مجرد فيلم أوقظكم

دارين هانسن
darena_686@hotmail.com

2012 / 9 / 13

ظننت لأول وهلة بأن الشعب العربي والمسلم قد قام لنجدة أطفال سوريا!!
مجرد فيلم قد أوقظ الأمة الإسلامية بأكملها بليلة لا تعرف ضوء القمر، بينما الشعب السوري يذبح كل يوم وأمام أعين كل من خرج لنجدة رسولهم ولم يحركوا ساكناً، مصاحف أحرقت وجوامع انتهكت حرمتها ورب أشرك به وبرسوله ولم تحركوا ساكناً، ومجرد فيلم قد أشعل غيرتكم العمياء!!
كم عشرات الألاف من القتلى قد شيعوا وأنتم تملاؤن بطونكم الفارغة جالسين وراء شاشات التلفاز بانتظار فيلم يفجر فيكم الشهامة الإسلامية والتي لم تفجر بمناظر القتل والذبح والتعذيب والتشرد والإغتصاب والإهانات والجوع والعوز والحاجة التي يعاني منها أشقاؤكم في سوريا!!
طوبى للأصنام والتي ما إن وجدت حتى قتلت فينا الإنسانية. بالألاف خرجتم متظاهرين أمام السفارة الأمريكية، كسرتم دمرتم صرختم، ألم يكن من الأفضل للإنسانية جمعاء لو قضيتم تلك الساعات بالبحث والتفكير بطرق تخرج الشعب السوري من هلاكه اليومي. ألم تؤثر بكم طريقة قتل حمزة الخطيب وهاجر وغيرهم من ألاف الأطفال الذين قطعت رقابهم قبل أن يتنفسوا الهواء!! من الجدير بالذكر بأن سوريا وللأسف أقولها بعد ما رأيت من برود عربي من اللامبالاة العربية والإسلامية بشعبها، نعم للأسف أقولها بأنها في يوم مضى حضنت كل من باتوا بلا منزل، أطعمت وفتحت بيوتها لكل عربي وطأ أرضها، واليوم كل الطرق تسد أمام شعبها وكل الضمائر تموت. ألم يكن من الأفضل والأشرف لكم فكما تعلمون الحياة مواقف. ألم يكن من الأشرف لو تظاهرتم أمام مبنى الجامعة العربية، أمام مباني الأمم المتحدة لشدهما على الوقوف إلى جانب شعب سوريا الأعزل ووقف حمام الدم هناك؟!!
لكن أكثر ما يثير الإستغراب في تلك المظاهرات المليونية هو حجم المشاركة النسائية بها!! نساء مصر خرجن لنجدة الرسول وهن تحت رحمة قانون ذكوري لا يرى بالمرأة إلا شريكة سرير أو شرف يلوث العائلة، ووضع المرأة الليبية ليس بالأفضل، قوانين في تلك البلاد تحلل جرائم الشرف، أو كانت لأنه ربما تغير في مصر، في بلد حيث المرأة عورة وقانون يحلل للرجل التلذذ بجسد زوجته الميتة، قانون يسلبك أولادك في حال لم تعودي مثيرة بما فيه الكفاية لإرضاء رغبات ذكرك، بلد تكثر به حالات إغتصاب النساء أكثر من ولادتهن، تحرش جنسي وسيطرة اقتصادية، وامتلاك قابل للرمي في القمامة، وتخرجن لنصرة الرسول أو لإدانة صانع الفيلم!! أليس من الأفضل لمستقبل بناتكن لو تخرجن أمام الدوائر القضائية أمام المحاكم أمام الكون كله وتصرخن ضد الظلم! ألم تتأثرن بقصص السوريات اللواتي تعرضن للإغتصاب للتعذيب للذبح! عار علينا من نساء نلوم القانون ونحن من صوتنا له، نتألم ونحن من ركعنا أمام جلادنا، نجهض أطفالنا وبعدها نقتل لأننا وببساظة لم نخرج للعلن لم نصرخ لم نبكي ونقاتل ونتظاهر واليوم أعدادكن بالألاف من أجل الرسول! تباً لنا من أمهات..
نعم امتلأت الشوارع في عواصمنا العربية بالناس التي خرجت لتقف ضد الفيلم الأمريكي الذي بفتوى أو بأخرى أصبح مسيئاً للرسول... كيف تحللون لأنفسكم حرية التعبير عن الرأي وتمعون الأخر!! حزين جداً ما جرى في مصر أم الدنيا والتي كنت أتطلع بأمل إلى الخطوات الديمقراطية التي ستحصل بها!!
هنيئاً لكم عروبتكم التي صارت حزن نحمله أينما حللنا....وهنيئا لكن بصوتكن الذي لم نسمعه على مدى عقود من تحقير وإذلال المرأة واليوم يصرخ على الملأ.......



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة