لربما بداية ديمقراطية

دارين هانسن
darena_686@hotmail.com

2012 / 6 / 25

بغض النظر عن موضوع التقاليد وخشية الله والإيمان الأعمى به أو الرعب منه والخوف منه دون مبرر. إلا أن الثورات العربية بداية بمصر وتونس وليبيا وسوريا وغيرها قامت من أجل تحرير الشعوب وإعطاء الحريات واحترام حقوق الإنسان وحق المرأة والطفل . كما أنها هدفت إلى تغيير الوضع الإقتصادي والمعيشي للمواطن العربي. يعني بمعنى أو بأخر
تأسيس نوع من الديمقراطية يضمن العيش المشترك والحرية لكل طوائف وأبناء الشعب.
مئات الشباب دفعوا حياتهم ثمناً لما أمنوا به وألاف أخرون يقضون أيامهم في السجن لا تراجع عن معتقداتهم لا تراجع عن مطالبهم. بينما في نفس الوقت ازداد هجوم تيارات دينية بحتة حاولت ركوب الثورة وفقاً لطريقتها ومراعاة لمصالحها. لكن السؤال الذي يطرح هنا : أين الديمقراطية وحقوق الإنسان في حال حكم الدين بلد بأكمله؟ أين حقوق المرأة في ظل حكم الإخوان؟ أين حرية الصحافة والتعبير إذا كان نقد أي مخالفات أو تزويرات أو معاملات غير قانونية يوجد له مئات الفتاوى الدينية؟
في مصر توج الإخوان على رأس الحكم. وعدوا بالديمقراطية والمضحك المبكي أنهم نوهوا ببعض حملاتهم الإنتخابية إلى حقوق المرأة. بينما يعتبر الإسلام أن المرأة عورة فهل سيجد الإخوان المسلمون فتوى أخرى ترفع المرأة من مرتبة العورة إلى مرتبة ما أدنى بكثير؟
ليس وقت اللوم الأن أو العتب ولكن شعب مصر قد اختار. لربما اختار الإخوان تحت الخوف من نظام دموي سابق. لكن كان من الأفضل لإخواننا المصريين لو تريثوا أكتر. فممثل النظام السابق لا يمثل تيار ديني معين وكان من الأسهل بكثير أن نؤسس لديمقراطية حقيقية لو تم اختياره . ربما ليس بإرادته ولكن تحت ضغط مطالب الشعب المصري وشباب التحريرسيعمل جهده لإعطائهم ما دفعوا الدم من أجله. لكن بالنسبة للإخوان فما أسهل من إيجاد الفتاوى التي تحلل وتحرم حسب مزاج شيوخها الأكارم الذين نسوا ثقافة وقدرة ووعي المرأة ورأوا فيها عورة !!
بالنهاية تمر الدول الديمقراطية بعدة مراحل قبل أن تصل إلى الديمقراطية الحقيقية. وهذا نمو طبيعي لكافة شعوب العالم ويبقى الأمل أن تكون مصر في طريقها إلى الديمقراطية. بالتأكيد يجب أن يتم تمثيل الإخوان وغيرهم من الأحزاب الدينية في الحكم لكن كعضو في الحكومة وليس كحاكم للبلد.



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة