هيفاء الامين وجحوش الاسلاميين

رزاق عبود
razakaboud@hotmail.com

2014 / 12 / 23

بصراحة ابن عبود
هيفاء الامين وجحوش الاسلاميين!
واخيرا تأكد الخبر، بعد التصريحات الشخصية، والحزبية بأن المرشحة السابقة للتيار المدني الديمقراطي في الناصرية تعرضت لتهديدات بالقتل تشبه التهديدات، والبدائل، التي عرضها الدواعش على مسيحيي الموصل، وايزيديتها. الاستسلام، والخضوع ، او القتل. هؤلاء الحيوانات المتلحفين بصوفة الدين، لا يعرفون لغة الحوار، والتفاهم، اوالنقاش، اوالاقناع. ولا يستمعون لربهم، الذي اوصى (وجادلهم باللتي هي احسن)! انهم قتلة، سفلة لايعرفون غير لغة الدم، ولا يجيدون استخدام غير السلاح. منحطين، ساقطين ابتلى بهم الوطن، والشعب. نحن هنا لا نشتمهم، بل نكرر الصفات، التي يطلقها عليهم ابناء الناصرية الشرفاء. سفهاء، وجهلة يفضحون انفسهم بانفسهم، فهم ليسوا مسلمين، ولا مسالمين، لا هم مؤمنين ولا متدينيين. فالمسلم "من سلم الناس من لسانه ويده". والمؤمن الورع يتفرغ للعبادة، ومساعدة الاخرين، ويحصن نفسه من سوء الكلام، ويهذب طباعه عن الفظاظة. "ليس مؤمنا من كانت به فظاظة". نحن هنا لا ننحدر الى مستوياتهم الضحلة، في السباب، والشتائم. كما يتصور البعض. بل نكشف عن حقيقتهم، ونرفع عنهم اقنعتهم المزيفة، ونناديهم بصفاتهم الفعلية. انهم مثل، ابو لهب، عم النبي محمد، الذي تآمر مع قريش على قتل ابن اخيه. انهم مثل "نغل علي" عبدالله بن ملجم، الذي اواه، ورباه، وامنه، فشق راس الخليفة الرابع علي بن ابي طالب بسيفه الغادر، ولم تقم للاسلام قائمة منذ ذلك اليوم. و"نغولة علي" المعاصرين على نفس الدرب سائرين.
هؤلاء المخانيث، كانوا يرتدون الزيتوني، ويكتبون التقارير على اخوتهم، واصدقائهم، ويوشون باقاربهم، وجيرانهم، واهلهم، وهاهم يكررون الفعلة، وبكل وقاحة مع اختهم ابنة الناصرية المناضلة النصيرة البطلة، التي كانت تقاتل في الجبال مع انصار الحزب الشيوعي ضد جيوش صدام وسلاحه الكيمياوي. عندما كان هؤلاء الامعات، يرقصون، ويهتفون "بالروح بالدم نفديك يا صدام"، كانت البطلة هيفاء الامين تهتف ضد صدام، وتطلق النار على جنوده، واذنابه. هيفاء الامين تستحق نصبا، مدالية، تكريما، وليس تهديدا بالقتل. لكن هل ينتظر الناس من "المجاري القذرة ان تفوح عطرا". سيبقون عفنين مدى التاريخ. كان عليهم ان يتشفعوا بها، يتفاخروا بها، يتشبهوا بها، كما يدعون انهم يتشفعون، ويجلون زينب بنت علي، لا ان يحاولوا حجرها في چادر خميني، لم تعرفه شوارع العراق، ولا اجساد العراقيات سابقا.
يقال، ويكتب انه صوت لها عشرة الاف، او اربعة عشر الفا، او ستة عشر الفا ناخب. المهم انهم عشرات الالوف من اهل الناصرية، الذين ارادوا ان تكون هيفاء الامين ممثلة لهم في البرلمان، لا طريدة لهؤلاء الهمج. مثلما صوتوا لها يفترض، ان ينتفضوا، يتظاهروا، يحتشدوا، يتجمعوا، يعتصموا، يحتجوا على المضايقات، والتهديدات، التي توجه لهذه المناضلة ابنة ذي قار. انها اهانة لهم، تهديد لهم، مضايقة لهم، ولا يجب ان يصمتوا على ذلك، ولا يتوقفوا عن الاحتجاج حتى يستجيب المحافظ، والسلطات الامنية في المحافظة بالتعهد بحماية المناضلة هيفاء الامين، ومحاسبة المجرمين. يجب ان لا يصمتوا حتى تشجب الاحزاب، والميليشيات المسماة اسلامية، التي "وافقت" على اصول اللعبة الديمقراطية، واحترام القانون. تصرفات، واعمال هؤلاء الخارجين عن القانون لاتنسجم مع المثل الديمقراطية، التي يدعوها. هؤلاء الذين يهددون الناس باسم الاحزاب، والاسلام. يهددون الحريات الشخصية، المكفولة بالدستور، الذي كتبه الاسلاميون.
المعروف، والموثق، والمشهود لها، انها كانت نصيرة مع اخوتها، رفاقها، زملائها الانصار، والنصيرات. على منظمة الانصار تحدي هؤلاء الجبناء، وامتشاق السلاح من جديد لحماية رفيقتهم، نصيرتهم، زميلتهم هيفاء الامين، بعد ان تخلت اجهزة الدولة، والاجهزة المحلية في اداء ابسط واجباتها في حماية حياة وامن المواطنين. هؤلاء المنافقون القتلة لا يعرفون غير لغة العنف، ولذلك احنوا رؤوسهم ايام واجههم صدام بتلك اللغة، فانخرطوا في صفوف الخانعين. وانخرطتم انتم في مواجهة شجاعة، ولم تحنوا رؤوسكم. لقد حاربتم صدام، واجهزته القمعية، وعساكره، وعليكم مواجهة نفس العدو المراوغ، الذي نزع السدارة، ولبس العمامة.
لقد قرأنا لبعض الكتاب، الذين احتجوا على هذه الافعال النكراء، وسمعنا بعض السياسيين الشجعان يسجلون موقفا، وبعضهم بكلام خجول تعب الناس من الاستماع اليه. الامر بحاجة الى فعل جماهيري بحجم القوى المساندة للحريات الشخصية، والداعمة للمسيرة الديمقراطية، وحق المراة في المساواة الكاملة في الحقوق، والواجبات. اي ديمقراطية هذه، واية حريات، واي دستور لايضمن حتى حق الفرد في اختيار ملابسه؟! ماهي الخطوة القادمة؟ هل سيمنع القساوسة، وشيوخ الصابئة من ارتداء ملابسهم الخاصة؟ ام سيمنع الاكراد من ارتداء ازيائهم التقليدية؟
الحزب الشيوعي العراقي، وهيفاء الامين عضوة لجنته المركزية، والتيار المدني الديمقراطي، الذي كانت هيفاء الامين مرشحته في الناصرية، ورابطة المراة العراقية، التي هيفاء عضو قيادي فيها، وكل المنظمات النسائية الديمقراطية، وكل القوى الديمقراطية، وحتى الدينية المتنورة، ان يقوموا بحملة اعلامية، واحتجاجية لتعرية قمع الحريات الشخصية باسم الدين، والمضايقات، والتهديدات، والمخاطر التي تتعرض لها المناضلة هيفاء الامين، والتضامن معها بشكل فعال، واضح، وصريح. يجب عرض قضيتها على البرلمان، ومجلس الوزراء، ورئاسة الجمهورية، والقوائم، والكتل البرلمانية للحصول على دعمها، او تعرية مواقفها الانتهازية. والتوجه كذلك الى الراي العام، والمنظمات المختصة في حقوق الانسان، وقضايا المرأة في المحيط الاقليمي، والدولي. اما وزيرة المرأة(بيان نوري) فهي ضد المرأة، لانها تؤمن اصلا انها تابعة للرجل، وان المراة عوره ويجب سترها بحجاب. ومع انها (ناقصة عقل ودين) او ربما لهذا السبب، فقد عينت "وزيرة المرأة" لتمارس اضطهاد المرأة باسم المرأة، كما يضطهد الاسلاميون المسلمين، وكل العراقيين باسم الاسلام.
ان الميليشيات الطائفية، هي ممثلة لاحزابها، ويجب فضح انها تنفذ سياسة احزابها. اما الادعاء بانها "تصرفات فردية" صادرة من "افراد غير منضبطين". فهذه اسطوانة كل الميليشيات، والديكتاتوريات في العالم، حتى تتمكن من فرض ما تريد ثم تتبنى الامر الواقع. لقد سمعنا هذه الادعاءات من موسوليني، وهتلر، وصدام حسين، حتى استتب الامر لهم، فصارت سياسة رسمية منهجية.
لقد تباهى صدام حسين يوما، ان حزب البعث يضم ملايين العراقيين. وهاهم الاسلاميون يتباهون اليوم بمسيرات الحفاة المخدوعين المليونية. لقد جر صدام ملايين البعثيين، والعراقيين الاخرين الى حروب ضد الجيران، والاشقاء، وابناء الشعب بكل قومياته، وطوائفه، وانتهى به الامر الى حفرة قذرة، بعد ان هرب من ساحة المعركة. والاحزاب الاسلامية "المليونية" لم تستطع وقف زحف افراد داعش ضد ثاني مدينة عراقية، ومخزن اثار، وحضارة العراق، وبدل ان يتوجه الظلاميون الى قتال داعش، وتحرير الموصل، وبقية المدن المحتلة، ونجدة اهالي سنجار، وسهل نينوى راحوا يستأسدون على هيفاء الامين. لقد صدق شعبنا، وصدق المثل الشعبي المتداول في الناصرية "ولية مخانيث"!



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة