من يرد غيبتها!

شيماء طه النمر
sheeta_tt@hotmail.com

2012 / 3 / 4

بلسان حال صديقتي خاصة ومن على شاكلتنا عامة،
قالت : وكأن الخبر أراد أن ينتظراقتراب اليوم العالمي للمرأة حتى يُزف إلي وممن ؟ من رجل
سألتها ما الخبر؟
قالت: صديقتي التي كنا نقتسم اللقمة والضحكة صديقة دراسة وحياة قتلها زوجها لعلمه بأنها تخونه
لم أصدق في البداية، ربما لأننا اعتدنا أن يموت الأحرار لأجل غايات أسمى لأجل الكرامة والحرية وتكون يد الغدر لا تعرف معنى لمعاني الانسانية
أو ربما أن الأحداث المتوالية في الربيع العربي ألهتنا عن قراءة صحف الحوادث وأن الإعلام لديه من الزخم السياسي ما يلهيه عن تلك التفاهات!! ربما
لم أعرف كيف أرد عليها أو بم أعزيها؟ طيبت خاطرها بكلمتين على وعد بلقاء قريب وحين أحببت أن أفضي ما بقلبي قليلاً أفضيته لرجل للأسف ...لأن أول ما قاله:
لن يعاقب فقد كان يدافع عن شرفه! وهي تستاهل طبعا ًهذه نهاية كل خائنة.
ابتلعت لساني حنقا ًوعدم رغبة في الدخول في جدل سيتطور للحديث عن حقوق المراة واضطهاد الرجل لها والأعراف التي تلقي كل شيئ في سلة الدين وتنسبه اليه
التزمت الصمت وحمل يثقل كاهلي، لكني لم أرد الصمت في الحقيقة خصوصا ًمع سخرية الموقف يأتي الخبر ومقالات وندوات المرأة في كل شبر ثقافي وكل فسحة في الميديا حاولت اقتناس ولو قليل من وقت طوفان الحياة ليتسائل المثقفون عن دور الثورات العربية في تحرير المرأة ويتسائل الملحدون عن سوء مافعلته الأديان بالمراة ،وتتدخل الوهابية والدولار والبترول والتدين في كثير من مقالات اليوم العالمي للمرأة.
ملاحظة في المنتصف: لست من أنصار مساواة الرجل بالمرأة لقناعات لدي لكن هذا الموقف لا دخل له بالمساواة من عدمها ألستم معي؟؟
سأحكي لكم قصة
كانتا تجلسان على السرير الأسفل لسرير مكون من طابقين وتضعان أمامهما كرسي أرابسك عليه طبق الفول ورغيفين خبز حرق معظمهما من شدة التسخين حتى يصبح قابل للأكل !
تلقيان النكت الساخرة على العيش المنيل الذي لا يؤكل مثل الدكتورة فلانة التي لا تنزل من زور أي طالبة في الدفعة
تحبسان بفنجانين قهوة تركي لأن السهرة طويلة للمذاكرة
- ماتيجي أشوفلك الفنجان
- ياشيخه ده وقته وبعدين هو انتي بتعرفي
- هاتي بس هحاول
- بصي الفنجان كلو خطوط ملعبكة أصلا شكل حياتك معقدة شكلك يا قطة هتتجوزي واحد زي خطيبي ويطلع عينك إن شاء الله
- لا يا شيخه أعوذ بالله ملقيتيش إلا ده أنا متفائلة، المهم طلعتي مبتعرفيش تقري فناجين وضحكتي عليا
- هاتي فنجانك أنا بقى أقرألك
- حياتك هبقى سوده إن شاء الله
وضحكت الاثنتان من قلبيهما وكل منهما تتناول كتاب الليلة، ولم يدركا في تلك اللحظة أنها كانت نبوءة!
انتهت القصة... ووجودها لا يمثل أهمية في نظري سوى أن أخفف على نفسي وطئة الضيق والحزن وأن النهاية أن الصديقة تسمع خبر مقتل صديقتها بسبب خيانتها لزوجها
خيانة!
هكذا حكم الجميع عليها وتناول التهمة في عدم وجودها ليكون لها حق الدفاع عن نفسها
- بصرف النظرعن الألم الإنساني وأنها روح لايمكن أن تزهق لأي سبب ولها رب يحاسبها- مرهو ردة فعل الرجل من هذا الموقف وقد تكرر أن حكيت الحكاية في مجلس وكل من في المجلس وافقوا الرجل وانه الضحية !!
لا أتفائل أبدا ًبمستقبل واعد للمرأة أواحترام عقليتها وفكرها وتركها تتنفس ولا زالت تلك هي عقلية الرجال رغم قيام الثورات ، يفترض بي أن أصدق أن الثورة لا تترك شبرا ًفي الانسان وما يحيط به إلا وتؤثر فيه ويبدو أن تأثير ثورتنا سلبي وبصبغة مسيئة للدين الإسلامي أيضا ً.
ورغم الكثير من التضحيات والجهود التي بذلت لنصرة المراة وحقوقها لم يزل المشوار طويل.
في النهاية أريدها دولة مدنية بكل ما تحمله الكلمة من معان تطبيقية لها دون الخروج الشاذ عن أسسنا
ملحوظة أخيرة:
بعض من صديقاتي الفتيات وافقن الرجل وأنه ضحية وله الحق في قتلها!!




https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة