصباح في احدى الشركات الالمانية الكبرى لتسديد نفقات الدراسة. كنت دوما اواظب على سمينارات استاذنا القانوني، فكان يشرح لنا كيفية وضع القوانين الصحيحة والمبنية على تركيبة المجتمع. إذا لا قانون دون الرجوع إلى المجتمع ومصالح الدولة العامة. ولا انسى دوما اني من بلاد الرافدين واولى حضارات العدالة والقانون. كتبت بحثي عن دولة بابل في هذا المضمار. وحرصت على أن نقرأ تاريخ آبائنا وأجدادنا بدقة وبإمعان، كي لا نعيد اخطاء ماضينا، وخصوصاً أننا الآن في العراق في طور انشاء دولة ديمقراطية حديثة مبنية على العدالة والقانون. الامر الاخر هو أنني احب مادة التاريخ منذ دراستي المدرسية وكنت دوما المتفوقة في هذه المادة لما املكه من معلومات عميقة ومختلفة عن تاريخ الشعوب والدول. تعمقت معلوماتي اثناء دراستي الجامعية، إذ استهلنا تاريخ السياسات الامريكية وتاثيراتها على ما يسمى باوروبا القديمة وعلى الشرق الادنى وروسيا وما عقبها من حروب ومنازعات على النفوذ في المحيط الهادي والاطلسي، ومن ثم الهيمنة على الموارد الطبيعية في الدول النامية وتصدير الحرب الباردة إلى هذه الدول. السياسات الخارجية مادة معقدة جدا تتطلب الفكر والتحليل العميق وتفهم الخطط الاستراتيجية التي تصنعها الورش في الجزء الغربي من هذا العالم كما سماها السيد هنري كيسنجر Western Hemisphereمن اجل امنها القومي.
ما هو موقف الأسرة، هل كانوا معاضدين لك، أم كان لهم رأي آخر بمنحى تخصصك؟
امي كانت مترددة في بداية الامر لاني سبق ان درست في الجامعة واوقفت دراستي بسبب الضغوط التي واجهتها في جامعة بامبرغ الالمانية. كنت ادرس مادة الجغرافيا واحببتها كثيرا، لكن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن. وضع الكثير من العراقيل في طريقي الامر الذي ارغمني على الغاء دراستي والعودة إلى مدينة ميونخ حيث اقطن الان. لذا كانت امي متخوفة من اني ساواجه نفس المعوقات والعراقيل وانهي دراستي، فقلت لها لا تقلقي ساكافح من اجل الشهادة الاكاديمية التي وعدتك ووالدي بها. اما والدي فوقف بجانبي منذ البداية، وكان هو محفزي وداعمي الرئيسي، كما كان يحرص دائماً على اجراء الحوارات السياسية معي في كل مادة آخذها. اما اخي فكان يقول لي بان القطار قد مر وان علي ان ازاول عملي واستقر في حياتي بدلا من انفاق المال في دراسة ربما لا انهيها او ربما لا تنفعني في المستقبل. لكني اعود واقول انها الارادة التي كانت دائما تدفعني إلى هذا الطريق والهدف الذي وضعته امامي، وهو العودة إلى ارض الوطن والمشاركة في بنائه.
ما هي المعوقات التي صادفتك في طريقك الدراسي؟
لم اواجه هذه المرة إي معوقات في طريقي، بل، بالعكس، واجهت كل الدعم والمساعدة من قبل الاساتذة في كلية العلوم السياسية. كانت سكرتيرة الكلية مدام بيرتراند الفرنسية رائعة التعامل معنا، اذ انها كانت صبورة وحنونة وكانت تخاطبنا باسمائنا. كنت كل مرة احتار كيف يمكن لهذه السيدة ان تحفظ اسم 400 طالب وطالبة في كلية العلوم السياسية؟ اما استاذي الذي اشرف على اطروحتي وهو السيد ثيو شتامن فكان يتمتع بمنتهى الاخلاق، وقد اعطاني كل الحرية في كتابة ما اشاء في مادة الدولة والقانون، وعندما طرحت عليه فكرة العراق كان مفعما بالسعادة، وقال لي اكتبي عن دولتك فهذا واجبك! بدأت دراستي عقب تحرير العراق من النظام الدكتاتوري الصدامي مع بدء صفحة جديدة في العلاقات الالمانية العراقية.
قبل ذلك واجهنا بعض انواع العراقيل من قبل بعض الجهات الالمانية. عندما كنت في المدرسة المتوسطة واكملت المرحلة الدراسية لاواصل دراستي في الثانوية العامة ( الكمنازيوم ) في الفرع العلمي، وضعت وزارة التربية العراقيل امامي. وكتبت الوزارة عني تقريرا وجهته إلى مدرستي باني لست صالحة للدراسة الثانوية. وبعد ان هددت برفع شكوى قانونية ضد الوزارة، تحول خطابها إلى شكل ايجابي وتم قبولي في الثانوية. وبعد حصولي على البكلوريا التي تؤهلني للدراسة الجامعية، واجهت شتى انواع المتاعب . كان ذلك في عام 1995 عندما تحولت من مدينة ميونخ إلى مدينة بامبرغ الالمانية من اجل الدراسة الجاميعة حيث تم قبولي في جامعة بامبرغ. كانت مادتي الدراسية الاولى هي الاقتصاد، وعندما قررت ان احول هذه المادة إلى الجغرافيا، تحولت حياتي هناك إلى جحيم، حيث الاستهزاء والمعاملة غير الإنسانية من قبل استاذ مادة الجغرافيا الحضارية. وعندما اردت ان احصل على اخر درجة منه تؤهلني لاكمال البكلوريوس، وقف هذا الاستاذ امام جميع طلبة مادته وقال لهم بالحرف الواحد إني لا استحق اصلا الدراسة الجامعية. قررت بعد خوض كفاح دام من 1995 إلى 1998 ان الغي دراستي واعود ادراجي إلى ميونخ. لكن اصراري على الشهادة الاكاديمية كان اقوى من خيبة ظني. وها انا اليوم في عام 2009 احصل على شهادتي التي كنت اطمح اليها منذ 15 سنة! واني اتساءل لم كان كل هذا التمييز والتعسّف بحقي؟ هل اعتقدت الحكومة الالمانية ان سني الحالي سوف لن يساعدني في الحصول على وظيفة في اختصاصي؟ أو انها اعتقدت ان شعوب دول عالم الثالث غير مؤهلة للتعليم العالي اصلا لان الانسان الابيض الغربي، حسب شعر السيد كيبلينغ The white man’s burden مكلفٌ من الرب الاعلى ان يعلم الشعوب غير المتحضرة لانه اعلى منزلة منها. مع الاسف، لقد اخطأوا الظن وكان الاصرار هو سلاحي.

هل كان هناك أي نوع من التمييز الذي قد يكون مورس بحقك؟
الطالب غير الالماني يُمارس في حقه شتى انواع التمييز. دراسة اجرتها صحيفة دير شبيكل الالمانية للتعليم كشفت عن ان أحد اسباب فشل طلاب المدارس الالمان في امتحان البيزا للتعليم الاوربي هو تواجد اعداد كبيرة من الطلبة الاجانب في الصفوف الالمانية وان الطلبة الاجانب يؤثرون سلبا على مستوى الصف التعليمي! إني اتساءل كيف يحصل هذا وان المعلمين الالمان يركزون على تعليم الطالب الالماني ويهملون الطالب الاجنبي. وإذا كان الطالب الاجنبي متفوقاً يحاول المعلمون وضع شتى العراقيل في طريقه كي لا يصل إلى مستوى المتفوقين الالمان. كنت ضحية هذا التمييز عندما كنت في المرحلة الثانوية. وكان استاذ التاريخ قد اختارني وزميلة المانية لامتحاننا شفهيا في هذه المادة. اجبت على كافة اسئلته، وكنت متفوقة اكثر من زميلتي، لكنه في نهاية الامر اعطى لها الدرجة الاعلى! اما بالنسبة للجامعة، فقد تحدثتُ عن الاضطهاد والتمييز مما عرقل حياتي العلمية ودمرها في تلك الاونة حتى عام 2003 حيثُ تغيرت سياسة الحكومة الالمانية تجاه العراقيين بشكل جذري وفتحت امامهم كل الابواب والطرق إلى التعليم التربوي والعالي.
هل كانت اللغة عائقا في طريقك الدراسي والعلمي؟
نعم، عندما اتيت لالمانيا كان عمري 12 سنة ولا اتقن كلمة واحدة في الألمانية. وبعد معاناة طويلة في مدارس اللغة الالمانية، قبلت في المدرسة المتوسطة كمستمعة، ولم افهم اي شي من المواد الدراسية. اجبرت على ان اعيد مرحلة الاول اعدادي كي اواكب الدراسة بشكل افضل، الامر الذي جعلني اخسر ثلاث سنوات دراسية من حياتي. والسنة الرابعة الاضافية التي خسرتها هي عند انتقالي من المرحلة المتوسطة إلى الثانوية العامة واعادة الصف العاشر في الثانوية من اجل المادة الفرنسية والتي كانت مع اللغة اللاتينية من المواد الاساسية في الثانوية العامة. أما في مرحلة الجامعة فقد واجهت صعوبات في انتقاء المفردات اللازمة في مادة العلوم السياسية، وهذا بالتاكيد اثر على اطروحتي ايضا.
ما هو الفرق برأيك بين أبناء الجالية الذين ولدوا في المغترب وأبناء الجالية الذين جاؤوا لمتابعة الدراسة، على الصعيد العلمي؟
ربما يقول البعض ان المغترب الذي ولد في بلد الاغتراب لا يواجه نفس الصعوبات التي يواجهها طلاب البعثات او طلاب الجالية المغتربة. هذا غير صحيح، فاني رايت المشاكل التي واجهها ولايزال يواجهها ابناء الجالية التركية القاطنون في المانيا والكثير منهم قد ولدوا في المانيا. المحيط الذي يعيش ويترعرع فيه الانسان منذ الطفولة هو في غالب الاحيان محيط منعزل منغلق ومنضو على المجتمع الاوربي لا يتقبل الاندماج ولا التعايش، لان العادات والتقاليد لا تتماشى مع الحضارة الاوربية التي تدعو للانفتاح والعولمة والتحرر من قيود العادات والتقاليد البالية في نظر الاوربيين. الجالية التركية تحرص كل الحرص على مفاهيمها وعلى نمط حياتها الشرقي وعلى عاداتها وتقاليدها. فما يحدث في المدارس هو تصادم للحضارتين الشرقية والغربية، الامر الذي يجبر الطلاب الترك على الابتعاد عن المحيط الالماني. المشكلة هنا تكمن في عدم تقبل حضارة الاخر من الطرفين. ولا يوجد اي مادة في المدارس الالمانية تدعو لاحترام حضارة الاخر وتقبلها وتعلم التعايش معها. هذا ما يواجهه ايضا طلابنا العراقيون في المدارس. انهم شرقيون ويحملون في فكرهم وفي تطلعاتهم العادات والتقاليد التي تربوا عليها في دولتهم الام وفي محيطهم الاسري. اما بالنسبة للغة، فان الاطفال العراقيين الذين ولدوا في المانيا ويذهبون إلى المدارس الالمانية قد لا يجدون عوائق كثيرة في اللغة، لكنهم لن يتقنوا اللغة الالمانية مثل اقرانهم الالمان، وهذا يعود إلى محيطهم الاسري الذي لا يتحدث إلا اللغة العربية داخل المنزل.
ما هي مشاريعك المستقبلية؟
أتطلع إلى اكمال دراستي للدكتوراه لكني بعد عناء طويل لا اريد البقاء في المانيا، بل ابحث عن دول اخرى استطيع اكمال رسالتي فيها دون تمييز او أضطهاد. لدي ايضا عدد من البحوث اود اكمالها. لكن عملي الحالي يعيق تفرغي للبحث. لقد اصبح البحث من هواياتي. فاني استمتع في تصفح الكتب القديمة والمصادر الحساسة وكاني اكتشف كنزا مدفونا في رفوف المكتبات العامة علي اخراجه وكشفه للراي العام. لدي ايضا طموح في العودة إلى ارض الوطن [[ التي فارقتها منذ شهر تموز عام 1978 ولم أرها إلا في عام 2003 حين قمت بزيارة تفقدية ضمن وفد الماني إلى العراق ]] ومزاولة عملي الاكاديمي هناك. اتمنى ان امثل دولتي في احد المحافل الدولية في يوم ما، سوف يكون هذا فخراً لي.
وبماذا تنصحين الجيل الجديد القادم من العالم العربي لمتابعة دراسته؟
اقول للجيل القادم ان يهتم بتعلم اللغات العالمية وبالاخص لغات الامم المتحدة مثل الإنكليزية والألمانية
و الفرنسية والروسية والاسبانية، وكذلك الصينية. فالعالم في تغيّرٍ وتحوّلٍ سياسي واقتصادي، وعلى الاجيال مواكبة هذه التحولات والتكيف لها بشكل سريع. لا يمكن للمرء في هذا العالم ان يكون اخصائياً في مادة واحدة فقط، بل عليه ان يختار على الاقل مادتين للاختصاص كي يكون متكيفاً للتحولات الاقتصادية. التعدد في المهنية امر اصبح مهماً جدا، والحصول على عدة شهادات في اختصاصات عدة مثل تكنولوجيا المعلومات والاقتصاد هو خير سبيل لان يكون شبابنا العربي قادرا على المنافسة العملية والعلمية. انصح ايضا بالاشتراك في برامج التبادل العلمي بين طلبة الجامعات والمدارس العربية والاوربية، اذ خلال هكذا فعاليات يتعلم شبابنا رؤية العالم الغربي لهم، وتكون هناك فرص كثيرة لتبادل المعلومات ومناقشة المشاكل الاجتماعية والعلمية التي قد تكون مغيبة تماما عن فكرهم وتوجهاتهم، وتكون هذه فرصة لمد جسور للحضارات الاخرى. هذا ما انصح به كل وزارات التربية والتعليم العالي في دولنا العربية.
وكذلك ماذا تنصحين المرأة العربية المقيمة في بلاد المغترب، مثلا كيف يمكنها الاستفادة من وسائل التعليم والجامعات المتاحة هنا؟
لا يوجد فرق بين المراة والرجل في اوروبا. لذا المراة العربية حالها من حال اي امراة اوربية، لها الحق في التعليم والارتقاء بالدرجات العلمية العالية مثل اي رجل. لكن مع الاسف الشديد فان عدد النساء العراقيات اللواتي يدرسن في الجامعات هو اقل بكثير من الرجال. هذا يعود إلى ان العديد من النساء يتم زواجهن في سن مبكر ويتراجعن بذلك في مستواهن الفكري والعلمي بسبب انشغالهن بحياتهن الاسرية. اني انصح كل الشابات العراقيات بان يستثمرن فرصة تواجدهن في المانيا ويحاولن قدر الامكان الاستفادة من العلم والثقافة والتعليم. الشهادة اصبحت مهمة جدا في السلم التوظيفي والمهني. فالمرأة عليها ان تتحرر من قيود الرجل وان تكون سيدة نفسها، فسلاحها هو شهادتها ومكانتها الاجتماعية اولا.
ما هو دور الملحقيات الثقافية للسفارات العربية في تحفيز الطلبة المغتربين؟
مع الاسف الشديد لم اجد اي تحفيز او حتى مساعدة او منحة تقدم لنا من قبل الملحقية الثقافية لسفارتنا العراقية. اذ اني على يقين من ان سفارتنا تدرك معاناة الطلبة العراقيين في الجامعات وما يترتب عليهم من اجور دراسية باهضة الثمن، خصوصاً ان اكثر اهالي الطلبة العراقييين يعيشون على المساعدات الاجتماعية ولا يستطيعون توفير مبلغ 500 يورو لكل سمستر دراسي. الامر الذي يجعل الطالب يعمل ليل نهار ليوفر وسائلَ عيشه واجور الدراسة. وهذا بالتاكيد يؤثر سلبا على دراسته وتفوقه. هناك طلبة عرب يجبرون على ترك الجامعة من اجل العمل وجمع المال او تاجيل دراستهم حتى تتوفر لديهم اجور الدراسة. واني اشعر أيضا بأسف كبير نحو سفارتنا بعدم تقديم اي شكر او تقدير او حتى تكريم للطلبة الخريجيين من الجامعات الالمانية. أتمنى ان تتحسن هذه الامور مستقبلا وان يشعر الطالب العراقي او العربي بان له سنداً يقف وراءه ويدعمه ماديا ومعنويا إلا وهو مندوبيته في الخارج.
كلمتك الاخيرة لمن توجهينها؟
كلمتي الاخيرة ابداها بالشكر والتقدير لكل من وقف معي في كفاحي وجهدي من اجل العلم والمعرفة ومن اجل مستقبل افضل لابنائنا وبناتنا . اشكرهم جميعا لوقوفهم معي في كل ايامي الجميلة والعصيبة ودعمهم اللا محدود، فهم اساتذتي واخواني، واني اكن لهم جميعا كل التقدير والاحترام لكل ما بذلوه. كلمتي ايضا اوجهها لشهدائنا الذين استشهدوا في العراق ابرياء مغدورين على اياد وحشية آثمة، انهم في قلبي ولن انساهم، رحيلهم وهبني القوة والاصرار على اكمال دراستي، وانا اقول لهم شهادتي هي لكم، لاطوار بهجت وزملائها الشهداء من الصحفيين العراقيين، للشهيدة إبنة خالتي إسراء نوري جوير ووالدها، للشهيد علي صبيح حسن الساعدي، هي لكل ابنائنا وبناتنا الايتام ولكل اراملنا ولتلك الارض الطيبة.
واخيرا وليس أخرا، اوجه كلمتي لوالدي العزيز الذي وقف طوال فترة دراستي معي وحضر حفل تخرجي رغم اجراء عملية جراحية لعينيه. اشكر صبره وطيبته وقلبه الرائع والجميل، كما اني اشكر والدتي التي سهرت الليالي معي وقت دراستي وتحضيري للامتحانات وتحمّلت معي ما تحمّلتُ وعانتْ ما عانيتُ وحملت في صدرها بصبر وشجاعة همومي كافةً وتفهّمت ظروفي الشاقّة . كما كانت دوما تحضر لي الوجبات اللذيذة والشاي المعطر ودعواتها لي بالنجاح كل يوم .. انكما رائعان.



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة