هل أنا مومس ؟!

ناهد سلام

2010 / 4 / 16

الكثير من الاناث يقفن أمام المرآة ولكنهن لا يُغنين أُغنية مرايتي قوليلي يا مريتي حبيبي مجاش لدلوقتي ، ان بعضهن قد تسائل نفسها : هل أنا مومس !! وأحتاج لمن يحمي جسدي مني !! وهل انا فقط كائن جنسي ليس اكثر !! وإن أحبب او مارست الحب اكون منحطة ووضيعة !! لماذا ان أُشيع خبر علاقة عاطفية تقوم الدنيا ولا تقعد !! ولماذا ان تطلقت من زوجي بت بحاجة لمن يراقب جسدي ويحسب لي خطواتي !!

مجتمعي يرفض أي علاقة خارج الزواج ويفضَل ان تكذب الفتاة الى أن تتزوج وتكون العلاقة شرعية ، ومقبولة بالتالي اجتماعيا ، المجتمع ذاته الذي أحبت الفتاة احد رجاله والذي ارتضى لذاته هذا الرجل أن تحبه في الخفاء وكان يحترمها ويبادلها الحب او ينتظر الفرص للارتباط بها ، وما أن يشيع الخبر ترى السحر انقلب على الساحر حتى يضعف الرجل وبكل نظرة دونية لذاته يفكر أنها إن أحبته فقد أحبت غيره كثيرين ، فيثور ويكون ايضا ضدها في أغلب الحالات ، لتبكي أمام مراتها وتحادثها عن همومها .

إن تطلقت همها همين ، هي تحتاج لمن يحمي جسدها منها ويتطوع كل المجتمع بدور الحارس الحامي لها من رغبتها ، وهو ذاته من يرى بها سلعة رخيصة فقد فُضت من قبل !! بالتالي لن يتحمل مسؤولية وعبء العذرية إن تقابلا في الخفاء .
ومن ناحية اخرى مجبرة أن تقبل بأي رجل ( ذكر ) ذلك أنها حملت وصمة مطلقة في بطاقة هويتها ومطالبة ان تُقلل من شروطها في الزواج ليس بالضرورة متعلم وليس عنده بيت ولو كانت زوجة ثانية ما الضير ، ولو كان عقيم عليها ان ترضى الا تكون ام فهو ذكر ايضا .

المرأة ليست جسد فقط ، ومن سذاجة المرأة احيانا والضغط الواقع عليها قد تقبل بمن يرى بها ذلك ، وتحافظ على جسدها وليس فقط أقصد الجنس وانما تحافظ عليه من حروق الشمس أو من قرص البعوض حتى تكون زجاج لا يشوبه شائبة ، وبذا قد تكون فرصتها اكبر في زوج جيد ، ولكن من ذكائها انها تستطيع التمثيل والادعاء ، فتخبر زوجها أنه أول من عرفت ، وانه أول من قبَلت وأول وأول ...

الرجل العزيز أنت من وضع نفسك هذا الموقف السخيف ، أنت من حملها أن تكون سخيفة في هدر وقتها للعناية ببشرتها وجسدها وأنت من اضطرها أن تُمارس الكذب والحيل لترى في ذاتك الذكر الوحيد !!

ليست كل من أحبت مومس ، وليس كل زوج هو أول ذكر في حياه زوجته وليست المرأة للحب والجنس فقط ، وليست المرأة العاملة والتي تقضي اغلب وقتها خارج البيت بالضرورة منخرطة بعلاقات عاطفية مفتوحة وليست تلك المخبأة تحت عبائتها هي اشرف الاناث .
وأما المرأة امام المرآة المميزة بأنوثتها والعاطفة التي بذلتها لمن اعتقدت في حينه أنه الرجل المناسب لقضاء العمر برفقته ، ليست الا انسان من حقه ان يُحب ومن حقه ان يُقرر الانفصال كما من قبل قررت الزواج ، وليس أحد بامكانه على الاطلاق حماية جسدها بقدرها وبقدر احترامها لفكرها وذاتها وحرية اختياراتها .
سلام



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة