أي دراسة نفسية للعراقية والموت ينسف حتى أحلامها؟

عزيز الحافظ

2012 / 1 / 27

في البداية....يحتار المتشوق لإصداء الألم العراقي خاصة مثلي...أن يكون مدخله لمايكتب من إلتقاط مفردات الوجع العراقي حزنا شبه يومي متواصل مستمر كفوتونات في مدارات الكترونية....لم يلفت نظري أن هناك خبرا في محافظة ذي قار العراقية الجنوبية الصبورة حول مراجعة العيادات النفسية اغلبهم من النساء..اكثر من 10 الاف مراجع لوحدة الامراض النفسية في ذي قار خلال عام2011
وخاصة لإيراد نماذج من ارقام تلك المراجعات للنساء العراقيات الامهات والاخوات والبنات بما يشعرك اننا يوما ما ستكون لنا نهضة من ركام المرهقة الحزن الدافق الراقد ليس فقط في مآقينا بل في جوانحنا وجوا رحنا.
نعم هناك عنف أسري ولاتوجد تشريعات ملزمة تحصّن النساء المتضررات وتخّوف المعتدي من عقاب صارم.. نعم هناك صمت مطبق من النساء العراقيات الصبورات على معاناتهن اليومية ليس فقط من جانب العنف الزوجي المقيت بل من شظف العيش ومرارة مرور بسلامة لساعات اليوم كلها التي لاتنتهي الابرجوع الزوج والاولاد سالمين لدورهم وخاصة مع كابوس التفجيرات والمفاجئات الباهضة الحضور، والذي ينتظر فريسته دون هدى في أغلب الاحيان. وحتى لاأعطي للصبر النسائي العالي الجودة ،بعدا مذهبيا مقيتا... عندما أقلّب خارطة التفكير بالاحداث المأساوية الساطع الوضوح للساكتين والناظرين والغافلين والمتظاهرين بالاابالية...لا أفق أجده في طريق الحل العراقي ليس تشاؤمية سوداوية مع يقيني بوجودها الجبلي الثقل..بل بواقعية صادقة ناهضة... ستموت الامهات كمدا على مايرن ويصبرن وينتظرن حداء قوافل الأحزان يوما بعد يوم... اي دراسة نفسية لنساء وامهات وابناء فقدن اولادهن كمثال لاغير من منشأة عراقية إسمها منشأة نصر العامة مشهورة وشهيرة؟ سنوات وسنوات لم تنتظر الامهات اولا والزوجات والابناء والبنات اليوم بعد خمس او ست سنوات إلا معرفة موقع الجثامين؟! سنوات وسنوات من إمثلة مفلردة لنفس الالم الغيابي لشباب بعمر الزهور لم يستيقظ ضمير القتلة للان لإرشاد لجثامينهم فقط؟ لم لا... سنوات وسنوات تعيش العراقيات الصبورات جحيم ذاك الذي خرج منذ عشرين وثلاثين سنة ولم يعد للان؟ اي دراسة نفسية تريد ان تنال بها جائزة نوبل حتى لو لم تدخل في التسويق؟ واليوم إذ أضع نموذجا طازجا؟1 بحكم حداثته الزمنية لاغير فقبل أيام فقط بدأت في عموم العراق،إمتحانات الطلبة لنصف السنة فهو حدث مليوني يهزّ العوائل بالتحضير المعروف للهدوء والسكينة والتغذية والارشاد والنصح من كل العوائل..اعرف عائلة زعيمها مريض بتوقف الكلى ثم إضطراره وهو موظف لإن يستقبل تبرعا كلويا ناجحا ولكنه لم يعد لصحته ووظيفته بالطاقة النصفية او الربعية لما يقدمه فظل عليلا على زوجته الصبورة صريع نوبات الرفض المعروف عضويا والتقالم مع الكلية المزروعة ولكم ان تعيشوا مأساة العائلة الفقيرة وهذا حال معيلها؟! أصبر العائلة وأتشجعها زوجته..ادرسوا ذاك النموذج دراسة سايكولوجية حتى مطلع الفجر.. زوج ينتظر الموت... وظيفة قد يفقد مكاسبها لغيابه المرضي.. عائلة وطلاب يسير بهم الركب نحو متطلبات المعيشة اليومية الضنكة... ولكن الاقدار تريد ان تفضح عند العراقي موسوعة حزنه اليقيني الدافق!!! إبن العائلة طالب في الرابعة عشر من عمره عذرا عذرا عذرا مليار مرة للتوصيف... لن أبحث عن تراجيديا مستلهمة من صبرنا العراقي قدر أن أشارك بالالم والحزن والتوجع والتأوه...أنتهى الامتحان...خرج الطالب ينتظر زملائه بتلقائية يعرفها الجميع في مشارق الارض ومغاربها... سيارة كانت بباب المتوسطة المجهول عندي والمعلوم مناطقيا.. منظر عادي ومظهر طبيعي ولكن؟!!!! بلحظات اسرع من برق البريق ورعد الرعيد كان الوعيد! سيارة مفخخة! وإنفجار للذات العراقية الصبورة يختار القدر هذا الطفل البريء من العائلة السقيمة الاب ليتركه لاهله رأسا فقط! نعم أسجلها وأسددها بسهام كل كلمات الاحزان إلى قلبي قبل قلوب والديه... أتريدون دراسات نفسية؟ اتريدون نظريات الفريد أدلر الامريكي والبريطاني تشارلز ادوارد اسبيرمن والالماني كارل اشتمف وفرويد وووو هاكم آلمنا العراقي وإبحروا ماشئتم في التعليق هكذا صبر النساء العراقيات ولكن إلى متى؟ هنا تسكب العبرات!
عزيز الحافظ



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة