التحرش الجنسي

كامي بزيع
camybzeih@hotmail.com

2012 / 1 / 23

واحدة من ابرز مشاكلنا التي تتغلغل في عقلية الرجل الشرقي ، هي مسألة التحرش الجنسي، حتى ان اية فتاة لا تستطيع ان تنكر انها قد تعرضت يوما ما لاحدى التحرشات.
في المدرسة ، في العمل، في الجامعة، في الطريق ، في البيت والفتاة تتلقى التحرشات، التي احيانا تعتبر كأمر طبيعي نظرا لشدة ممارستها.
اذا كان التحرش مسألة عالمية، وصلت بالرئيس الاميركي بيل كلنتون الى قتل مستقبله السياسي بعد تحرشه بسكرتيرته مونيكا، الا انها في مجتمعاتنا تمر عموما بدون عقاب، حيث غياب قوانيين حقيقية تحمي المرأة من الاعتداءات المتفرسة بها في كافة الميادين، ناهيك عن السلطة التي يمارسها المدراء واصحاب المؤسسات على الموظفات.
اخبرتني صديقة، ان رئيس احدى المجلات استدعاها الى المخدع الزوجي، بعدما سافرت زوجته الى بلد آخر لزيارة اهلها، وقد اقنعها بانه لن يؤذيها بل على العكس ستكون مستمتعة بالامر، بعد فترة طردها من المجلة، لان موظفة جديدة اصبحت الهدف.
صديقة اخرى، تخبرني انها عندما كانت طفلة لا يتعدى عمرها عشر سنوات، ارسلتها والدتها الى بيت الجيران لتأتي بحاجة ما، هناك كان ابنهم المراهق لوحده، فقام بوضعها تحته ونام فوقها، حيث امسك بيديها الاثنتين عندما قاومته.
وثالثة تخبرني بانها كانت تعمل خادمة في احد بيوت "العائلات"، كان كل ليلة في غفلة عن زوجته، ياتي السيد وينام معها في المطبخ، الى ان حملت منه، حيث ادعى اهلها ان لديها مرضا خبيثا في بطنها.
انه هاجس وحيد يسيطر على الرجل عندما يرى المرأة: كيف يمكن ان يتحرش بها.
ان العالم المتمدن وضع التشريعات التي تحمي المرأة من مثل هذه التحرشات التي تعتبر امرا شائنا حتى لو كانت تقتصر على الالفاظ فكيف بالاعمال.
التحرش الجنسي يحدث ضد ارادة الفتاة، فتلك البنت التي توفيت والدتها وهي بعمر المراهقة، تحولت الى عشيقة لوالدها دون ان تدري، تربي اخوتها الصغار، وابوها يستعملها كزوجة، دون ان يكون لديه رادع من اي نوع كان ودون اي شعور بالذنب مع انه كان مدرسا.
مسألة التحرش الجنسي تفوق بتفاصيلها الخيال، يقال بان اية كاتبة لا تحصل على الشهرة التي تستحقها الا اذا اقامت علاقة مع صاحب دار النشر او مع المدير، وكذلك هو الحال مع اصحاب المحطات التلفزيونية، اما اذا تحدثنا عن المجال الفني، فحدث ولا حرج، فلا ممثلة ترى النور اذا لم تكن قد مرت تحت يد المخرج، وكذلك الفنانات والراقصات، اما عند عارضات الازياء فالامر معروف.
يشكل التحرش الجنسي بحق المرأة اهانة لها، انه سلب لحريتها واستباحة لحرمتها، وقد لا يكون واحدا ممن قاموا بالتحرش، قد تصور مدى الضرر النفسي والمعنوي والاجتماعي الذي يشكله فعله هذا.
ان المشكلة تتوقف عندما ينظر الرجل الى المرأة بأنها اكثر من مجرد جسد يستثير الشهوة، انها كائن لها كرامتها وسيادتها، ومسألة التحرش الجنسي تجعل المرأة في كثير من الاحيان تسكت نظرا للعواقب الوخيمة التي تطالها بالصرف من العمل او باتهامها بالجنون او غيره الكثير فما العمل!!



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة