متلازمة ستوكهولم العراقية!...

ماجد الشمري
alshmary.alshmary64@gmail.com

2014 / 3 / 15

ان يدافع الكهنوت والرجال عامة عن قانون جائر ضد المرأة،او بالاحرى فتاوى(قانون الاحوال الشخصية الجعفري)يكرس سلطة وسيطرة الفكر الذكوري.يبدو هذا مفهوما ومنسجما وطبيعيا،فهو دفاع مصيري من اجل استمرار الهيمنة والتسلط والتفوق والتميز والقوامة الدائمة والشاملة،وتأبيد الاديولوجية الطبقية والجنسية،وذهنية البطرياركية الذكورية المقيتة.اما ان تخرج النسوة بتظاهرة مؤيدة وداعمة للفتوى-القانون!الذي يشرعن لظلمهن واذلالهن وقمعهن،ويبارك اغتصاب الاطفال منهن!فهذا موقف يمتزج فيه الهزل بالكاريكاتير!ومفارقة ميتامنطقية ساخرة!تعبر عن واقع هو الاكثر بؤسا عقليا ونفسيا وثقافيا الذي تنوء تحت ثقله المرأة العراقية،الغارقةبوحل الطائفية الدينية والعرقية والقبلية،ومستنقع الرق المعاصر لقيم واعراف قارة،تلبست المرأة،واصبحت جزءا من بنيتها العقلية والسايكولوجية،لدرجة مشاركتها الرجل في تثبيت هامشيتها ودونيتها ونقصها،كفطرة وناموس قدري يتسق مع طبيعة الاشياء المزعومة!.ان تخرج النساء وهن يهتفن لجلاديهن بمنتهى الاندفاع والحماس!.ويطالبن هن"الضحايا"لا الرجل!بأستعبادهن!وتقيدهن بأغلال الدين والطائفية والعرف القبلي والعادات الاجتماعية المتعسفة والمتخلفة،والتي تجاوزتها المدنية المعاصرة،فهذا امر يبعث على اليأس ومرارة التقهقر.فما معنى الشعار الذي رفع في التظاهرة:"انا شيعية..انا جعفرية!!"انه ببساطة لايعني سوى"اناجارية..اناعبدة!!"وليس من معنى اخر..انها كوميديا سوداء قاتمة،تختلط فيها الدموع بالقهقهات!وهنا يعن السؤال المشاغب:هل استمرأت المرأة العراقية ذلها وقهرها،واستبطنته كسايكولوجيا مازوخية صارخة بأمتياز،وتماهت لحد التطابق مع سيدها الرجل لتعزف معه مارش العبودية الجنائزي؟!.وهل اصبحت تخاف وتنفر ولاتطيق لدرجة الرفض من يذكرها بتحررها الانساني الكامل،كأمر ملح وضروري وطبيعي تسعى من اجله كل امرأةفي عالمنا اليوم؟!.هل تعاني المرأة العراقية من (متلازمة ستوكهولم)كعقدة مستحكمة،وجزءا من طبيعتها،وشفرة جيناتها،وبنيتها النفسية والعقلية؟!انا اميل لهذا التشخيص البالغ السوداوية والذي يرفضه وجداني النابض!.فعشرات القرون التي مضت وعاشت خلالها المرأة خاضعة للرجل كعبدة،واسيرة لنزواته ورغباته وانانيته السادية المنحطة.والتي عليها نشأت وتربت منذ الطفولة على اليقين الاعتقادي بانها اقل درجة،وادنى من الذكر في سلم البشرية وفي كل شيء!التوجيه والتعليم التربوي والديني والقيمي والثقافي المجتمعي السائد والمهيمن والمتسلط الي زرع في عقلها وهيكلها النفسي،هذ الفهم والتصور كفطرة طبيعة جيلا بعد جيل.فماذا نتوقع من كائن بشري يتشكل وينمو بين:مطرقة وسندان،وابواب وجدران،وقيود من:تحريم وكبت،وقمع واهانه،واذلال وتسليع!.انه يتحول طبعا الى كائن حيواني مسخ!مخلوق مشوه مسطح متناقض مضطرب يعج بالعقد والانكسارات.ولكنه،وهنا المصيبة!هذا الكائن الغريب،يعتبر هذا التشوه والانمساخ والتناقض،ذروة الصحة وكمال الفضيلة والتقوى،ومن علامات الاخلاق الرفيعة السامية!!.ان تكون المرأةمنصاعة وخنوعة وصامتة ومطيعة،وآلة للجنس وانتاج الاطفال تتلذذ بالعذاب والجور،لاتعرف كلمة(لا)ابدا لانها تعلمت(نعم)العبيد!واذا قالت لا فهذا دليل على فسقها وفجورها وانحلالها ونشوزها عن طاعة ولي امرها وسيدها وربها!!.ان تكون كل حقوقها مختزلة الى مجرد واجبات فقط،وهي ارضاء ذكرها،بعلها وربها الارضي!.ان تكونوعاء جنسي ومفرخة للاطفال،وعبدة المطبخ،حبيسة الدار!حياتها عبارة عن اعباء وواجبات لاتنتهي،تقودها لتبلد الحس والعقل والجسد!ان تجد في كل هذا الحيف والجور والمهانة قمة متعتها واعلى لذاتها!.فهذا لعمري هو المازوخية في كامل دلالتها ونقاء مضمونها!.انه مشهد يثير المرارة والاسف.ان تدافع عمن يظلمها،عن جلادها وتتماهى معه وتتطابق في موقفه التحقيري والازدرائي لها،وتمده بالسياط ليلهب ظهرها،ويستمر في جلدها،وهي في كامل نشوتها مستغرقة بلذة الالم والهوان!.ان تكون المرأة ضد المرأة،وضد تحررها،ومععبوديتها للرجل،وضد كل صوت يدعو لانتشالها من بئر انحطاطها ودونيتها وتشيؤها وتشريع اغتصابها كطفلة!هو فعلا امر يدعو للاسى والالم.فالعبد الذي يعي وضعه كعبد ويثور من اجل تحرره هو عبد ثائر ونبيل وجدير بكل عون وتبجيل،اما العبد الذي يحافظ على عبوديته ويعمل من اجل تكريسها الى الابد،ويتضامن مع سيده ضد من يدعو لتحرره،رغم ادراكه انه عبد!فهذ اسوء واحقر العبيد بلا استثناء!.ان ترفض المرأة اليد التي تمد لرفعها من حضيض البؤس!.وان تهاجم من يدعوويطالب بأحترامها وحريتها وحقوقها،وتأكيد ذاتها الانسانية،ان ترفض وتلعن وتندد بمن يناصرها ويسعى لارتقائها كذات شخصية ومستقلة،وكند كامل للرجل،وكأنسان حر ذو كيان وله كل الحقوق،وحريتها في التحكم بمصيرها واختيارها عقلا وجسدا.وان تكون ذئبا جريئاعلى من يقدس حريتها وانسانيتها!وحملا جبانا لمن يريد افتراسها!فأي نعت يلائم مخلوقات مسخ كهذه اكثر صدقا من لقب"عبدة حقيرة"تتباهى وتفتخر بأنحطاطها،وتكتفي بكونها ظل باهت ومعدوم للرجل،وتزايد الرجل في المطالبة بالابقاء على عبوديتها الدائمة دون تغيير!!!...
قبل آلاف السنين في هذا الوادي اللعين شرعت قوانين لصالح المرأة وانصفتها نوعا ما بالنسبة لمعاير تلك العصور،مثل شريعة حمورابي،واورنمو،واشنونا،وهانحن اولاء في العقد الثاني من الالفية الثالثة نشرع ونفتي ب(قوانين)تأنف منهاوترفضها ولاتقرها حتى تلك المجتمعات العبودية السالفة!!!!...................
........................................................................................................
وعلى الاخاء نلتقي...



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة