تبا وبؤسا لزوج مثل هذا

سحر خان

2010 / 6 / 19

كنت شديدة الضيق اليوم ،رغبت بالخروج وليتني لم أخرج ،ذهبت لزيارة قريبتي ،قريبتي تزوجت من ابن خالها ،وهي في المرحلة الجامعية ،رفض زوجها أن تكمل تعليمها لإنه غير هام في نظره ،بعد الزواج وبعد أن حملت مولودها الأول تركها وسافر لاتعلم إلى أين سافر وهل سيعود أم لا ،وتحملت والدة الفتاة كل مشاكل ابنتها الكبرى ،وبعد أن وضعت الزوجة عاد الزوج المفقود ،وعادت الحياة الزوجية لعهدها ،ومع السنين أنجبت طفلين آخرين ،الزوجة من مدينة جدة ،ولكن زوجها أصر أن يسكنوا قرية بعيدة عن جدة ،حتى يفتح مشروع يدر عليهم رزقا ،فهو عاطل عن العمل ،وأم الزوجة هي التي تنفق على ابنتها ،الزوجة كانت جدا مخلصة لزوجها الملتزم ،فقد أصبح الزوج ملتزما بعد السفر والعودة مرة أخرى ،وهي التي تعتني بالبيت ولا تتطلب منه ريالا واحدا نظرا لظروفه الصعبة ،مع الأيام تحسنت حالة الزوج واصبح استاذا جامعيا في مدينة قرب قريته ،لهذا الزوج أخ كان يعمل معه في مشروعه ،الزوج زوج أخوه وأصبح يصرف على أخوه العاطل ،وأخوه العاطل يشتري لزوجته أغلى الجوالات والملابس ،بينما زوجة الزوج الأستاذ تعيش على الكفاف ،وكلما طلبته شيئا قال لايوجد لدي مال ،فأين تذهب أموال الزوج ؟؟السؤال لايحتاج إجابة ،المهم الزوجة كانت مريضة ولا تلد إلا قيصرية ،كانت مريضة بنقص الكالسيوم وتشعر بألم في عظامها ،وكم من مرة طلبت منه احضار خادمة ،فيرد عليها ماهي مشكلتك المنزل لاينقصه شيء وأنتي زوجة كسولة ،المهم ازداد الحمل على كاهل الزوجة الصغيرة الضعيفة ،وهي ساكتة لاتطلب الكثير ،ولكن في آخر المطاف أصيبت الزوجة بنزيف حاد ،وتورمت قدميها ،والأطباء في قريتها لايفقهون شيئا ،الزوجة لاتعرف طعم النوم ولم تعد ترى وجهها في المرآة نهائيا ،من شقاوة أطفالها الثلاث ،فهم وراء بعضهم البعض ،وهي تركض ورائهم طوال اليوم ،بينما الزوج يحضر مساء ويطلب عشائه وينام ،الزوجة اصيبت بوعكة صحية ،وطلبت من زوجها أن يعتني بالصغار ريثما تنام بضعة ساعات ،وطمأنها زوجها أنه سيعتني بالصغار كي تنام نوما هنئيا ،المهم نامت الزوجة ثلاث ساعات ،وعندما استيقظت وجدت شيئا مهولا ،الابن الأكبر ذو الست سنوات في حجرة لوحده يلعب ،بينما الابنة الوسطى اغرقت ملابسها بالماء وضربها البرد ،حيث يسكنون بمنطقة باردة جدا ،الابن الأصغر ذو العام والنصف ،في خزانة المطبخ وقد سكب السكر والدقيق والزيت وفمه مملوء بالمأكولات الغريبة ،عندها صرخت الزوجة وأمسكت بثياب زوجها المهمل الذي كان يعمل على اللاب توب بكل هدوء ،آلا تخاف من الله أنت أب أنت ؟،وطلبت منه أن يعيدها لجدة عند أهلها لإنها مريضة ولم تعد تطيق الصبر أكثر ،ذلك الزوج البارد على بروده كله مقصر ماديا في حق زوجته، فهو يسكنها في منزل من السيراميك والبرد يلفح أطفاله ولا يهتم ،وفوق هذا كله فهو يؤلب أطفاله على أمهم فهو الذي يشتري لهم اللعب ويتركهم على هواهم ،ويدللهم ويجعلهم ينظرون لأمهم نظرة الأم الشريرة ،وللأب نظرة الأب الحنون الغير مقصر نهائيا في حقهم ،المهم هي الآن في منزل أهلها ،ووالدتها على نفس المنوال هي كانت معلمة وزوجها متزوج عليها ،ولا يصرف على المنزل وأبناءه ،وهي نفس الموال ضعيفة شخصية وصبورة جدا وصامتة على حقها ،سألتني بعد هذه القصة المحزنة ،مالحل ياسحر ؟؟
قلت لها الحل واحد لاغير ،خذي موقف قوي ،أنت دفنتي نفسك بالتراب من أجل أبنائك ماذا أستفدت سوى حالة نفسية وعصبية وأمراض عضوية ؟؟قالت صحيح،قلت لها الأولاد الثلاثة أتركيهم معه ومع أهله لأجل غير مسمى ،وأرفضي العودة للقرية بدون خادمة ونفقة جيدة ينفقها عليكي ،هذا حلي وأنتي حرة ،ويبدو أنها أتخذت طريقا صحيحا لأول مرة في حياتها ...!!!

مع تحيات امرأة في خدمة الشعب

http://www.saharkhan.net
حررت يوم السبت بتاريخ 7-7-1431هـ



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة