التحرش ...فيه وفيه

عبد الغني سهاد
souhadghani@gmail.com

2013 / 3 / 25

التحرش فيه وفيه :
مدلول التحرش الجنسي هو ملامسة الاعضاء الجنسية للغير عنوة وبدون ارادة منه /غصبا عنه/وهو فعل يتنافى مع الاخلاق والاداب العامة والدين والحياء ..ويكون اما بالقول البديء والسيء الجنسي من قبل المتحرش للضحية واما بالفعل الملموس ..وهو ينتقل من انتهاكات بسيطة الى مضايقات حساسة جدا كالتلفظ بالتلميحات الجنسية وكدلك الاباحية ويمكن عده من اشكال التفرقة العنصرية .
فهو اذن سلوك غير سوي يصيب البشر كما يصيب الحيوان ..وفي لفظة يعني الاحتكاك بالغير دون ارادة منه وبنوايا سيئة لاجل اثارة غرائز جنسية او حتى الاعتداء الجنسي بوسائل مباشرة اوغير مباشرة .فالمتحرش غالبا ما تكون اخلاقه خسيسة مستعد على الدوام لاتنهاك خصوصيات الاخرين ..متربصا بهم في كل اعمالهم يتصيد السقطات والهفوات للتسلل منها واذية الاخرين..اخلاقه السمجة هذه تحوله الى كلب شرس دوما على استعداد للهجوم على ضحاياه المفترضين ...
المتحرش عموما انسان حقير فظ الطباع خاوي المعتقد سطحي التفكير وعباراته ساذجة.ففي الميدان السياسي تستعمل ظاهرة التحرش بواسطة اناس سذج دلاقشية وبلطجية لا يتقنون الا لغة قلب الطاولة والضرب والجرح ..وتبرز ظاهرة التحرش السياسي عندما تفقد المنظمات السياسية شعبيتها وقواعدها التنظيمية العريضة ..بسبب النزوع الى قناعات ومبادئ خارج الخط العام ..وظهور الحلقية والشللية اوما يسمونها بالتيارات والفرق السياسية..ففي بلاد المغرب الكبير يسمى هؤلاء بالحياحة وهي شرذمة تتخصص في اعمال الضجيج وخلق البلبلة واذكاء خوف الطريدة عند الصيد الجماعي... والتيار السياسوي الشعبوي يلتقي مع هذه الشرذمة في اعمال التحياح السياسي..ويزدهر التحرش السياسي في فترات التدافع السياسي لاجل الحصول على الكراسي البرلمانية اوالجماعاتية المحليةوالبلدية ...وتصرف لاجل المتحرشين الاموال الطائلة ليعبدوا بتحرشهم الطريق للمترشحين اللصوص الكبار للوصول الى مبتغاهم والحصول على غنائمهم.كراسي السلطة ولا شيء غيرها ...
ليس المتحرش السياسي الا ذلك الانسان المقمط فكريا الذي يسمسر ويساوم في أسواق الانتخابات المزيفة فهو اقل قيمة من كلاب الصيد الجماعي لكونه تملص بارادة منه من إنسانيته وتقهقر بذنائته الى درجة الحشرة بل الى درجة العدم ...التحرش السياسي يحميه تجار معلومون هم تجار الانتخابات المفبركة مسبقا في كواليس الداخلية وقادة الاحزاب السياسية الانتهازية اللصوصية سواء من أحزاب الادارة المطبوخة بالكوكوت مينوط حسب الطلب او تلك الاحزاب الاشتراكية الديموقراطية التي تخلت منذ زمن عن كل شيء الا مصالحها الفئوية الاجلة والعاجلة معا .وقلبت ظهر المجن على الطبقة العاملة ...
التحرش السياسي يرعاه الاغنياء ويستعملون فيه الفقراء كحطب يذكي لهب النيران الملتهبة الصاعدة في كل المناسبات السياسية الساخنة .لاجل الوصول الى كراسي السلطة ,,,
لا داعي للتذكير ان هناك اصناف اخرى من التحرش كالنوع الثقافي والاجتماعي و كلها اشكال صادرة ونابعة من امراض لنفسية مستفحلة ....ومركبات النقص السيكولوجية المتراكمة عبر العصور والتي اصبح مجتمع اقتصاد السوق الحر ونظام الليبيرالية الجديدة يعج بها.أمراض زاد من حدتها انتشار وسائل الاعلام المضللة وغير المراقبة ووسائل التواصل التكنولوجي والاجتماعي الطليقة العنان .الى جانب هشاشة السياسات التعليمية الفاشلة على الدوام ....وتغييب الوازع الاخلاقي عند الخاص والعام ...



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة