حقوق المرأة الدستورية

عبد شاكر

2005 / 10 / 26

كثر الحديث عن حقوق المرأة الدستورية , وما سوف يخط في دستورها , البعض ينظر الى هذا الموضوع وكأنها لم تكن تمارس حياتها في المجتمع وفق ما جبلت عليه وما نشأت عليه في موروثها الاجتماعي , ولم يستطع احد ان يوقف مسيرتها , او مسيرة المجتمع , في ان يعيش او يستمر , والامر لم يكن بيدها , انما هي متماشية مع تقاليد المجتمع , فيما يتعلق بالاحوال الشخصية , وهي مقبولة بشكل او بآخر , انه الحد الادنى , وعلى مدى قرون ! ارى ان بعض المنظرين والقائمين على تهيأة المرأة كي تتقبل رؤى البعض فيما يتعلق بوجودها كأنسان مساو للرجل , او وجودها في ميادين العمل , او في مجال صناعة القرار السياسي , وهم بهذا الامر يتداولون فيما بينهم . نقول البعض ينظر على ان مصير المرأة لم يزل , بيد الرجل . اعتقد جازما ان المرأة لايهمها , كيف تشارك في العملية السياسية , وهي احد عوامل نجاحها ( نجاح العملية السياسية ) ولا يهمها كم ستكون نسبة تمثيلها , لاننا نحتاج لقلب ينبض , حينما نشرع او نقرر , وتلين قلوب القساة ؟ ! وهي تعرف قدر نفسها جيدا , وتعرف كيف تثور وتطالب بحقوقها , وقد تركع اعتى الرجال ! وهم يعلمون ذلك . اذا لماذا يصر البعض , على ان يضع قوانين للمرأة ويحدد مقدار انسانيتها , من غير ان يرجع لها , كي تخلصه من معاناة المراجعة للدساتيروالمعاجم , ليترجم وينقل . فليقترب منها ويسألها , سيجد انها , لاتريد غير حياة انسانية , تضمن لها حقوقها وآدميتها وان تعامل , على انها فرد , مؤثر وفعال في المجتمع . ونحن لانخشى عليها في البيت , فهي ( مسيطرة ) وقد يثني بعض الرجال على ذلك . الموضوع انساني , اكثر منه دستوري . انها النصف الثاني , ومع التفاوت في المستويات الثقافيه والتعليمية في الريف والمدينة , وكل منهن تعرف موقعها , لكن لن ندع الرجل يحدد مستوى انسانيتها او مستوى ادراكها , من كتب في الدستور , حقوق المرأة , هل سألها عن ألمها المكبوت في أعماق الرغبة والحلم , على مدى سني العمر , ان لم يكن , هذا الحلم مقتول اصلا , مذ قالوا لابيها , , لقد جاءتك ( بنت ) سوف تدخل بها الجنة
او ( تتربى بعزك ) هل يبقيها في الدستور , درجه ثانيه , ارى ان وجود المرأة سابقا وحاضرا في المجتمع , هو نفسه , لم يتغير في نظر الرجل , والقوانين لن تغير النظرة اليها , ان لم تكن منصفه وأنسانية , المهم ان ترتقي النظرة اليها , الى المستوى الذي تستحقه كأم وزوجة , بعدها لن يغلب
احد , في بنود مواد الدستور المتعلقة بها . وسوف تنال ما تريد , وأن لاتكيف القوانين , بما يزيد من عبودية المرأة , , وتكبل بقوانين جديدة , تزيد من هيمنة الرجل على مصيرها , والتحكم به وفق رغباته , بأستغلال بشع لمفاهيم دينية متطرفة , المنطقي ان تأخذ دورها الذي تستحق , كبنود دستوريه انسانيه , لان الرجل والمرأة في بلدنا , هم من النماذج الراقية المتمازجه , في الرؤى والفهم لبعضهم البعض , وما يحدث من مشكلات اجتماعية , هي نتاج مراحل سابقة سياسية واقتصادية , وافرازات حروب طاحنة . وامن يريد انصاف المرأة , عليه الرجوع الى سنوات الحرب , وكيف وقفت مع ابيها وزوجها واخيها , وكم هو حجم تضحياتها ومعاناتها , عندها سيجد انه , مهما منحها كحق طبيعي انساني , هو استحقاق , وليس منة من أحد . اعطاء المرأة حقوقها الطبيعية , وفق المبادئ والاسس الصحيحة , التي تنسجم مع البناء الجديد لدولة الحرية والديمقراطية , هو اضافة نوعية لمرتكز اساسي في المجتمع , سوف يسهم في الاستقرار والبناء النفسي والفكري , للاجيال القادمة ,ولاجل تفويت الفرصه على البعض , ممن يريدون العبث بأرادة المرأة , لاننا لم نشعر بنها تحتاج الى مواد دستورية , فهي داخل العائلة , رمز الحنان والطيبة والمودة , وما يحدث من تجاوزات بحقها , من البعض الذي يزعق الان متعاطفا معها , ليس الا بسبب الظروف المأساوية التي مر بها البلد . تبقى هي ملاذنا الآمن , والصدر الدافئ , الذي اغرقناه , بدموعنا , في الطفولة والصبا , والشيخوخة ! . وهي الزوجة الصابرة , المدبرة , والاخت التي تنوح لنا في كل المواسم . انها لاتشبه النساء في الارض . انها سلالة حواء الحقيقية في ارض السواد . لابأس ان وثق لها ما يتناسب مع , مكانتها المتجذرة , ابدا في قلوبنا , تحت كل المسميات التي ذكرتها . وبما انها سوف تدخل ميدان العمل الحقيقي , في كل مجالات الحياة , جنبا الى جنب مع اخيها الرجل , فلا اعتقد ان اي منصف او مسؤؤل , يعمل مع امرأة , لم يكن يشعر بالامان , لانها مباركة اينما تحل , وعلاقات العمل القائمة على التآخي والمحبة , التي تخدم البناء , هي المفتاح السحري لانقاذ بلدنا من الطفيليين وأنصاف الوطنيين ,



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة