الحكاية السرية لبناية مريم2

مارينا سوريال
marinaisme25@gmail.com

2018 / 11 / 24

تستيقظ من جديد تسمع صياح عم حمزة باسمها يناديها يا ست كانت بالامس طفلة تركض خلف العابها متى اصبحت سيدته ؟متى اصبحت السيدة واين من هى سيدتهم لا احد يقطن تلك البناية العتيقة الكل ينتظرها ان تميل تتشقق تظهر الفتحات بين جدرانها العتيقة ليعلنوا ميتة لابد ان تسقط تسقط لتصعد مكانها اخرى تدعى برجا شاهقا من تسعة عشر طابقا ..اناس جدد اموال جديدة لاتشبه تلك العتيقة اخرى تذوب سريعا بين الايدى لايقف امامها سوى مريم العجوز ،صيحاته تتردد بعد قبل ان تسمع صوته يحدثهم من جديد انها لن تجيب احد سبق ان طردت السابقين ..تسمع ثرثرتهم معه عنها لكنه لايجيب ابدا بل يراوغ تردد فى سرها مسكين لم يحصد اى من ابناءه اخلاصه ..اخبرها منذ ثلاث ليالى ان ابنه الاكبر سياتى لرؤيته قريبا ..سقط قلبها يظل يرددها انه لن يترك البناية التى ولد فيها لايعرف له مكان اخرى سوى تلك البناية والبحرلايصدق ان اى من ابناءه يريده ..الكل يمضى ينسى وجوده مع مرور الوقت الغضب يملا كل شىء ..لايزال الشجار مع الابن القادم امام عينيه لاتزال الكلمات الجارحة التى تفوه بها الابن عالقة فى نفسه لسنوات يحاول ان يسامح ومع الوقت والشرور من يسامح من ؟كانت تلك المره الاولى التى يخطر له هذا الخاطر وهو يهرب من وجه النوه الكبرى تحت البطانية الثقيلة وكوب الينسون الدافىء الفقير يولد على تلك الحالة ويموت بها لما كان عليه ان ينجبهم لما انجب اربعة ابناء وثلاث فتيات ما فائدة كل هذا العدد؟ليصبحوا خدما لسادة البناية جيل بعد جيل؟..رفع يده ليصفعه لكن لم يصفع عينيه القوية الغاضبة التى زادتها الصفعه حقدا..كان عليه ترك البناية الملعونة البدء فى مكان اخر لاجد لااب ولا نسب يذكره ان عليه الطاعة لاحد ..فى البعيد احاك قصة عنه عن اصله احاط نفسه باناس جدد لديهم قصة مشابهة عن انفسهم اصبح لديه منزل واولاد ليس عليهم معرفة ذلك الاب انهم يعرفون عن ابا اخر اخبرهم عنه باعتزاز مات لانه قال لا كان يغذيهم بقول لا رغم انه انصاع ووافق من اجل الحصول على هامش ربحى ضخم على قول نعم..ينتظر قدومه يؤخره المطر لم يكن المطر سببا لتاخير احدهم فى تلك المدينة ولكن فى زمنا اخر الان الكل يخاف المطر ويهرب من وجه ..لم يعد خيرا بل صار زائر سىء للبيوت القديمة المصاحبة للارض بلا ارتفاع..يسمع صوت هبوطها على السلم دقات قدمها على السلم ..ردفها التى لم تعد تحتملها من الثقل ..وكانها تعاندها فى السابق كانت خفيفة تطير تحاول لجم ساقاها حتى لاتركض عنها بعيدا كانت تخاف الاتتحكم فيها جيدا الان اللعينة فعلتها ولكن بطريقتها لقد اخذت فى الامتلاء حتى لم تعد مريم تقوى على حملهما معا ..يكفيها الثقل الذى يخرج مع الهواء ..الهواء الذى يجبرها على الخروج من فتحات انفها ..يجلس من بعيد حمزة انه لايستدير اليها لاينهض هاما بمساعدتها ذلك العجوز الخبيث عظامه لم تعد تحتمل مساعدة احد يدعى عدم الانصات يراقب القادم البعيد ..تريد الرحيل قبل زيارته لايجب عليه ان يراها ..لقد تخطى الاربعين لكن الشيب وبدايات الوهن لم تصب اوصاله بعد تكبره مريم بخمس سنوات فقط لكنها تبدو كامراه سبعينة تختار اللون الاسود تشعر انه يخفى كل ما لاتحبه ويخرج من بطنها ذراعيها صدرها..فى ذلك اليوم من كل شهر تذهب الى حيث الراقدين تجالسهم لفترات النهار ولا تعود قبل الليل لتبدا رحلت صعود السلم المزعجة من جديد..منذ سنوات طويلة توقفت عن ركوب المصاعد ..لهثت عندما عاودتها تلك الاصوات القادمة من الطابق االثانى سمعت ضحكاتها ..همسات الصغيرة وهى تختبىء رأت نفسها تركض ايضا محاولة الاختباء منها تراها فى العاشرة والاخرى فى الثامنة كلتهما متلاحقتين فى كل شىء احبا الطعام ذاته الملابس طعم الليمون البارد المثلجات فى الشتاء ملمس الدفء الركض على الرمال حتى الرجل ذاته حينها انقسمتا الى اثنتين اصبحت واحدة اطول من الاخرى بوصتين واكثر منها امتلاء حول الردفين بينما امتد الاسمرار بالاخرى وازدات رشاقة صار جسدها الفتى محط النظرات العابرة ..رأت عيناها وهى ترحل لهثت حاولت الامساك بالمصعد الذى هجرت ادارت زره اضاء ضغطت على الطابق الاخير لاتدرى كيف تحملها او احتواها !!لكنه اوصلها ووجدت نفسها من جديد داخل جدرانها التى شكلتها كما تريد هى من جديد..



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة