التحرر من ماذا ؟ ولماذا؟

محسين الشهباني
mahoumiya@gmail.com

2016 / 7 / 27

التحرّر هو نوع من الانسلاخ وفك القيد طلبا للحرية يبدا في اول الوهلة التحرر من الافكار المسبقة الموروثة من الاسرة والمجتمع والمتعلقة بمجموعة من القوانين المجتمعية الموروثة شفويا تعتبر اعرافا وتقاليد (الضمير الجمعي ) تتضمن علاقة الفرد بالميتافيزيقا ماوراء الطبيعة من فكر مثالي ,عقائدي ,عشائري تحدد علاقته بالسلطة وبمكونات المجتمع وتحدد زوايا النظر الى مجموعة من القضايا من منطلقات محددة مسبقا .
وعندما يتبلور الوعي ايجابيا ينتقل الى التحرر من الجنس الذي ننتمي إليه ذلك الانتماء البيولوجي وهذا لا يعني أن تصبح الأنثى ذكرا (تسترجل)وتستغني عن انوثتها او ينسلخ الرجل عن رجولته وفحولته ويصبح انثى في جسد رجل .
التحرّر هو تبني مواقف المرأة وقضاياها باعتبار قضية المراة قضية طبقية وفي المقابل تدافع المرأة عن موقف الرجل وقضيته وكل قضايا التحرر من الاستبداد والظلم ، وكأنهما كيان واحد وذاتا واحدة تنتفي الغرائز والرغبات التي تعتبر من رواسب المجتمع والقبيلة ذات المفهوم الرجعي الذي يشكل فيه الجسد محور الاهتمام بين الرجل والمراة ، عندما يوجد المشترك بينهما يصبح العقل اول نافذة لفهم الطرف الاخر ساعتها يصبح الحق الطبيعي مجرد مكمل للعلاقة وليس هو صلب العلاقة فهو نتيجة لها وليس هدفا واغلب العلاقات الانسانية بين الرجل والمراة بغض النظر عن الاطار الذي يجمعهما ان كانت منطلقاتهما تعتمد على الجسد والغريزة يكون مالها الفشل بعد انتفاء الشروط التي جمعتهما وينخرط كل واحد فيهما في دوامة فارغة للبحث عن التعويض ان لم نقل اتخاد موقف سلبي من الاخر ومن افكاره وحمولته الاديوليوجية او يتم تمييع وتسطيح مفهوم العلاقة ويصبح الجسد والفكر سيان لا توجد ضوابط لهما يعيش الفرد نوعا من التيه .وفي هذه المرحلة تفقد العلاقة كل مكوناتها وتندحر الى المجهول وتصبح مراكمة الخيبات والازمات النفسية عنوانا بارزا يعتمد على التغني بالخيانة والازمة واعادة انتاجها من جديد في صور جديدة تكرر نفسها في المضمون ومتغيرة في الشكل ويصبح جلد الذات (المازوشية) وتبدا الاسقاطات تساهم بالارتماء في الرجعة والارتداد الى المجتمع وقوانينه او الغلو في الحرية الزائدة الى درجة الخبل والمجون نتيجة التناقض بين العواطف والفكر يقع خللا يمكن ان يؤثر على جل القرارات اللاحقة
ومن تم وجب التصالح مع الذات والانسجام معها وتجسيد القناعات والتصالح مع الجسد في اخر المطاف هو تصالح مع الذات والفكر
بقلم محسين الشهباني



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة