لا..لانثوية النضال ..مثلما هي ...لا لذكورية المجتمع

ليث الجادر

2004 / 9 / 27

في الوقت الذي يمكننا ان ننعت فيه ب((المثاليه)) واليوتيبيه من يؤمن بان الفكر بمفرده قادر على التغيير ولا يشترط تحقق النظريه النضاليه الثوريه بامكانيات التطبيق فاننا يمكننا ايضا وبنفس المقدار من ذلك النعت بان نصف به اؤلئك اللذيين يختاروون التطبيق الجزئي لمفردات النظريه ويصرون على فصلها عن شمولية المفردات الاخرى وخصوصا المركزيه منها وحين ذاك بوسعنا ان نصل في نعتنا لهم ليس بالمثاليه فحسب بل ربما يحق لنا ان نصفهم بالتامر والخيانه الطبقيه ...خصوصا اذا كان المجتمع المعني يمر بازمه نضاليه صعبه ودقيقه كالتي نمر بها نحن والتي تتطلب منا ان نكثف جهودنا قدر المستطاع باتجاه الاطروحات الجوهريه وان ننطلق منها وليس من اطرافها التي تمثل ظواهر بديهيه لمركزيه توجهاتنا ...واؤلئك اليوتيبيون المرشحون بجداره لان يكونوا متامريين وخونه طبقيون ...هم في حالنا الحاضر دعاة تحرير المراه ومساواتها الكامله بالرجل ...وحصرا منهم اؤلئك الناشطون اللذيين ينتمون الى تيارات فكريه واحزاب سياسيه تقدميه واشتراكيه وتاكيدا على ناشطي هذا المجال المنتسبين الى اقصى اليسار
ولحساسية الطرح ودقت تفاصيله فانني اجد نفسي ملزما لبحث جزيئاته ومفرداته كلا على حد السواء وابداء اقول بان من اعنيهم بهذا النقد هم تحديدا ناشطي حركو حرية المراه الشيوعيين ...لاجداولا ان قيادات هذا النشاط هي من النساء فقط وقد يبدوا هذا الماخذ في ظاهره شكليا وليس ذا منطق جوهري ..لكن في حقيقته هو ليس كذلك ...فتلك الناشطات هن في واقع الامر شيوعيات بالدرجه الاولى ومن المفترض ان الشيوعيه ولكي تكون كذلك حقا انها تمكنت من امتلاك انسانيتها المجرده واستطاعت ان تعلو بوعيها النضالي فوق واقعها الذاتي وهي بالتلي يجب ان تمارس عملها ودورها النضاليين ضمن اطار انسانيتها الشيوعيه وليس ضمن اطار انثويتها حتى وان كانت بصورتها الشيوعيه ...هذا من جانب ومن جانب اخر فان استدعت الظروف الموضوعيه للنضال من ان تمارس مثل هكذا دور ولا اعني به انثويتها الشيوعيه بل اعني دور الداعيه النسويه فلابد والحاله هذه ان تمارسه حصرا ضمن الاطار الشيوعي ولا ان تقف باية حال من الاحوال في موقف موحد مع مواقف الاتجاهات الفكريه الاخرى ...اي ان يكون لنشاطها سمه مميزه وهي وهي سمه واقعيه تفرضها ميزة الفكر الشيوعي والتي تفصلها بالتمام عن الاتجاهات اللبراليه والبرجوازيه النشطه ...لذا من المفترض ان يتسم نشاط الداعيه الشيوعيه بالانحياز الكامل والاكيدالى جانب حقوق المراه العامله والكادحه وحريتها وان لا يتداخل مع المفهوم العام لحرية المراه الذي يستثني شرط انتمائها الطبقي ...فهي غير معنيه كمناضله باشكاليات وهموم الطبقات المترفه وحقوق النساء منها لانها عليها وقبل كل شيء ان لا تسعى للتاكيد على التمييز الجنسي قبل تاكيدها على التماييز الطبقي فتندفع الى نصرة افراد طبقه متعاليه ومتسلطه وكان هذه الشيوعيات يقلن لنا انهن يناضلن ضد نصف تلك الطبقات وهم الذكور ويدافعن عن حقوق النصف الاخر وهن الاناث ...هذا تقسيم سمج لمجالات النضال الطبقي ويمكننا ان نسميه ب((التمييز الطبقي الجنسي ))والذي لا يسعنا ان نجد له اي مبرر ...فالمراه البرجوازيه ...المراه الراسماليه ...المراه الارستقراطيه ...هي مالكه ...مترفه ...بغض النظر عن جنسها وهي تمارس دورها الطبقي الاضطهادي على وجه ما ..هذا ان لم تكن العنصر والدافع القوي في بعض الاحيان لذلك الاضطهاد ...هذا بالاضافه الى انهابالاساس وفي اغلب الاحيان يكون حرمانها من حقوقها وحريتها مختلفا تماما عن وضع المراه الكادحه ..والخطير في الامر ان الدعوه الى حرية المراه بصورته المجرده والعامه يقود الى تطبيقات تكون في جوزهرها معاديه لخط النضال الشيوعي فعلى سبيل المثال لا الحصر ان الدعوه الى اطلاق حرية العمل السياسي للمراه على وجه العموم يمثل في تطبيقه الواقعي يمثل دعوه الى ان تمارس المراه المترفه نشاطها الطبقي السياسي والنتيجه بدل ان يكون نصف البرجوازييون قد عطلوا هم انفسهم بانفسهم وبدل من ان نرسخ نحن ذلك التقليد النافع لنا ...تجدنا ندعوهم ونناضل من اجل ان ينطلقوا جميعا في نضالهم ضدنا ....فاية شيوعيه هذه بحق الجحيم التي تميز في نضالها بين الراسمالي الذكر وبين الراسماليه الانثى وتنبري لتكيل الضربات للاول منهم بينما تنحني كما ينحني الارستقراطيون وتقبل يد الثاني منهم
اية شيوعيه تلك التي تجعل من الشيوعيات يجندن نشاطهن ويسخرن قدراتهن لمحاربة المجتمع الذكوري بينما المجتمع باكمله يطحن في رحى العوز والارهاب والذي لا يفرق بين ذكر وانثى وهو يمارس دوره المشؤوم انطلاقا من نظره مساواتيه اكثر بكثير من نظرة تلك الرفيقات الشيوعيات الاتي لا يدينانه واقعيا الا بمحاولتهن الغير مجديه لحصر وحشية عمله على واقع المراه حصرا وكانهن يرغبن ان يفهموا الجماهير العراقيه بان الشيوعيه تحارب ذكوريته قبل برجوازيته وهي تسعى لاقامة السلطه الانثويه بالدرجه الاولى وليس السلطه الاشتراكيه
ان مثل هكذا ممارسات لا تعني سوى عشوائية الحركه وسلبيه مدقعه في تحديد سلم اولويات العمل النضالي السياسي ...ولكن وبالتاكيد ومع خطورت هذه الممارسات الا انها لا تعني خللا فكريا بقدر ما تعنيه من خطا تنظيمي من الممكن جدا تلافيه وتصحيحه ...لان الشيوعيه من المفترض ان تعلو على انثوية النضال ...مثلما هي بنتائجها البديهيه تحارب ذكورية المجتمع



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة