العمل الصالح

محمد فادي الحفار
mhd.fadi.alhaffar@gmail.com

2010 / 12 / 2

منذ اكثر من خمس سنوات مضت وأنا أحاول رفع النقاب عن أجمل الوجوه لكتاب القرآن الكريم المتعدد الأوجه - كصاحبه ومبدعه في تعدد اسمائه واختلافها والذي قد يصل لحد التناقض عند بعض - المفكرين بين اسم المنتقم الجبار واسم الرحيم - رغم انه لاتناقض بينهما
وها أنا اليوم أضع بين أيدكم رؤيا جديده ظهرت لي من خلال وجهه الرحيم والذي مازلت أتعامل معه واحاول جاهدا تلمس كل ملامحه التي أكاد اجزم بأنها لاماتنهيه في عددها وأنها لا تنضب في عطائها حتى ولو صفت جميع حروف الابجديه التي اخترعها الانسان مع بعضها لتملئ المجلدات والكتب
نعم اخي الكريم
فقد اجتهد من قبلي بتعامله مع كل اسماء الله الحسنى وأكثر وجوهه الكريمه ودون ان يعطوا وجه الوجوه وملك الملوك الرحمان العرش استوى برحمته التي تخلب الالباب وتحي روح الله في قلب الانسان حقه
وعليه
وبناء على هذه المقدمه الصغيره أقول
يعلم أكثر المتابعين لمقالاتي بأنني أقول بقول القرآن الكريم ومن أن ادم هو من جاء عن حواء وليس العكس كما يقول الكثيرن وكما هو واضح أيضا في مقالتي التي تحمل عنون البشر وادم والانسان ونظرية التطور في القرآن
كما ويعلم المتابعبين ايضا انني اقول بحق المرأة في التعداد من الازواج اذا ماعدد الرجال في هذا وبحيث سترون قولي هذا واضح في مقالة العلة في ملكات اليمين
واقول ايضا بأن قطع يد السارق تكون بأن اكف يده عن السرقه عندما اكف يد المستغل عنه والذي جمع ماله وكدسه فضيع بذلك قسمة الله العادله التي قسمها على الجميع كمات هوا واضح في مقالة خير الرازقين
وأن معنى كلمة القتل في القرآن الكريم لاتعني سفك الدماء وإنما هي تعني قتل مرحلة في رأس المكابر العاند للحق وإدخاله في مرحلة جديده من إيمان جديد
وأما حديثنا القرآني اليوم فهو عن العمل الصالح للإنسان ودوره في بناء الحضاره الانسانيه وبحيث تقول التاليه الكريمه

ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا فلهم اجرهم عند ربهم ولاخوف عليهم ولاهم يحزنزن

ونقاشنا هنا هو في الشطر الثاني من التاليه الكريمه والتي تتكلم عن العمل الصالح الذي ينتج عن المؤمنين وبحيث شرحه الكثيرين بناء على كل اوجه القرآن الكريم وبأن قالو بان العمل الصالح هو صلاة وإيتاء الصدقات والصوم والحج والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإحسان والبر إلى الوالدين والجهاد في سبيله والنجوى بالخير والإنفاق في سبيل الله والقسط في اليتامى والإحسان إلى الناس وصلة الرحم وإيتاء ذا القربى والعدل بين الناس وإكرام الضيف وشهادة الحق
وكل هذا جميل جدا وهو من العمل الصالح قطعا
ولكن
هل يتنهي العمل الصالح هنا؟؟
وهل هو مقصور على امة محمد وحدها أم انه لكل امة عملها الصالح؟؟
ألم تصف التاليه الكريمه بأن الذين هادوا والنصارى والصابئين هم من المؤمنين؟؟
فهل سيخلد الدكتور مجدي يعقوب والام تيريزا والاميريكية راشيل التي قتلت وهي تدافع عن فلسطين في نار جهنم وبحيث لاتعتبر كل اعمالهم هذه اعمال صالحه لانهم ليسوا من امة محمد ؟؟
دعونا نرى ونعود مرة أخرى للتاليه الكريمه التي تؤكد بان الذين هادوا والناصرى والصابئين هم من الصالحين المؤمنين بالله وحتى ولو لم يكن لهم عمل صالح - والذي يريد اصحاب التفسيرات السلفيه المتعصبه البعيده عن وجه الرحمه أن يجعلوا منه محدود ومقرون بالصوم والصلاه والحج وغيرها من امور يقال عنها شعائر ولايقال عنها عمل صالح رغم اندراجه ضمنه - لان العمل الصالح موجود في وجه الرحمه الذي احاول رفع النقاب عنه في سبيل انسانيتي - فأقول بقول التاليه الكريمه التي يخاطب بها المولى تبارك وتعالى نبيه نوح عندما طلب منه الشافعه الابنه من الغرق فيقول له

قال يا نوح انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح فلا تسالن ما ليس لك به علم اني اعظك ان تكون من الجاهلين

اذا
فإن إبن نوح قد كان عمل غير صالح مع العلم أن نوح من الصالحين
اي ان المؤمن قد ينتج عنه عمل طالح لاينفي عنه صفة الصلاح
وهذا العمل هو عبارة عن غرسه ناتجه عن الزواج .. أي أنه ناتج إجتماع شخصين من ذكر وإنثى
فالعمل الصالح هو المحصول الذي تطرحه شجرتك
والشجره الصالحه تطرح ثمر صالح
ولكن صلاح ماتطرحه هذه الشجرة قائم على عدة عناصر ومن اهمها تلك الارض التي اغرس فيها غرستي والذي هو الحال الانسان ايضا ومن كونه نبته من نبات الارض كما تقول التاليه الكريمه ((( الله انبتكم من الارض نباتا )))
وعليه
فإن التزاوج بين الذكر والانثى يشبه تلك العمليه من غرس غرسة جيده في ارض جيده تعطي اوكلها وتخرج عمل صالح
وهذا العمل الصالح لايقتصر على الشعائر الدينه وحدها وحسب - وكما يعتقد الكثيرون - وإنما هو يتعداها ويصل لأي عامل ناتج عن الإنسان ومن بينها ابنائنا والذين هم عمل مشترك بين الذكر والانثى وماينتج عنه من لقائهم هذا من عمل قد يكون صالح او طالح
وعليه
واذا ماكان اختياري لزوجتي صحيح وكانت ارضها مناسبة لغرستي ((( الطيبون للطيبات ))) كانت النتيجة عمل صالح يضاف للشجره للانسانيه والتي اصلها ثابت وفرعها في السماء
وان يكون الانسان صالح وينتج عنه عمل غير صالح هو شيئ موجود وعائد للانسان وخطأه من اختياره لشريك حياته - ولاينفي عنه الصلاح رغم ان عمله غير صالح - كحال بعض الرسل والانبياء مع ابنائهم
لذلك
فإنني أقول بأن الزواج عبارة عن رابط مقدس قائم على شروط ومقايس دقيقه جدا تهدف لصلاح الانسانيه كلها وبحيث تصبح في يوم من الايام - جنة الخلود - خالية من الطمع والحقد والحسد والاستغلال مما يدفع بالشيطان والذي يريد ابعدنا عن دار الخلود - قدر المستطاع - ان يزين لنا بعضنا بعضا ويدلنا على شجرة ماهي بشجرتنا ولاارضها مكان لبذارنا - الجنس لمجرد المتعه الجنسيه - فينتج عن هذا اللقاء الخاطئ والقائم على الإستغالال أصلا عمل غير صالح
نعم أخي القارئ الكريم
لابد لنا وقبل طرح بذرنا في ارض ان نكون على ثقه من صلاحها لبذارنا لينتج عن هذا الغرس الصالح عمل صالح
ولابد للارض نفسها ان تنتقي الفلاح الصالح والذي سيضع بذاره فيها
هي عملية دراسه بين الذكر والانثى لبعضهم وبعض ولصالحهم مع بعض ومن ثم يبدؤن بالعمل والذي سيكون صالح حتما
وعليه
فإن الإيمان بالله وان كان مقرون بالعمل الصالح يبقى مستقل عنه وقائم بحد ذاته وبحيث يمكن ان يكون الإنسان مؤمن صالح ويكون عمله غير صالح - حالة بعض الرسل والابنياء كدليل - بسبب قلة خبرته في الحياه والتي تجعله يقدم على زواج من شريك لم يوجد له ولايحمل طابع ايمانه
ولانكا من هذا ان الشيطان كان قد استطاع ان يؤكد للكثيرين اليوم وعبر العصور أن الزواج عبارة عن صمام أمان يعصم من الخطيئه مما دفع بهذا أكثر الناس لأن يلقوا بأبنائهم في اتون زواج فاشل خلط الطيب بالخبيث وجعل من إبن الخمسين يتزوج ببنت الخامسة عشر ليقتل بذلك احلامها بفتاها صاحب الحصان الابيض ويحولها من زهرة جميلة تستقبل الايام والندى على وجنتيها الى مسخ عجيب حاقد على الدنيا بما فيها وسينتج بدوره نبتة خطيره لاصالح فيها للانسانيه لأنها في اصل الامر عمل غير صالح من اجتماع غير صالح بين ذكر وانثى وحقهم الأزلي من اختيار بعضهم بعض عن حب ورضى وقناعه وفي بحث مستمر عن العمل الصالح الذي سيخلد اسميهما في الشجره الخلود
اذا
فهي دعوة صريحة مني لكل شاب وفتاة للثورة على التقاليد الباليه التي يكبلنا المجتمع وان ينفضوا عن انفسهم غبار السلفيه وتحكمها في مصيرهم ويقولوا لكل من يتدخل في قرار مصيري كالزواج ( لا) ...
نعم ... أقول لا
لا لكل من يريد ان يفرض فكره على شخصيتي بحجة رضى الوالدين وطاعتهم أو حجة ان اعصم نفسي من خطيئه الحب والتي تتعارض هنا مع طاعة الله في أن يجعلوا مني اسير لقرار مصيري
خاطئ كهذا فينتج عنه ورقة غير صالحه تنسب لي وتضاف لاورق شجرة الخلود



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة