يوميات انثوية (1)

امال طعمه
amaltu76@live.com

2014 / 5 / 6

في دفترك (المذكر) أيتها الحياة (المؤنثة) نحاول كتابة بعض الكلمات المؤنثة يعتريها اسى ذكوري!


***********************************

يفتنون بشكلي ..بطريقة مشيتي ..بانحناءاتي وبروزاتي...
بتعاريج جسدي ..
وبنظرات عيني التي ترسل سرا شهوة الى قلوبهم!
وفاكهة صيفية على خدي..ونار في مخيلتهم تلتهب على شفتي..!
عيون وقحة تنظر الي من فوق الى تحت..
وعقولها دوما تحت!
يعشقون جسدي ويهابون جزء صغير منه غير مغطى..فتلك الذراع او تلك الرجل كفيلة بإرسالهم الى جهنم وبئس المصير..
وما جهنم لنا الا في أفكارهم!
ألا يعلمون أن جهنم نعيشها كل يوم نحن( الفاتنات) الماشيات ..
من نظراتهم وكلماتهم وبعض من لمساتهم
والأمَر من ذلك أفكارهم..

وهم بأوهامهم يعيشون جنتهم في مخيلاتهم !


**********************************


يحبونني وأنا صغيرة ..يلبسوني الزهري من الألوان وبعض من الشكلات
يفرحون حين أقلد أمي ..وألبس الكعب العالي وبعض من المجوهرات
وأضع بعض من البودرة و أحمر الشفاه ..فيطبعون على خدي القبلات
وتنهمر علي التعليقات..
بعد أن أصبحت صورة في احدى البوستات!
فهل ستحبوني ، عندما أكبر وأطالب بحريتي من الماضي الذي غرستموني فيه رغم عني ، هل ستحترمون رغبتي حين أطالب بالانعتاق من أسري لسخافة العادات!
هل سأظل أنا الجميلة الحلوة الطيبة ..التي ترتجون!
أم سأتغير فجأة في أعينكم ..فقط لإني حدت عن طريقكم واعتنقت الحرية وتركت التقاليد ورائي ، وسمحت لأفكاري بالتحليق الى فوق ادراككم أو فوق تحملكم!
هل يجب أن اظل معتنقة للجهالات حتى أظل جميلة بنظركم؟!
وحتى أظل المرأة الصالحة التي تكلم عنها الحكماء!
أحببتموني وأنا صغيرة اقلد أمي ومعظم النساء ..فتلك الصورة بعض مما هو متوقع وما هو منتظر ، دوما عن المرأة، عن الأنثى!
صورة لابتسامة عريضة تعلو شفاه شهية وعيون واسعة مرسومة بالكحل... ودماغ صغيرة!


*************************************

أحاول أن أكون متفائلة ولكن..
دوما كانت الحياة أقوى من الموت والحياة مؤنث والموت مذكر، أليس هذا ماقالوه لنا ؟!
والأرادة، الأرادة الجادة المستحثة تحقق المستحيل! اما الإستسلام فهو للضعفاء والضعيفات والأرادة مؤنث أما الإستسلام فمذكر!
حتى الجنة مؤنث والنار مذكر، الأبدية مؤنثة والجحيم مذكر!
القوة مؤنث والضعف مذكر!
لكن القدر، الموت، الزمن، الذكاء الذي يقابله الغباء، التاريخ، الخلاص، وحتى الحب مذكر رغم أن الرومانسية مؤنث!
لذلك نفشل نحن في مواجهة كل هذا ..رغم كل المؤنثات ! فالحرية مؤنثة ولكن العبودية أيضا كذلك.
فمتى سنقفز فوق ذلك السور القديم بين العبودية المؤنثة والحرية المؤنثة المنشودة ،أعلم صعوبة أن نقفز الأن، فلم نتعلم نحن القفز في صغرنا فقط تعلمنا كيف ننحني أمام السور العظيم المذكر!


**********************************


أحبك..
لقد أخبرها لتوه للمرة الألف ..وربما أكثر من الألف أخبرها تلك الكلمة السحرية التي تحب الأنثى سماعها دوما ، أو هكذا هم قالوا لها!
أحبك..
كم مرة قالها لها في أذنها، وهو يطبع قبلة ناعمة على يدها، وقبل أن يهم بتقبيل شفتيها بنهم في احدى المرات التي سمحت لنفسها ان تجاريه بالعواطف ، أم كانت فقط مجرد رغبات؟!
- ماذا بعد؟
هكذا سألته بحرن.
- أحبك، وماذا بعد ذلك ، هل يوجد شي أخر؟
- نعم يوجد ارتباط..
- نحن مرتبطان ..بالحب !
- هذا بيني وبينك، أما أمام الناس ذلك لا يكفي.
- فليذهب الجميع الى الجحيم أنا لا يهمني أحد .
هكذا رد الفارس البطل!
- هذا بالنسبة لك ولكن أنا يهمني.
- الناس بدأت تتكلم!
- فلتخرس جميع الألسن ، غدا سأتي لخطبتك ..
تلألأت الفرحة في عينيها، واستدارت تتأمل ذلك الوجه الذي تحتضنه في قلبها ، وكأنها لأول مرة تراه! أطالت التأمل فيه ..بصمت وكأنها لا تريد للزمن الأتي .. ان يقتلع ذكراه.. وتنساه!

خرجت عن صمتها لتهمس في أذنه:
- حقا ما تقول؟
- وهل يوما ما كذبت عليك؟!

يتبع



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة