اصمات نهيق الحمار

منى المري هوبكنز
muna.almerri@gmail.com

2018 / 10 / 16

اصمات نهيق الحمار
ومازالت تعاني، فلا دين ولا قانون يسندها. مهما كانت حدة جهادها في سبيل حريتها وحقوقها، الزمن لا يرحمها. فهو ينظر اليها ككائن ضعيف، لا يستطيع العيش بدونه. فيأتي من يستولي على منطقها فيضع الشمس في يمينها والقمر في شمالها. يتشدق بأنه معها في كفاحها، فلا فرق بينه وبينها، والمساواة تم تعميمها، فلا يوجد من يستطيع استغلالها او اخذ حقها. لا داعي للكفاح، فالحق محفوظ. انت قوية شجاعة، ناجحة في حياتك.

لكن هيهات ان يكون هذا صحيح، فهو رجل، من جنس حقير، من مهاراته الخداع ومن قدراته التحطيم. فيقوم بمعاملتها كجزء لا يتجزء من حياته، وانها كل ما يملك، فتارة يرفعها وتارة يمسح بها الارض. كل هذا يعتمد على مزاجه المتقلب. فإن كان راضيا قام برمي الزهور والورود امامها، وان كان ساخطا، طعنها بسكاكينه الجارحة لكيانها.

تستطعين ان تفعلي المستحيل، فلا تقلقي ولا تحزني! انت امرأة،هذا واجبكِ، انتِ امرأه تحكمكِ مشاعرك. اين المساواة؟ عليها ان تعمل لتثبت نفسها، وبعد عناء يوما طويل منهك، تعود لصدمة واقعها مِن مَن توجها وخدعها. برغم من كلامه المعقول، نعم هنالك مساواة، ولكن من قسّم الواجبات والمهام الحياتية بينه وبينها؟ من قال بأن الاعمال المنزلية من مهامها، رعاية الابناء من واجبها، السمع والطاعة فرض عليها؟

لا استطيع لوم الدين أو العربي المتسلط المتعصب. فكثير منهم هاجروا لبلاد الغرب، تعلموا ورأوا. هل حقا بلاد الغرب تعطي المرأة حقها؟ فتلجأ العربية للزواج من اجنبي الذي كان يعبر بدهشتة من طريقة معاملة الرجل للمرأة لها في مجتمعها، لكن لم يخبرها بأنه هو واحد منهم. فترمي الغبية نفسها بين ذراعه، ذارفة دموعها، هامسه في نفسها، واخيرا من سيفهمني، اخيرا من يحترمني وينظر الي كبشر مثله، لا فرق بيننا بسبب الجنس. ولكن ما خفي اعظم!

والاخرى، التي تعتقد بأن المهاجر قد تغير، فأصبح متفهم، زال الضلال من امامه، فلا ينظر الى الناس ويقسمهم رجال ام نساء، بس اصبح يرى بأن الكل سواسية. كفاحهم واحد وهو الجهد والنجاح في الحياة.
تعتقد المرأة في زمننا هذا بأن المستحيل تحقق، ولكن ابسط حقوقها ما زالت تحت رحمة الرجال. ابسطها الزواج، من اعطى الرجل الحق ان يختار شريكة حياته وان يتقدم بطلب الزواج؟ لماذ يصعب على المرأة ان تتقدم بطلب الزواج؟ هل هو خوفها من نظرة الرجل لها، ام من حولها او من مجتمعها؟ ما يعيب ذلك يا ترى؟

لماذا على الرجل اعالة العائلة؟ لماذا لا يكون هذا من مهام المرأه والرجل اما أن يختار العمل ام الجلوس في البيت للقيام بواجباته المنزلية. ها أنا اسمع نهيقهم، ياليتني اجلس بالبيت وزوجتي تعمل، ولكن ما ان يتحقق هذا، تضاعف عدد مهامها، فيصبح عليها العمل للاعالة وادارة المنزل. فإن استطاعت المرأة بالقيام بكافة الواجبات، اذا ما حاجتها له؟

فهي لا تحتاج لأن تكون في علاقة مع رجل حتى تنجب؟ فلقد تطور الزمن، فيوجد التخصيب الصناعي، اما من ناحية المودة والعاطفة، فلم لا تلجأ لامرأة مثلها، تعرف معاناتها، تشاركها نضالها ومتمكنة من فهم مشاعرها؟
أنستي، سيدتي، يا أم فلان، ويا اخت فلان، افيقي من نومك الذي طال أمده، انت لست بحاجة له، بل هو في حاجة لك، لا تتعبي نفسك في محاولة ارضائه، بل هو من عليه ان يكسب رضاك، انت تستطيعين العيش بدونه، لكن هو لا يستطيع العيش بدونك. اعلمي ان اغلب معاناتك هو سببها، ابحثي في التاريخ، انظري للدين، حتى الاله اختاروه من جنسهم. حي على الاستيقاظ فقد حانت الساعة.

ارميه خارج المنزل، دعيه يبحث عن اخرى لترميه هي الاخرى، فيلجأ لغيرها وغيرها، فليحاول ايجاد المستضعفة المغلوب على امرها ليجد بأنهن تغيرن، فالمستضعفة استمدت القوة، والمغلوب على امرها، اصبحت الغالبة، فمِن بغل يرفس وينهق، الى كلب ولي يعوي طالبا الرحمة والمحبة.



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة