زيادة السكان مشكلة المنطقة الأهم

محمد شرينة
dsharineh@hotmail.com

2013 / 10 / 4

المشكلة عندنا مادية وليست ثقافية ، عند العجز عن تحقيق الحد الأدنى للحياة الكريمة لنسبة كبيرة من الناس مع انعدام الأمل يجنح الناس للنقاش والخلاف الفكري والى الأبد (يقول المثل الشعبي: الحية - الأفعى- المشوبة تعض حالها).
بدأ الجدل العقائدي الحاد في العالم الاسلامي مع ضيق الأفق المادي في القرن الثالث الهجري(التاسع الميلادي) وهو مستمر ، حركة الزنج التي وقعت في البصرة وامتدت (حوالي 260 هجري) أدت الى قتل 1 مليون شخص في عالم كان سكانه حوالي 400 مليون؛ بدأت بسبب الفقر الذي عاشه الزنج الذين جلبوا للعمل في اهوار العراق الجنوبية ؛ كانت نقطة تحول تبعتها اختلالات سياسية وعقائدية لم تنته، ما أن انتهت حتى اندلعت حروب حركة القرامطة وامتدت لحوالي القرن لتشمل العراق والشام واليمن وعمان والجزيرة العربية ثم تصل الى مصر. هذا الجدل كان السمة المميزة للفكر الغربي المسيحي وبدء بالتلاشي منذ القرن الرابع عشر الميلادي عندما تفتحت آمال الحياة مع اكتشاف العالم الجديد. هذا الجدل العقائدي ليس الا الصراخ والأنين الناتج عن الألم وليس الألم واسكاته لا يحل المشكلة.
لا يوجد عالم جديد نكتشفه ، الصين الحديثة مرت الى الحياة من طريق آخر تنمية الموارد البشرية والطبيعية وضبط زيادة السكان ولعلها الأهم: خلال الستين سنة الأخيرة ازداد سكان الصين 60% والعرب 350% (ستة أضعاف الصين) في عام 2016 يصبح الاقتصاد الصيني الأول في العالم متقدما على اقتصاد الولايات المتحدة.
بالطبع لا يوجد مشكلة تعود لسبب واحد فالثقافة سبب لكنه ثانوي وعادة التغلب على السبب الأساسي يقود تلقائيا الى شفاء الأسباب الثانوية .
نحتاج الى المزيد من الماء لملء الخزان ولكن أولا يجب أن نوقف أو على الأقل نحد من تسرب الماء منه وهنا البداية.
بالطبع دون الاعتراف بحقوق متساوية للمرأة والتحرر من العقد المتعلقة بالجنس لا سبيل الى ذلك فخفض نسبة المواليد تتطلب رفع سن الزواج وعوامل أخرى هامة ترتبط مباشرة بالمساواة بين الجنسين فمثلا أحد أصدقائي كان يخطط لانجاب طفل أو اثنين ولكن كون المواليد الثلاثة الأول كانوا اناثا تابع الانجاب فلابد من أن يكون له وارث ذكر لينتهي بستة أطفال، هذه الحالة تتكرر كثيرا كثيرا.
اذا لم يتم السيطرة على زيادة السكون الجنونية فان كل خطط التنمية ستذروها الرياح وكلما تعثرت التنمية وازداد الفقر ازداد الجهل والتطرف وأصبحت منطقتنا بيئة خالقة لعنف سيتمر ويستمر.



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة