هل للموظفة العراقية حقّا بطلب الرشوة إسوة ب الرجال؟

عزيز الحافظ

2010 / 5 / 12

ليس الحديث عن وقائع وحقائق في الإرض هو إنتقاص من المكانة الحقيقية للمرأة العراقية الصبورة حد التطابق مع عدم التصديق بوجود مثاليات لانظير لها لحدود ذاك الصبر عند مقارنة المثل. لقد تحملت العراقية منذ عام 1968 وللان مصائبا لايمكن لمن يريد سبرغورها ان ينال مبتغاه.. فلاتوجد مراكز للبحوث يمكن مراجعة ارشيفها بيسر تمدني ولاتوجد أصلا مؤسسات مجتمعية يمكن الركون لموضوعيتها فقد جُبلت المراة العراقية على الحزن والصبر فالمجتمع لايحاصرها فقط وتلوك بها الالسنة بل الاقدار وضعتها امام مهام جسام لاتتطابق مع شاعريتها ولاكينونتها الفسيولوجية ومع ذلك فازت بالإختبار ! راجعوا سجلات الأرامل وهي غير موجودة أصلا! لتسألوا كيف استطاعت الام بغياب موارد مال زوجها الميت/ الشهيد/ المفقود/ الغائب سمّه ماشئت،أن تصل بأولادها الأيتام برّ الامان ويدخلون المدارس والجامعات ولو دخلنا بالتفاصيل لهرب الشيطان نفسه إكراما لصمودها الغرائزي ومقارعتها للصعاب. اليوم سأتحدث عن جانب غريب اشاهد ملامحمه في جوانب من حياة المرأة ذات الصبر الجسور الشجاع وخاصة بعض الموظفات بلاتعميم من طلب الرشوة علنا او تلميحا او تصريحا على طريقة اللهجة المتداولة عراقيا (دير بالك علينا) بينما نعرف ان جرأة المرأة هو في إحترامها لقيم الوظيفة وخدمة الناس ليجعلها ذاك الألق تسمو في اعلى درجات التقدير المجتمعي نرى اليوم في أغلب الدوائر التي تمس وتتماس مع المواطنين،هناك لهن متكئا ونصيبا غريبا في كارتل الرشوة تقوده بعض النساء بلاوجل! اليوم مع غياب التشريعات وغياب الشكاوي وغياب التربّص في الوظائف العامة برز جيل في كل دائرة حكومية فرع منه نسائي يقود عملية الإبتزاز المالي بطلب الرشوة مباشرة أو عبر وسيط عرضحالجي او بائع الشاي والمرطبات او السعاة الباحثين عن محتار مصدوم يريد مَخْرَجَا ومُخرِجا لمعاملته! ومع ان المرأة قاروره يبين فيها الصدع بسرعة البرق تجد بعض قوالب شخوصهن متصديات لتسريع الوتيرة الإنجازية للمعاملة مهما تاخرت أو تروتنتْ مادام المال يُصاحبها ورقيا!
كلنا نتذكر زينة الهاربة بالمليارات من امانة بغداد وبجواز مزور وهنا انظر للجانب الجرئوي في شخصيتها التي تحكمت بسلطات مالية عالية الثمن واستغلت ذلك بمعاونة البعض لتهرب دون ان تفقه إن تهمة السرقة بهذا الشكل يدمرّ سمعتها اكثر من الوقوع في براثن الخطيئة الجسدية!
كنت شاهد عيان زمن الفاشية على معاملة في دائرة خدمية إنحسر دورها النهبي الان وكانت تدّر مواردا تفوق وزارات عديدة شهريا! بالامتصاص من جهد الناس بظلم السلطة التي بين ايديهم، أحال المدير العام الطلب لسكرتيرته الجميلة جدا ، انت صاحب العلاقة قلت نعم وكنت اعرف تلافيف الفساد ومنافذه ونوافذه وابوابه المُوصدة وشكرت الخالق أن المعاملة بيد ملاك للرحمة! وهي هنا قارورة عسل مصّفى!وفي قرارة نفسي لايمكن ان اعطي البعد الرشوي لمعاملة فيها حق من حقوقي على تلك الدائرة ذات الصيت السيء حتى لو رفضُ طلبي.. فإذا بذاك الوجه الملائكي والصوت الغانج دلالا يتراقص تطلب مني علنا الرشوة!فأندهشت ولازمتني الحيرة على جرأتها وكيف ولجتْ مقتحمة دواخلي وسبرت غور ذاتي موهومة بقبولي عرضها وطلبتْ مالاتستحق؟ ولإني اعرف نفسي لاتقتحم كينونة المراة ولاتملك جرأة تسلق أسوار غموضها لإسباب اخلاقية رسمتها كمباديء في تعاملي الأنثوي تشجعت! وقلت لها مندهشا: لامانع ولكني جلبت سيارتي الصالون ويمكن لي إنتظارك بعد نهاية الدوام!!
نزل الخبر كالصاعقة عليها مدهوشة مذهولة وتناثرت منها كل الأوراق بإرتباك صارخ فطار من عينيها الوضّائتين شررٌ ماحق وبيل،ناهضة الجسد والتلويح اليديوي الإرتجافي التهديدي! كيف تجرؤ؟ قلت لها ببرود على مقياس ريختر! وكيف تجرؤين عل طلب الرشوة مني! موقف بموقف اعاد لها صوابها المنتشر إرتباكيا فقد أفحمها منطق الموقف وثابت لرُشدها فهي التي ادخلت جسدها سجن الشكوك والريبة بطلب الرشوة وانا الذي اخرجته عائدا لإنسانيته التي غابت ملامحها عندها.إعتذرتْ بإدب جمّ وقالت ستجد غدا معاملتك مُنجزة وبدوري أعتذرت من إستعمالي الصدمة فقد وضعتها على خط الحياد بمضادات حيوية هي أعطتني اكسيرها العلاجي!ولكن اليوم للاسف أقولها لاشامتا بقارورات الوطن الغالي تسطع ظاهرة اللاخوف الأنثوي من طلب الرشوة رغم إنه لايناسب الخلق التكويني لقارورات العسل العراقيات أبدا فليس من حقهن دخول هذا حقل الألغام!
فالرشوة تسحق كرامتها وعزّتها بنفسهاومستقبلها وتجذبها لجانب سوداوي مقيت ينعكس كتقولات وتأويلات وهمز ولمز وغمز هي في غنى عنها عندما تشخصْ قيم إستقامتها كهرم من أخلاقياتها الباهرة السطوع.



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة