المراة العربيه ونظرة المجتمع

آمنه سعدون البيرماني
amnabearmani@gmail.com

2012 / 7 / 13


قرات كثيرا عن اسباب تخلف فكر المرأة في مجتمعاتنا العربيه قياسا ببقيه المجتمعات المتحضرة ,حيث انه وبرغم وجود الكثيرالكثير من المثقفات العربيات والمبدعات في كافه المجالات الثقافيه والحياتيه ,فان السمه الغالبه على المراة العربيه هي القصور الفكري والثقافي و التزمت و حتى التخلف في الكثيرمن الاحيان ,ولا يوجد اختلاف الا في الدرجه بين هذا المجتمع او ذاك من مجتمعاتنا العربيه ,استوقفني مرة تعليق لاحد الاخوة حول اسباب الظواهر السلبيه التي تظهر داخل الاسرة العربيه كالعنف ضد الفتيات او الاطفال , جنوح المراهقين واذا به يحمل الام كامل المسؤليه متحججا بغياب الاب للعمل المتواصل .وكأن الاباء طوال عقود الزمن التي مرت على كرتنا الارضيه كانوا مرفهين ولديهم الوقت الكافي لتربيه الابناء! نعم المرأة شريكه بالنصف في تربيه الابناء مع الاب ولست هنا في مجال تحديد واجب كل من الابوين نحو لاسرة والابناء بشكل خاص فهذا يتطلب مقال بمفرده ,بل انا احاول ان اناقش اليوم ما هي اسباب تقصير الكثير من الامهات في تنشئه اولاد على درجه من الثقافه والوعي الاجتماعي ,فلننظر اولا الى وجود وكينونه اي انثى ضمن اسرتها ,فالفتاة ومنذ ولادتها تُرفض من قبل الاب العربي بشكل من الاشكال( رغم ان رأي الدين كان صريحا وحاسما في هذا الموضوع ) في الكثير من الاحيان وحتى المثقفين منهم تراه يحزن عندما يبشر بالانثى( الا اللهم القله القليله الواعيه وهؤلاء ليسوا ضمن مجال بحثنا ).تنمو هذه الفتاه في اسرة تحسسها منذ البدايه انها عاله ,ومهما فعلت وبذلت من جهد مضني احيانا لارضاء الاب والاخ والام ,يفسر على انه واجب منها وليس تفضل بينما اقل جهد من الابن الذكر يقابل بالمديح والثناء على بطولته ولو كان هذا الجهد قيامه من كرسي للجلوس في اخر! تُحسسّها الاسرة كل يوم بانها بشر درجه ثانيه وحتى الام التي تفضل اخيها الذكر عليها مهما كان هذا الاخ تافها او غبيا او حتى منحرفا,مجرد لانه ذكر تلك الصفه السحريه التي تفتح له ابواب الدنيا على مصراعيها ,هذا الاخ الذي يتمادى في اثبات وجودهُ الى حد اهانتها وتسفيه اراءها وحتى ضربها كنوع من التدريب لاثبات رجولته استعدادا لقهر الزوجه مستقبلا!, قد يقول قائل والام ؟ لماذا تعامل البنت هكذا ؟ يجب الا ننسى ان الام ايضا كانت تعامل في دار ابيها بنفس الاسلوب الذي نشأت وهي لا تعرف غيره , خاصه وان اغلب الاسر تزوج بناتها في سن مبكر متجاهله اهميه التعليم المتوسط و العالي للفتاه واعدادها كأم لأنه يساهم في النضج الفكري لها وعاملا فعالا في بناء شخصيتها و الفتاه التي اكملت تعليما جامعيا او على الاقل حصلت على الشهادة الثانويه سواء توظفت بشهادتها اولا ,فهي ستكون مؤهله تماما لتربيه الاطفال و المساهمه في بناء شخصياتهم بدورها بوعي كافي , و من جهه اخرى ضرورة وصول البنت الى مرحله كافيه من النضج عمريا وفزيولوجيا لتحمل اعباء الامومه .لذا نرى ان الفتاه تدفع دفعا للاعتقاد بدونيتها, تعيش الاحباط والتجهيل المتعمد والقمع بأسم التقاليد او الدين او العرف العشائري أو غيرها من المسميات بينما هي ترى الرجل يمارس حريته وزيادة ويركل الاعراف والتقاليد بنعاله لو تعارضت مع رغباته وشهوته ويمارس كل المحضورات حتى الشاذة منها احيانا بدون ان يرف له جفن ووسط تعامي المجتمع عنه,بينما هي تحاسب على اقل الاخطاء ,تحاسب حتى على لون ملابسها في بعض المجتمعات المنغلقه !. هذه الازدواجيه في التعامل من قبل المجتمع تخلق للفتاه مشاكل نفسيه عميقه ,وعنف مكبوت يظهر بشكل مشاكسه أو قسوة الام نحو اولادها بشكل غير مبرر,أهمال صحتها ومظهرها الخرجي بشكل قد يكون متعمد , او لا شعوري ,او بالعكس ,عنايه مفرطه بذاتها و الاسراف الكبير في عمليات التجميل او شراء الملابس او الكماليات وتبذير بلا حدود ,كل هذه دلائل على مشاكل نفسيه اكبر مما يظهر على السطح ,ألام وجراحات تمزق روح ووجدان هذه المخلوقه الضعيفه المقهورة التي لا تجد من يسمع شكواها ألا الله ,ولا غرابه من تزايد حالات الانتحار او محاولات الانتحار بين الفتيات في مجتمعاتنا المتدينه المحافظه وللاسف هذه الصرخه لطلب المساعدة يفسرها البعض خطأ ويعزوه الى خلل عقلي في الفتاه ولا يلوم المجتمع الذي اوصلهن الى مرحله من الياس والاحباط لحد درجه الانتحار ,وفوق كل هذا يلقي باللائمه عليها في تردي المجتمع وانحطاطه ! ورحم الله من قال (الام مدرسه ان اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق ) فاعدوا بناتكم بالتربيه الصحيحه الخاليه من العقد وسلحوهن بالعلم والمعرفه ,واهم من كل هذا اجعلوهن يشعرن باهميتهن ومكانتهن المميزة في الاسرة وان الله خلقهن اناث وهذا تكريم وتكليف ,وليس عار او ُسّبه لانهن يحملن الحياه ويهبن الحياه وبدونهن ,لا وجود للحياه



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة