لا مستقبل لنا..! أطفالنا في خطر..!

زوزان خلف
zozan.amkh3@gmail.com

2017 / 8 / 18

أنقذوا أطفالنا فمستقبلنا في خطر..! أنقذوا أطفالنا فأمتنا ستصاب بأطفالها في مقتل .! أطفالنا اليوم يذبحون أمام أعيننا وقد صُمّت أذاننا عنهم فلا أحد يسمع سوى الصوت السادح للرصاص والقذائف والقنابل والمدافع، ولا أحد يعلم أن سلاح تدمير الطفولة في أي مجتمع هو السلاح الأكثر فتكأ والأكثر خطراً من أي سلاح آخر مهما بلغ مدى تطوره ومهما بلغ قوة تدميره ..
أنقذوا أطفالنا يا حماة روجآفا - غرب كردستان - ..! أنقذوا أطفالنا من التعليم العبثي والمعلمين الفارغين والمناهج الخلبية، أنقذوا أطفالنا من براثين أصحاب الأعمال الذين استغلوا فقر وجهل الأهل ومآسيهم فقاموا بتشغيل أبنائهم في أعمال منهكة تجهد أجسامهم الصغيرة والضعيفة بحجة مساعدتهم وتقديم الفتات لهم لسد رمق جوعهم .! أنقذوا أطفالنا من فقدان الرعاية الصحية وسوء التغذية والأمراض السارية.! أنقذوا أطفالنا من جشع المتنفذين الذين يستخدمون الأطفال كدروع بشرية لتحقيق مصالحهم.! أنقذوا أطفالنا من الحرب من الإرهاب من التجنيد الإجباري ومن الهجرة القسرية .! أنقذوا أطفالنا من الجريمة والاستغلال الجنسي والاغتصاب وغسل الدماغ .! أنقذوهم وأرجوكم لا تحاربونا بأطفالنا لتدمير كل ما تبقى من أمل في العيش و البقاء. فقد تدنست براءة الأطفال في روجآفا، وطرق الفقر والتشرد أبوابهم وأصبحوا مشرّدين تائهين جائعين عاجزين عن اللعب والمرح تأكلهم همومهم الكبيرة في ظل حياة تلوح لهم بمستقبل أسود، نعم قَتلت براءة الأطفال وقتل معها كل المعاني الشيقة والسعيدة، فالطفولة هو عالم الحياة بحد ذاته تزيّنها وتزخرفها أجمل ألوان الحياة التي تبعث على الفرح والراحة والطمأنينة في كل قلب ..
قد نتساءل الطفولة في روجآفا إلى أين ؟؟ فتكون الإجابة مبهمة أمام تساؤلات أخرى تبحث عن إجابات ضائعة .. فما هو مصير الطفولة في ظل حالة الفوضى والتشتت والضياع وغياب القوانين الحامية والراعية للطفولة في روجآفا؟ ما مصير الطفولة في ظل غياب منظمات المجتمع المدني الحقيقية التي تهدف لتأمين متطلبات الطفولة من رعاية صحية ونفسية و تعليمية وترفيهية؟ ما مصير الطفولة في ظل سيطرة فئة من المستفيدين والمتسلقين على المنظمات الأممية مثل منظمة اليونيسيف UNICEF و منظمة إنقاذ الطفولة Save The Children في روجآفا وتمنعها من تقديم الدعم المناسب وكل همها الاستفادة من المعونات والمساعدات والأموال القادمة من تلك المنظمات .؟ ما مصير الطفولة في ظل وضع العراقيل أمام كل من يريد تقديم الرعاية والدعم والمساعدة لتجاوز هذه المرحلة الحرجة من تاريخ المنطقة والحد من معاناة وآلام ومآساة الشعب.؟ ما هو مصير الطفولة في ظل تغييب المختصين والخبرات العليمة والتربوية والطبية والحد من إشراكهم في وضع استراتيجيات وخطط وبرامج جادة تسعى لإنقاذ ما تبقى من الأطفال في روجآفا، ولا يخفى على أحد أن الاهتمام بمرحلة الطفولة يعد من أهم المعايير التي تقاس بها تقدم المجتمعات وتطورها، ومن حيث إن الأطفال مصدر الثروة الحقيقية لكل دولة لذلك لابد من رعايتهم وتوفير فرص النماء العالية لهم من خلال دعم مؤسسات رعاية الطفولة بكل الفرص والإمكانات اللازمة التي تجعلها قادرة على تنمية قدرات واحتياجات ومتطلبات وتفكير الطفل من خلال توفير بيئة تعليم وتعلم مساعدة ومعلمين ومرشدين نفسيين وموجهين تربويين قادرين على مواجهة كل متطلبات الطفولة، وتوفير بيئة صحية خالية من الأمراض وسوء التغذية، فأين هم الأطفال في روجآفا من كل هذا وما هو مستقبل أولئك الأطفال المتسربين من المدارس و الملتحقين بأعمال لا إنسانية ولا أخلاقية في ظل غياب الرقابة والدولة والقانون الجامع المانع لكل ما يصيب الطفولة في مقتل؟
ماذا يمكننا أن ننتظر من أطفال سُلبت طفولتهم منهم في ظلّ حرب سوداء أبكت آلاف الأطفال على أمّهاتهم وآبائهم وأفقدتهم أشقائهم وشقيقاتهم وأصدقائهم.؟..أما إذا كنا نعول على أطفالنا في الخارج هنا ستكون الصدمة الكبرى، فكيف سيكون مستقبل الأطفال النازحين والمشردين في مخيمات اللجوء في دول الجوار تلك المخيمات التي تفتقد لكل ما يدعو للتفاؤل بمستقبل واضح لأطفالها ولا يلوح في أفقها سوى الضياع ووقوع أولئك الأطفال في مستنقع الجريمة.؟ لقد أصبح أطفالنا هم الضحايا الأكبر لهذه الحرب ولعبة بيد التحالفات الأممية والتي تهدف إلى السيطرة على الدول بحجة القضاء على الإرهاب الذي زرع بأيديهم، حتى أنهم أنسوا الأطفال البسمة والفرح.! لا بل أنستهم معنى الحياة بدل من أن توفر لهم كل أساليب الأمان والاستقرار والطمأنينة من أجل تحقيق نمو طبيعي وتفكير سليم.
هل لكم أن تتخيلوا معي غداً ماذا سيكون ردنا على هؤلاء الأطفال الذين نراهم اليوم كيف حُرموا من حقوقهم إذا ما سألونا كيف سُلبت منا حقوقنا وأنتم صامتون.؟ كيف كان يحتفل أطفال العالم بحقوق الطفل ويلقون الدعم والرعاية المناسبة والكفيلة بتحقيق مستقبل باهر لهم وأنتم صامتون.؟ أطفالنا يبكون دماً ويسألون أين نحن من أطفال العالم.؟ وما الذنب الذي ارتكبناه حتى نحرم من الحياة.؟ ما معنى يوم الطفل في وقتنا الحالي وأطفالنا لم يذوقوا طعم الطفولة.؟ أصبح جدير من هذه الأمم البحث عن أولوية إعطاء أطفالنا الأمان، وأن تعيد لهم الابتسامة وبراءة الطفولة وأن تفكر بجدية وإنسانية لإعادة تأهيل الطفولة في جوّ يسوده الطمأنينة والسكون في بلد خالٍ من الحرب والإرهاب والجريمة والاستغلال.



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة