هل المرأة ناكرةٌ للجميل ؟

يوسف حمك
xalid@mail.net.sa

2017 / 5 / 7

هل المرأة ناكرةٌ للجميل ؟ .

لست من الناقمين على المرأة ، كما لست من الذين يعتبرونها لقمةً سائغةً ، أو ممن يهضمون حقوقها .
تطرقت إلى هذا الموضوع ( نكران المرأة للجميل ) الذي ربما فيه غبنٌ لها ، أو لعله يحتوي في طياته نصف الحقيقة .

يعرف القاصي و الداني أن الاستغناء عن مساعدة الآخرين – في الصغر و الكبر على السواء – محالٌ ، و الاعتماد على الذات في صغائر الأمور و كبائرها ليست من صفات العباد .
فكلنا – ذكراً أو أنثى – نمد يد المساندة لغيرنا ، و الرشد لضالتنا ، لاستحالة استمرارية الحياة بالاقتصار على الذات .
و لا يخفى عليكم أن النفوس الكريمة لذوي الفضل عليها وفيةٌ ، و لإسداء الأفعال الحميدة إليها نبيلةٌ ، و لصنائع المعروف لها شكورةٌ ودودةٌ .
كما أن هذه النفوس بسخائها تكسب النفوس ، و على القلوب تهيمن بلطفٍ و وداعةٍ .

أما أن تتلقى نفعاً من غيرك و تنكره فذلك لؤمٌ ، و من يهبك نعمةً تجحدها فذلك لفضله نكرانٌ ، و لمعروفه تضييعٌ ، و لحقه تقصيرٌ .
و الأشد سوءاً و فجوراً أن تسند معروفه إلى غيره ، ففي هذا انسلاخٌ تامٌ من القيم النبيلة ، و اقتلاعٌ كاملٌ لجذور الإنسانية .

إلا أن الرسول قد حصر هذا النكران في دهاليز ذات المرأة ، و بفارقٍ كبيرٍ على الرجل .
فلم يكتفي بذلك ، بل عاقبها بأن جعلها حطباً تلتهمه نيران الجحيم ، و للهيبها وقوداً .....
فقد ورد في الصحيحين ( مسلم و البخاري) عن ابن عباس : عن الرسول قال : (( إني رأيت الجنة ، فتناولت عنقوداً لو أصبته لأكلتم منه ، ما بقيت الدنيا ، و رأيت النار فلم أر منظراً كاليوم قط أفظع ، و رأيت أكثر أهلها النساء . قالوا : بم يا رسول الله ؟ قال: بكفرهن . قيل : يكفرن الله ؟ قال : يكفرن العشير ، و يكفرن الإحسان . و لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئاً قالت : ما رأيت منك خيراً قط .))

و ها هو المعتمد بن عباد يساند النبي من خلال تجربته الزوجية .
فقد قيل : إن اعتماد الرميكية – زوجة ابن عباد – أعجبت يوماً بفلاحات يمشين في الطين ، و ينشدن بنشاطٍ و فرحٍ و حيويةٍ . فاشتهت المشي في الطين ، حيث أمر زوجها المعتمد أن يصنع لها طيناً من الطيب و المسك و الكافور و ماء الورد ، و وضعت على هيئة عجينٍ ، حتى بدى كالطين ساحة القصر ، فخاضته مع جواريها .
و حدث أن غاضبها زوجها المعتمد ذات يومٍ ، فأقسمت أنها لم تر منه خيراً قط . فقال لها : ( و لا يوم الطين . ) .
و جرى هذا القول مثلاً للمرأة التي تنكر فضل زوجها عليها ، و تجحد الإحسان .

أنأى بنفسي عن شن هجومٍ على المرأة ، أو أن أشارك في خوض معارك حامية الوطيس عليها ، فربما استخلاص تجربةٍ شخصيةٍ و تعميمها على كافة النساء غبنٌ لهن و مغالطةٌ ، أو فيها الكثير من الصواب .



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة