حول المؤتمر الموازي لمنتدى المستقبل رد على مقالة الزميلة سمر يزبك

نبيلة أحمد علي

2005 / 11 / 21

عادت بخفي حنين
رداً على مقالة الزميلة سمر يزبك حول المؤتمر الموازي لمنتدى المستقبل

دُعيت الكاتبة من قبل الصديق عبد النبي العكري, وهي تعلم سلفاً أنها توصيات مُحضر لها ,رغم ما قيل لها أنها جمعيات أهلية ومنظمات مدنية غير حكومية مستقلة.
وهنا أقول: عجباً كل تلك الشخصيات الهامة والاعتبارية والمشرفة بمواقفها ونضالها ,كانت معصوبة العقل والعين وهي تطير إلى هذا المؤتمر وهي لا تفقه شيء!!؟
نعود إلى ماقالته عن عرض السيد سعد الدين ابراهيم حيث جاء كلامه في أول المقال, رغم أنها لم تحضر كلمته واقتراحه والذي جاء مفاجىء للجميع, وللأمانة أود -حتى لو أطلت- أن أعرض المشهد كما حصل.
"في نهاية التوصيات وبعد أن خرج الجميع إلى الاستراحة نادى منادياً للعودة إلى الصالة على حين غرة والتصفيق على منحة السفير القطري للمؤسسات المدنية ودعمها مادياً .طبعاً المشاركون من سوريا وفوراً عبروا عن رفضهم لهذه المنحة العظيمة !! وقدموا بياناً كتبه السيد ميشل كيلو معبر عن رأي الجميع برفض العرض وتم عرض أسباب الرفض وطُلب من منسقي الشبكة بعرضه وقرأته على الجميع ".
أما الكاتبة لم تذكر هذا التفصيل الهام رغم أنها في اليوم الثاني بعد أن سمعت بهذا العرض, أسرعت بتصوير البيان لأنها ستكتب عنه !!
نعود إلى محور المرأة والذي شاركت فيه ويتضمن قسمين :القسم الاول مناهضة التمييز ضد المرأة
كتبت عن التوصية التي تخص هذه الفقرة :"لم يتم إحداث أي نقلة نوعية في طبيعة المقترحات وتم تكرارها في أغلب المؤتمرات."
هذا صحيح لم يتم إحداث أي مقترح جديد لأننا لا نكتب قصيدة أو رواية .فقضية مناهضة التميز ضد المرآة قضية قديمة جديدة. تمت المصادقة على هذا القرار من قبل أغلب الدول
العربية مع بعض التحفظات والتي تصب هذه التحفظات في صميم حرية المرأة وخاصة المادة(16)التي تحفظت عليها جميع الدول العربية والإسلامية بذريعة مخالفتها لنصوص الشريعة الإسلامية وهي تخص جوهر حياة المرأة والتي تصب في قوانيين الأحوال الشخصية .
كيف سيتم طرح قضايا جديدة ولم تسمع بها الكاتبة بعد, والقضايا القديمة كما وصفتها وسمعتها منذ أكثر من نصف قرن ,مازالت عالقة ولم تُحل .
إن ما يميز العمل الأهلي والمدني هو هذا الصبر الطويل, والمواصلة في طرح القضايا الهامة من خلال جميع أشكال العمل المتاحة- مع قلتها وضيق الهامش المسموح به من الحكومات العربية اذ وجد أصلاً –والضغط اذ أمكن على الحكومات والمؤسسات النافذة, والتي لم تحرك ساكناً ولا تريد أن تحرك .وكذلك من خلال الحراك الشعبي وتفعيل الناس بالمشاركة بالتغير وخاصة المرأة كونه موضوع البحث وهي غير مفصولة عن الحراك العام .
هذا العمل يتطلب عملاً دؤوباً, ولا نحصل على نتائجه بالتمنيات أو بتسفيه عمل الجمعيات والمنظمات بأنها تكرر ما تقوله في المؤتمرات .
في السياق سوف أخذ مثال عن أحداهن وهي المحامية حنان نجمة المناضلة بحق في قضايا المرأة والتي لم تكل ولم تمل. فهي منذ ثلاثون عام مع نساء أخريات وهن يطرحن تعديل قانون الحضانة والذي يتضمن مواد أخرى في سوريا .أخيراً بعد هذا العمر وبمساعدة جمعية المبادرة الاجتماعية المشهرة حديثاً في سوريا قمنا بجمع عريضة موقعة من (15)ألف توقيع للمطالبة بتعديل قانون الحضانة وتم رفعها إلى مجلس الشعب .
ما كانت النتيجة!!؟؟
فقط تم رفع سن حضانة الطفل والطفلة دون تعديل المادة المتعلقة بمسكن الحاضنة والمواد الأخرى
وهذه النتائج لم تحبطنا بل عدنا من جديد للعمل أكثر .
إن العمل المدني يتطلب صبراً وعملا ً وقد تكون النتائج وهي على الأغلب ليست على مستوى العمل والمطلب .
أما بالنسبة لوضع توصية صريحة عن تعديل قانون الأحوال الشخصية بما يتناسب مع المواثيق الدولية وحقوق الإنسان كما قالت عنه الزميلة. والذي يتفق الجميع على أن أكثر مواده تميز المرأة.
لم يتم وضع توصية صريحة لأنها تختلف من بلد لآخر .وكما نعلم في البحرين مثلاً تتطلب بعض الجمعيات النسائية بتدوين القانون بالاعتماد على البرلمان وهذا يتصادم مع جمعيات أخرى نسائية إسلامية تعمل بموجب التشريع الإسلامي , إن هذا الحراك والاختلاف جيد لأن الديمقراطية لا تأتي عنوة ولا بالقوة بل بالممارسة والحراك الشعبي والمجتمعي من خلال الجمعيات والمنظمات المدنية التي تعمل على توعية ورفع مستوى الناس وخاصة المرأة للمطالبة بحقوقها الإنسانية .
القسم الثاني من محور المرأة هو التمكين السياسي للمرأة قالت الكاتبة "كانت المطالبة الوحيدة شبه الجديدة هي ما يتعلق بنظام الكوتا..." .
هذا المطلب ليس شبه جديد لأنه طُرح كتوصية في الرباط السنة الفائتة, طبعاً هذا يدل أن الكاتبة ليس جل اهتمامها العمل في قضايا المرأة, فنظام الكوتا بدأ يتنمى في أكثر الدول العربية وتزداد النسبة في التمثيل منذ عام 1995 لكنها ليست هي النسبة المطلوبة لذا يُعد إدراجه كتوصية .
إن مهمة الجمعيات والمنظمات الأهلية والمدنية بناء ثقافات جديدة ومفاهيم إنسانية لا تضطهد أي جنس وخاصة المرأة لأنها تعرضت للظلم ومازالت على مدى قرون, وهذا يختلف عن رسم لوحة اوكتبت قصة, رغم تقاطع الفنون بكل أنواعها مع هذه الجمعيات بنشر الحضارة والفكر إذا كان الفنان يحمل هذا الهم والمشروع.
أخيراً لا يهم إن ضحكت حكوماتنا أم بكيت علينا, كما تقول الكاتبة فالصراع مازال طويلاً ليس فقط مع الحكومات بل مع كل أشكال الاستبداد السلطوي أو الديني .لذا أقول كلمة أخيرة للكاتبة :طالما كانت تعلم بكل التفاصيل مسبقاً !!لماذا ضيعت وقتها الثمين وأتت مع هذه الجمعيات والمنظمات والهيئات المستقلة وغير الحكومية ؟
أم أنها لا تريد أن تحرج الصديق العزيز عبد النبي العكري.


*باحثة في قضايا المرأة وعضوة في جمعية المبادرة الاجتماعية –دمشق



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة