رد على السيد شاهر الشرقاوي: عفوا ولكنه قيد وجمود

يوسف المساتي
elmoussatiyoussef@gmail.com

2011 / 5 / 4

تعليقا على المقال المعنون ب:"عن الحجاب مرة أخرى (2): من التراث الوثني إلى الخلط بين الحجاب والجلباب" والمنشور بموقع الحوار المتمدن، قام السيد شاهر الشرقاوي بالتعليق على المقال، واحتراما له ولتعليقه –الذي عنونه بغيرة وليست قيدا يا يوسف- نعيد نشر التعليق ثم نتبعه بردنا عليه.
تعليق السيد شاهر الشرقاوي: "كما أن الحجاب يشكل من ناحية أخرى أحد مظاهر التقليد والجمود ونموذجا للفكر الذكوري الذي صاغ تصوراته للعالم انطلاقا من مفاهيم جنسية وغريزية،
***
احييك يا اخ يوسف على جميع مقالاتك عن الحجاب
بالنسبة للجزء المقتبس عاليه
هل من الممكن ان توضح لى سيادتك ما هى علاقة الجمود والتخلف والفكر الذكورى .بالحجاب او عدمه؟؟؟ وما هى علاقة الفكر والتحرر والانطلاق والعقل عموما بالتبرج او الحجاب؟؟
بمعنى هل كل المحجبات .متخلفات ؟ وهل كل المتبرجات عاقلات ؟
اعتقد يا اخ يوسف ان الانسان او الرجل عندما يقف ليتحدث فى اى موضوع من موضوعات الحياة مع زميلة او صديقة فانه يحكم على عقلها وذكائها وتطورها من خلال اجاباتها . وردودها وارائها وليس ابدا من خلال حجابها او تبرجها
بل اننى ادعى ان حكمه سيكون صائبا اكثر عليها وبعيدا عن الهوى والعاطفة تماما اذا كان من يتحدث معها محجبة .لانه لم يرى منها ما يدعوه الى مجاملتها باعتبارها انثى تغريه وتستميله ولو بدون قصد منها بانوثتها او دلالها
الحجاب غيرة من المولى سبحانه على صنعته .ومخلوقته وليس قيدا عليها..يريد ان يحفظها من ان يكون جسدها نهبا للعيون الزائغة والذئاب البشرية
تحي"
وأرد على تعليق السيد شاهر فأقول:
"أخي المحترم شاهر الشرقاوي تحية طيبة إليك، وبعد:
تعليقك على مقالاتي بخصوص الحجاب، يطرح أسئلة مهمة، وإن كنت أحسبني قد أجبت على بعضها، لكن سأوضح أكثر، بالنسبة لحديثي عن الجمود الفكري، فأنا أقصد بها اجتهادات الفقهاء المعاصرين والتي تستند دائما إلى اجتهادات فقهاء العصور الوسطى، وأنا هنا لا اقلل من حجم هذه الاجتهادات، ولكن لا يجب أن ننسى أنها –اجتهادات فقهاء العصور الوسطى- وليدة أطر ثقافية معينة، وبالتالي لا يمكن أن نضفي عليها طابع الصلاحية الدائمة، والإطلاقية، وإلا ارتفعنا بها إلى درجة القدسية، وهذا هو أصل الجمود، أننا لا نجرؤ على مساءلة المنطلقات التي انطلق منها السلف.
بالنسبة لحديثي عن الفكر الذكوري، فأنا اقصد به انطلاق الفقه الاسلامي من نظرية افضلية الرجل على المرأة، وهي نظرية تجد جذورها في الأفكار الوثنية والاسرائيلية التي دخلت الى الفكر الاسلامي، وهو شيء لا يمكن أبدا انكاره، وقد أفصل فيه في وقت لاحق.
أما سؤالك هل المحجبات متخلفات والمتبرجات عاقلات، فأعتقد أن سؤالك –الاستنكاري ربما- يدل على أنك لم تقرأ المقال جيدا، وأحيلك على الفقرتين الأخيرتين من الجزء الثالث، والذي أوضحت فيه موقفي من هذه المسألة.
أما المثال الذي أوردته والذي تقول فيه: "اعتقد يا اخ يوسف ان الانسان او الرجل عندما يقف ليتحدث فى اى موضوع من موضوعات الحياة مع زميلة او صديقة فانه يحكم على عقلها وذكائها وتطورها من خلال اجاباتها . وردودها وارائها وليس ابدا من خلال حجابها او تبرجها" فما دام الأمر هكذا فما هي حاجة الحجاب مادامت قد سقطت الذريعة وهي خوف الفتنة !!.
غير أنك تعود وتناقض نفسك وتقول:" بل اننى ادعى ان حكمه سيكون صائبا اكثر عليها وبعيدا عن الهوى والعاطفة تماما اذا كان من يتحدث معها محجبة .لانه لم يرى منها ما يدعوه الى مجاملتها باعتبارها انثى تغريه وتستميله ولو بدون قصد منها بانوثتها او دلالها" وأعتقد أنه ثمة تناقض واضح بين القولين ولا يحتاج إلى تفصيل، وأتوقف هنا عند أخر جملة أوردتها من مثالك والذي تتحدث فيه عن اغراء المرأة للرجل، وهنا لنقلب الآية ولنغطي المثال بشكل أخر، فلنفرض مثلا أن رجلا وامرأة يتحدثان، ألا يمكن ان يفتن الرجل المرأة فتحاول اغرائه – سواء كانت محجبة أو غير محجبة – فهنا وباعتبار المنطق الذي تكلمت به، أليس الرجل هو سبب الفتنة؟؟، ولعل النص القراني كان مدركا لهذه المسألة عندما جعل يوسف هو من فتن زوجة العزيز، وبالتالي فسبب الفتنة هو الرجل وليس المرأة لان جماله أو قوته...الخ هو ما يدفع المرأة إلى أن تفتتن به، وهو أمر يريد أغلب الفقهاء تجاهله، والتركيز على المرأة وهنا يظهر الفقه الذكوري.
أما الفقرة الاخيرة من تعليقك والتي تحدثث فيها عن غيرة الله عز وجل، فإنه ليس ثمة ما يوجد في النصوص القرانية على أن الله يغار، ولكنها إحدى الأفكار التوراتية التي دخلت على الفكر الإسلامي، وتنطوي بداخلها على فكرة التجسيد والتي تجعل الله يغضب ويحقد ويغار، وأورد نماذج كثيرة من العهد القديم: " ورد فى سفر الخروج " لأن الرب إسمه غيور. إله غيور هو" (خروج 34: 14). وفى سفر التثنية " الرب إلهك هو نار آكلة. إله غيور" (تثنية 4: 24). وقيل عنه فى سفر يشوع " إله قدوس وإله غيور هو". (يشوع 24: 19). وفى سفر ناحوم " الرب إله غيور" (ناحوم 1: 2). ويتحدث السيد الرب عن غيرته الإلهية، فيقول:".. أغار على إسمى القدوس" (حزقيال 39: 25)."
ولك مني فائق التحيات



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة