حظر النقاب

جحا الأيطالي

2014 / 7 / 6

هل النقاب حرية شـــــــخصية أم قضية عامـــــــــــــة بمعنى أنها تمس الصالح العام؟ ذاك هو الســــــــؤال المتداول هذه الأيام بعدما أصدرت ((المحكمة الأوربيــــــــة لحقوق الأنسان )) ومقرها ((ستراسبورج )) قراراً أَيدت فيه الحَظْر الذي فرضته فرنسا على:(( النِقابْ )) في الأَماكِن العامة.! وللأجابة على السؤال ، لابد أن نمر على جموع المعترضين فيجب على من يندد بهذه القرارات اولا أن يعرف أن (الحرية الشخصية للفرد) تنتهي عند حدود حرية الآخرين .! كلنا نعلم أن الوجه :((وجه الأنسان)) هو أبرز علامة من علامات التواصل الأجتماعي، وأن الأنسان حينما يخفي وجهه عن الناس لسبب ما .. فهو بذلك يرفض التواصل مع الآخرين.! وبالنسبة الى ((النقاب)) فأن معظم من يلبس هذا الزي هم من المهاجريين القادميين من العالم العربي والأسلامي ((وأتكلم هاهنا تحديدا على فئة المتدينيين))، والذين يعانون مشاكل أَصلاً في قضية:((الإِندِماج المُجتمعي)) فهم يزدادون عزلة على عزلة.! النقطة الثانية في هذه القضية هي التقليل والتحقير من قيمة المرأة.! فحينما يكون العنوان العريض : لـــ (( لِبسْ النِقاب)) ، هو أن جسد المرأة ووجهها عورة.!*1 فبالتالي هذا مدلول عنصري لا يمكن القبول به في دولة عصرية متحضرة تسودها قيم العدالة والمساواة . لكن على كل حال فليست هذه القضايا التي أَدَّتْ الى صدور هذا القرار.! انما كان صدور الحكم هو بسبب العامل الأمني..فكلنا نعلم أَنَّ زِيّاً يُخفي وجه الإِنسان في مكان عام لهو تهديد خطير جدا لأمن وسلامة المواطنين.! تخيلوا ايها الإِخوة أن هناك مجموعة ارتدت زي الننيجا او قناع الأناركيين مثلا.! وارادت الدخول الى بنـك معين أو أي مؤسسة عامة..فهل سيسمح لها بذلك أم سيأتي رجال الأمن على الفور ويلقون القبض عليهم حتى وان لم يفعلوا شيئا.!؟ بالتأكيد سيتحرك رجال الأمن ضد مايعتبرونه تهديدا.! لأن اخفاء الوجه في مكان عام هو تهديد للسلامة العامة..وكذا الحال بالنسبة للمنقبات.! أو تخيلوا مثلا أن هناك منقبة دخلت الى ميتم للأطفال أو مدرسة ابتدائية.! فهل سيسمح لها ياترى بالتواصل مع الأطفال؟؟ بالتأكيد ستثير الشكوك والرعب لأهالي الأطفال والكادر التدريسي كما الأطفال أنفسهم.! تخيلوا أيها الأخوة الرعب والتوتر الذي كان يعانيه الناس ومازالوا في المطارات منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر.! تخيلوا الحالة عند مشاهدتهم لأمرأة منقبة تريد الركوب معهم في الرحلة الجوية.! عن نفسي لست مضطرا أن اعيش وعائلتي جو التوتر والرعب في أي مكان عام، بسبب وجود شخص يرفض أن يكشف وجهه كباقي خلق الله.! ولا أعرف ماهو هذا المخلوق الظاهر امامي بسبب زي الننيجا الذي يرتديه .! هل هو رجل أو امرأة أم منحرف محكوم أم سوابق أو شخص مختل قد هرب من مصَحَّةٍ ما .! مجرد جلوسي بالقرب من انسـان يرفض أن يكشف وجهه لأي سبب كان فأن هذا يشعرني بالتوتر.! وبالتأكيد لن اسمح لهكذا مخلوق الدخول الى بيتي أو الأقتراب من عائلتي.. ولكن يجب أيضا ألا يكون هذا مجرد تصرف على صعيد شخصي..بل خطة شاملة للمنظومة القانونية في دول العالم الحر..وأن تحذوا الدول الأخرى الأوربية بل دول العالم أجمع حذو فرنسا حفاظا على الأمن العام والصالح العام ..أنا لاتعنيني الدوافع والأسباب التي تسوقها بعض النسوة والمنظمات الأسلامية حول قضية النقاب.! فهي مجرد قصص سخيفة ومملة ، *2 ولكن مايعنيني حقا هو الصالح العام ..فشخص مقنع يرتدي كيس اسود في مكان عام هو تهديد حقيقي لسلامتي وسلامة عائلتي بل وسلامة جمهور المواطنيين العاديين.. لمن يطالع منكم الأخبار ايها الأخوة القراء أو الصحف الغربية أو مختلف وسائل الأعلام الأجنبية أو حتى نشرات الشرطة الدولية (( الأنتربول )) سيلاحظ أنه في حال ارادت القوى الأمنية المكلفة بحفظ أمن البلد..اعتقال شخص هارب أو مشتبه به بعملية ارهابية أو جنائية اعتيادية أو شيء من هذا القبيل فأنها أول ماتعمد اليه هو نشر صورة الشخص المشتبه به وتطلب تعاون المواطنين في تقديم المعلومات عنه.! لذلك فأن المقنعيين هاهنا يسببون ارباكا مجتمعيا وامنيا وعلى مختلف الصعد..وهذا مايجب أن نقف جميعا ضده. المسلم انسان له كامل الحرية والحقوق والأحترام ، ولكن هذا لايجب أن يكون على حسابنا أو حياتنا ولايجب أيضا أن يكون هناك معاملة تفضيلية لأحد...كل المواطنيين سواء أمام القانون ، لا أقنعة في المؤسسات والدوائر العامة يعني لااقنعة وانتهت القصة عدا هذا فأن بأمكان اي شخص أن يرتدي في بيته قناع ((سبونج بوب)) أو ((ميكي ماوس)) أو أي شيء يحب فله ذلك.! فهذه حياتكم الشخصية عيشوها بالطريقة التي تحبون . المــــــــصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــادر والهوامـــــــــــــــــش : 1. كتاب :((فتاوى كبار علماء الأزهر الشريف حول النقاب ، سلسلة فتاوى كبار علماء الأزهر الشريف (6 ) تقديم جماعة من العلماء ، ص 7 ، الناشر : دار اليسر ، القاهرة ، الطبعة الثالثة 2010 م ))، يقول الشيخ أحمد محرم الشيخ ناجي:(( ولم نر فتوى لعالم من هؤلاء ترفض النقاب أو تعده عادة أو ثوب شهرة يجلب للمتسترة به أشد الوعيد.! وها هو ذا فضيلة الشيخ حسنين مخلوف أحد المولين منصب مفتي الديار المصرية يقول بعد أن اجاز كشف الوجه والكفين للمرأة أمام الرجال الأجانب عنها:( نعم هناك من يرى أن الوجه عورة كما سبق في عبارة الشوكاني ، وهناك من يرى أنه ليس بعورة ولكن يجب ستره خوف الفتنة ...) الى أن يقول :( وليس للمقلد لمذهب بعد أن استقرت المذاهب أن ينقض مذهبا بمذهب ولاأن يطعن في حكم مدون في مذهب بمجرد مخالفته لحكم مذهب اخر منهم ) وبعد فأن الحق أبلج والباطل لجلج وان للحق رجالا يعرفون به ويعرف بهم ..الخ)).! اذا ببساطة هناك من المسلمين المتعصبين من يرى بقول الشوكاني بعدم كشف الوجه كونه عورة.! وان هذا ((أي النقاب )) لم يعترض عليه احد من علمائهم وهذا طبعا يتناقض جملتا وتفصيلا مع المواثيق الدولية والقوانين الحديثة التي تكفل تساوي الجنسيين وأن هذه التعاليم الأسلامية تحقر بلا شك من قيمة المرأة العصرية.! 2. المبررات السمجة التي يطلقونها ((خصوصا للمهتمين بها ولمن يريد مراجعتها)) موجودة في صفحة رقم 10 في كلام مروان محمد مصطفى شاهين من نفس المصدر



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة