وزيرتان سعوديتان في ضيافة الرئيس بوش

علي فردان
ali29frhan@yahoo.com

2005 / 4 / 26

أولاً أعتذر "للأميرة" عادلة وزيرة شؤون المرأة، فهي دائماً وأبداً تبدي امتعاضها من كلمة "أميرة"، وحذّرتني مِراراً من كتابة اسمها يسبقه كلمة "أميرة"، ولمّحت بأنها لن تسمح لي بمرافقتها في زيارات قادمة إذا ما "نافقت" وكتبت مثل ما أكتب الآن.
ثانياً، أعتذر للأخوة القرّاء فلربما اعتبروا هذه المقالة ِنفاقاً، أو على الأقل مديحاً أكثر من اللازم والسبب هو أنّ راتبي يأتي من وزارة الإعلام، ولذلك فشهادتي مجروحة عندما أتحدث عن "الأميرة"، عفواً، عادلة آل سعود.
هذه ليست الزيارة الأولى للوزيرة عادلة، ولن تكون الأخيرة لأمريكا، خاصةً في خِضَم أحداث كثيرة في المملكة والدول المجاورة، أهمّها صُحبة وزيرة الخارجية السعودية لها الدكتورة لبنى الأنصاري، العضوة السابقة في الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان. ففي لقاءٍ ضم الرئيس الأمريكي ووزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس، تناولت عادلة الحديث عن طموح المرأة السعودية والتقدم الكبير في مجال حقوق المرأة وحقوق الإنسان عامةً. وقد تم تنسيق زيارة أخرى لعادلة لإلقاء محاضرة في جامعة المرأة بتكساس Texas Woman’s University، حيث كان في استقبال الأمير عبدالله ولي العهد السعودي وعادلة آل سعود، مديرة الجامعة الأستاذة آن ستيوارت Dr. Ann Stuart. شمل اللقاء كلمة مختصرة للأمير عبدالله كلمة عن حقوق الإنسان وانتخابات مجلس الشورى الأخيرة والتصويت على الدستور، تاركاً التفاصيل لعادلة التي بهرت النساء والرجال بطلاقتها وشفافيتها، فكانت كلماتها بلسماً. ناقشت عادلة بموضوعية المطالبات بزيادة عضوات مجلس الشورى المنتخب بالعمل على رفع الوعي النسائي لرفع عدد المرشّحات للعضوية، والتي لم تتجاوز في آخر انتخابات لها أكثر من 30%، وبهذا فالسعودية لازالت في موقع متأخر مقارنةً بالدول الاسكندينافية، وإن كانت متقدمة وبشكل كبير على الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من الدول الأوربية.
كذلك قامت الأستاذة لبنى الأنصاري وزيرة الخارجية وعادلة آل سعود وزيرة شؤون المرأة بالمشاركة مع وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس في مؤتمر صحفي حي بثّته القنوات الفضائية تناولتا فيه أهمية دور المملكة في الأمم المتحدة، خاصةً وأنها إحدى الدول الدائمة العضوية، إضافةً إلى الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا، الصين، فرنسا وبريطانيا. تحدّثن الوزيرات عن دور المملكة الحيوي في العالم والذي ينبع من حرصها على نشر الحرية وثقافة حقوق الإنسان والتسامح وحرية التعبير والصحافة، والحريات الدينية والشفافية لرفع مستوى أداء المؤسسات الحكومية والخاصة والرقي بمؤسسات المجتمع المدني.
وتم توجيه سؤال محرج للوزيرة الأنصاري حول علاقتها بوزيرة شؤون المرأة، عادلة، رائدة النهضة النسائية وحقوق المرأة، حيث دافعت عادلة بشكل كبير عن الأنصاري حين تم استجوابها بمجلس الشورى في جلسة علنية من قبل لجنته المتخصصة بالتعيينات الدبلوماسية للتأكد من أهليتها للمنصب. كان رد الأنصاري واضحاً، فهي لم تطلب المنصب ولكنه الواجب الذي يحتم عليها الوفاء به خدمة للوطن، وهو شرفٌ لها أن يتم ترشيحها لهذا المنصب الحسّاس.
في اليوم الثاني للزيارة، قامت عادلة بزيارة منظمة هيومان رايست واتش Human Rights Watch بواشنطن والتقت بالأستاذة جين أولسن Jane Olson رئيسة المنظمة، طبعاً بصحبتها صديقتها الأنصاري العضوة السابقة بالجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، حيث كان اللقاء أكثر من رائع، استرجعت فيه الوزيرة اتصالاتها العديدة وزياراتها السابقة للمنظمة، وتم التوقيع على بروتوكول الأول من نوعه في المنطقة حيث تم فتح فرع للمنظمة العالمية في كلٍ من الرياض وجدة والقطيف، حيث تم تدريب أعضاء وعضوات سعوديات للعمل في هذه المكاتب، وقد أدّوا القسم جميعاً رجالاً ونساءً بالدفاع عن حقوق الإنسان في المملكة، وقد حضرت الصحافة العالمية الحفل وتم نقله على الهواء مباشرةً عبر القنوات الحكومية والخاصة في السعودية.
اختتم الوفد السعودي زيارته لأمريكا بالاستماع لكلمة المملكة في الأمم المتحدة حيث قامت السفيرة السعودية للأمم المتحدة د. زهراء الصفواني بإلقاء كلمتها التي أشادت فيها بدور المنظمة الدولية ودورها الريادي في الدفاع عن حقوق المرأة ونشر ثقافة المساواة والعدالة، وعرضت في كلمتها التطور الكبير في هذا المجال في المملكة مستدلّةً بالأرقام والإحصاءات التي قامت بها منظمات مستقلة (غير حكومية) محلية وأجنبية، ممّا جعل المملكة في مصاف الدول المتقدمة، وفي أحيانَ عدة، سابقةً فيها دول عريقة مثل بريطانيا وفرنسا.
في رحلة العودة، وعلى الطائرة الجمبو، قاطعت الدردشة التي بين الوزيرتين، عادلة والأنصاري، سألت عادلة عن انطباعها عن هذه الزيارة لأختم بها مقالي، قالت مبتسمة: زيارة مهمة، لكن أمامنا طريقٌ طويلٌ وشاق، نحتاجُ فيه جهودَ كلٍ فردٍ من هذا الوطن، نسأل الله العون، ضَحِكت الأنصاري وقالت: آمين، وأنا أقول: آمين يارب العالمين.



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة