رمال التيه5

مارينا سوريال
marinaisme25@gmail.com

2019 / 3 / 9

لاتعرف لما شعرت بالخوف تلك الليلة ولم تستطع النوم فى الصباح الباكر قررت ان تمر عىل طريق الضريح قبل ان تملىء جرتها من الينبوع ..ذلك المكان المهجور حيث كان يصطحبها ابيها فيما مضى ..هنا حيث يرقد اجدادها هكذا اخبرها ..لم تعرفهم لكنه اخبرها بانهم يعرفونها جيداوينظرون اليها من مكانا ما ..ويساعدونها حين تحتاج..لاتدرى مالذى احتاجته فى تلك اللحظة ولكنها شعرت بالخوف..اخافت على ذلك المجهول ..ام على نفسها عندما يرحل لن يكون لها صديق..كانت تعبث بالرمال من حولها وهى جالسة جوار الضريح تحدث من بداخله ولا تعرفه حينما اقتربت منها الذئبة ولاحت لها اسنانها من بعيد شعرت رزقة بالخوف لكنها تذكرت ليس عليها الركض فكرت انه لن يهتم احدا ...ولكن الذئبة اقتربت واستكانت بجوارها وهى تتطلع الى الضريح مثلها ربما كان لها اجداد اهنا ايضا تاتى مثلها لتراهم ...لو كانت الذئبة تجيب لاخبرتها من كان هنا من قبل ...ولكنها لم تفعل ابدا.
اكمل الفتى طريقه غير مبالى بالضحكات كان يعلم ان عليه عبور الجبل اولا قبل ان يذهب اليهم هناك فى الساحة الكبيرة ويواجه ذلك الزينون ..صعد حتى قمته وقف كانت البيوت من بعيد تلوح امامه وطرقاتها المتعرجة وكانها تراقبه فى تلك الساحة التى سيقف فيها ويواجه ذلك العبد ..عبد التل الغربى نظر للبيوت وتخيلها تخرج من خلفه وتعبر الجسر وتاتى لتشاهده وهى تصفق لمن يغلب لاجل الوادى الفقير لكنه تاسف فهو بمفرده ولكن بحق من صعد لاجله ذلك الجبل الذى حمى الوادى مرات عده سوف يعود وسيحمل معه التل الغربى ويجثو من امامه الوادى باسره ...كان صوت رؤيا احشويرش لاتزال تردد على الالسنه عن ذلك الذى سياتى من تلك الارض ..لم يستطع الرجل الثالث ان يجعلهم يصمتون او ان ينسوا انه غريب ...غضب كان عليهم ان يتذكروا انه منهم من نفس الارض التى حملتهم وعاشوا فيها فيما سبق ..كان على ذلك الدم ان يسقط فسقط ..مرره على البيوت والاذقة والسوق وصرخ باسمه احدا الحرس..ذلك الحارس احشويرش فيما سبق ..حمل الملابس المهترئة التى تلطخت بدماء احشويرش صاحب الاحلام وطاف بها الوادى حتى يسمع بها الكل..لم يعدمسوح بذكر هذا الاسم منذ شهر راس العام القادم سيكون هناك اسماء جديدة للمواليد بأمر الرجل الثالث بذاته ومن يخالف سيواجه عقاب هذا الحالم ..فى تلك الارض لن نريد مزيدا من الاحلام ..فى تلك المره وجم الناس وصمتوا ولكن من خلف الحارس ظهرت الغانية التى تعبق رائحتها قصور التل ومن خلفها الفتيات ورقصن عادت سالومى همست النسوة فى تعجب ..ألم تكن تلك التى صعدت معه من قبل؟!..
شاهد تلك الستارة المرتفعة من بعيد والهواء يلقى بها من كل جانب ..كان السوق الكبير مترامى الاطراف ممن امامه..اقترب من احد الصهاريج وشرب من ماءه ..لم يعرف انه عطش قبل ان يرتوى من تلك المياه ..شرب اكثر ولم يبالى بالنظرات المستهجنة التى مرت الى جواره والاخرى التى تراقبه من بعيد..رفع راسه فشاهد منهم من يحمل الثور على كتفيه ويتجه به لمكانه المعد لتقديمه ..بينما حمل واحدا منهم اخر وتوقف به وقذفه الى الاعلى بعيدا ..ردد تالف وهو يلقى به...راقبه المجهول ترى هل سيلقبه احدا هنا باللقيط او ابن الذئبة ..
خرج الرجل الثالث متباهيا وسط حرسه يتقدم المعبر من قصره حتى المعبد كان اليوم يوم عيد ..لم يخرج الرجل الثالث من قبل للتقديم بل كان الاول ..الاول الذى اختفى داخل جنبات قصره والثانى الذى رحل بلا عودة ولم يتبقى سوى الثالث ..فى البهو الكبير وقف ومن خلفه اهل التل كانوا يرددون انشودتهم التى لا يعرفها بينما هو يتبع الخطوات التى قيلت له لينفذها بحسب الترتيب المعمول به ..كانوا الجميع فى لحظات الصمت يراقبونه بحذر بينما يقوم بقطع الاضحيات مثلما يجب بخفه وبحد سيفه ويضعها حيث موضعها ..لا يعلم احدا من اخرج اول صرخة ولكن وابل الضربات المتلاحقة خرج عليهم لم يرى احدامن المتجمهرين من بعيد ويلقى بحبات البرتقال التى ضربت رأس غلمانه وحراسه قبل ان تصل الى راسه ..وقف اللقيط من بعيد وخرجت منه ضحكة اجتهد ان يخفيها ...ولكن الضربات تلاحقت وفر من فعلها وسط الرجال!..



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة