الاعلاميات :امام الثورة والضغط

خالد ممدوح العزي
Dr_izzi2007@hotmail.com

2011 / 5 / 24

الاعلاميات :امام الثورة والضغط
زينة اليازجي وجه إعلامي اخرج بالضغط من"العربية".

زينة اليازجي وجه إعلامي سوري اطل من خلال شاشة "قناة العربية" في نشراتها الإخبارية المسائية ،هذا الوجه لم يصمد طويلا في العربية ،لقد خرجت في ريعان خريف الثورات العربية ،طبعا بعد الضغط المشدد من قبل السلطات السورية على رعاياها العاملين في الإعلام العربي والناطق باللغة العربية ،بالرغم من إن قناة العربية ،كانت تغطي الإحداث السورية بطريقة ليبرالية،بالرغم من ذلك لم يتيح المجال أمام الإعلامية زينة من متابعة عملها المهني،لقد خرجت زينة من القناة بتاريخ 11 ايار2011، مبررة ذلك بان القنوات العربية بعيدة جدا عن الشفافية والموضوعية باتجاه تغطيتها لأحداث ربيع ثورة سورية.
لن ندخل بالسياسة وما هو موقف زينة من الإحداث السورية ،هي وحدها الذي يمكن إن تجيب عن سر خروجها فيما بعد ،لقد تابعنا زينا كإعلامية منذ وجودها وإطلالتها المميزة على شاشة العربية.
تميزت زينة بإطلالتها الجميلة وبشكلها الأنيق ، وقراءتها السليمة للمواضيع الإعلامية،لقد شكلت مع الإعلامي اللبناني طالب كنعان ثنائي رائع ومميز في قراءة الأخبار المسائية ،طبعا خسارة للعربية وللمشاهدين ،ولطالب الذي لايزال دون رفيق فعلي من خلال تناوب الإعلاميات لإملاء الفراغ الذي تركته زينة ... لكن الذي نحاول أن نضوي عليه بان زينة نجحت كإعلامية غير عادية من خلال شاشة العربية ،لقد كانت وجها حواريا صامدا من خلال السجالات التلفزيونية المثيرة مع الضيوف فيما يتعلق بسلسلة الأحداث المتسرعة على الساحة العربية،مما مثلثه في أداء الحوارات،بطريقة سلسة ولغة سليمة ،وبتركيز دقيق مما يعكس قدرة مهنية لها هامش الوعي والثقافة الواسعة .خاضت زينة مواجهة شرسة وعنيفة جدا مع الضيف الذين دافعوا عن النظام وسلوكياته وممارساته الشمولية والاستبدادية ،والقمعية في بلدها سورية ،مما أزعج النظام السوري وأجهزته الأمنية من سلوك هذه الفضائيات والتي كانت العربية واحدة منهم ،لقد عمد النظام للرد على سياسة القناة ،فكان الطلب السريع من مواطنيها الإعلاميين ،التقدم بطلب الاستقالة والخروج من هذه القنوات العربية ،التي تقوم بتغطية الأحداث السورية.
أضحت زينة اليازجي ضحية هذه المعركة الإعلامية التي تخاض ضد النظام السوري من اجل عرض الحقيقة وتقديم المعلومات للمشاهد السوري والعربي بشكل عام .لكن الذي كان لافت للنظر في أداء اليازجي هو اللغة المثقفة والصوت الحساس الجريء والنبرة الهادئة ،وليست كمثيلاتها بطريقة وأخرى ،لقد نجحت لمذيعة ومقدمة إخبار من خلال هامش استقلال خاص بها طبعا هذا النجاح سببه القناة الإخبارية والشخصية التي تتمتع بها المذيعة . لكن الضغط السياسي والعائلي والوطني الذي استخدم ضد المذيعة لم يسمح لها من الاستمرار في متابعة عملها الإعلامي حاليا ليتما تتغير الأوضاع في سورية، وتجد نفسها في نفس المكان الذي يسمح لها بأكمل خطها الإعلامي السابق.
لان زينة من جيل إعلامي عربي مستقل نسبيا "،مفتوح على العالم الجديد والحريات وحقوق الإنسان والكرامة البشرية ،التي تكون بدورها نافذة فعلية على الإنسان العربي المستقل ،حيث يكون كل شيء مستقل بما فيهم الإعلام العربي المستقل والمتطور وفقا لتطور الحياة الحديثة .
بظل ثورة ربيع العرب والتغيرات العاصفة في الدول العربية من خلال زلزال التغير وقعت زينة ضحيت السيطرة القمعية التي عجزت أن ترد على أسئلتها القوية والمحقة والمحرجة ،عجزت هذه المجموعة من الرد بشكل حواري كما تمتعت به المذيعة في فترة الأخبار ،طبعا الإعلام الحر يشكل أزمة فعلية للقوى القمعية والأحزاب الشمولية، لعدم إمكانيتها على استيعاب أية أفكار تحريرية ليبرالية.
لم تكن زينة المطلوبة شخصيا ،وإنما الأفكار التحريرية التي تملكها زينة ورفاقها الإعلاميين ،لأنهم الخطر الفعلي على هذه القوى الظلامية والاستبدادية،التي تكشف كذبهم ووقحتهم ، كن نود أن تتمكن زينة من الاستمرارية الفعلية في القناة رغما عن أنوفهم، وخوض التجربة الإعلامية المستقلة على قناة العربية والجزيرة والإعلام المصري والتونسي ،لكننا نتمنى لها الاستمرارية في الإعلام السوري الحر القادم.
لأول مرة وبهذا الإصرار والتحدي المهني تشهد القنوات الفضائية العربية نوع من السباق الإعلامي،في نقل موجة الثورات العربية من خلال تفاعل لا محدود في تفسير حركة الشارع العربي وفهم أفكار الشباب لتغير حركة الواقع العربي ،لان دور الإعلام المقبل في الحياة العربية الجديدة يتطلب أشخاص يضعون لمسات حقيقية في حركة الإعلام وحركة الصورة التي يتكون منها المستقبل السياسي والحياتي العربي ،الذي يطوي صفحات الماضي نهائيا.
زينة اليازجي ،إمرة جميلة، وأم جيدة ،وزوجة مميزة، إعلامية كبيرة ،مذيعة ناجحة ،حضور قوي أمام الكاميرا مثقفة جدا،محاورة جبارة ،متزنة هادئة ،تمسك بالكلمة دون تحوير أو تحريف لان الكلمة سلاح قوي، الذي يساعدها على الاستمرار في عملها الإعلامي من خلال تجربتها الناجحة،ولكن بظل وضع أجمل وأفضل بطل على سورية ،سورية الغد الميل الواعد.

د.خالد ممدوح العزي
كاتب صحافي، محلل سياسي، وخبير في الإعلام السياسي والدعاية
Dr_izzi2007@hotmail.com



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة