مغامرات الصعلوكى16

مارينا سوريال
marinaisme25@gmail.com

2019 / 3 / 20

كانت الطقوس هناك فى ساحة المجمع جاهزة لاستقبال عرس النبيل ،وقفت اعين الاهالى تراقب من فتحات البوابات التى احاطت بسور الساحة ،سرت الهمهمات عندما تاخر الشمالى عن الظهور ،كان هناك خلف الغرفة المخصصة هناك وقف الشمالى امام كرسى النبيل ،قطب النبيل جبينه وهو يستمع لنبؤه تلاها الشمالى من امام كان عليه الخيار اما ان يتراجع بامر صاحب المجمع الذى وضعه ونصبه على كرسيه الاكبر وسط ارض الحصون وهو من الغرباء فاعطاه الارض واهلها وخيرها من بين يديه ،ولكن العهد يظل لابن تلك الارض من الحصون ،كانت السمراء من دم الغرباء ..امها ليست حصنية خالصة وهكذا انذر صاحب المجمع ..لكن السمراء سلبت النبيل لبه،كيف يمكن ان يضيع المجمع والارض والناس ..لا حتى البشير له الكرسى فقط أليس هومن الحصون ..ولكن الرد جاء اليه بانه كان منذور ..منذور منذ ان اتى ابويه مع الغرباء وتلطخا امام الزهرة وعاهداها..والان يخالف العهد الذى قطع ويريد العوده الى عرقه القديم ..لكن النبيل خرج ..خرج الى الغرفة المخصصة فى الساحة واستقبل الفتيان من المجمع وخرجت من يمينه..لم يخالف... الشمالى وقف فى موضعه،استقبل السمراء ..وقفت فى مكانها جوار النبيل وتمت المراسم .وقف فتيان الشمالى من خلفه ..سمع همساتهم الضجره .كانت السمراء ترتجف ..تتقدم من الغرفة المقدسة المعده لها والنبيل .كان النبيل ابن صاحب المجمع وصارت هى زوجتة وابنة لصاحب المجمع الذى يخشى منه الاهالى ..شعرت بالذنب تذكرت اختها ..لكنها عادت ونسيتها بعض بضع دقائق .فى اليوم التالى استيقظت على صوت الشمالى كان صوته الجهورى الذى عرفته لاول مرة فى اليوم الاول التى سمح لها فيه الدخول الى المجمع كان عليها ان تبقى بداخله فى البيت المخصص للتعليم لكن اختها الصغرى منعتها كانت امهما ضعيفة ولابد من ان يجمع المحصول لتحصل على الطعام اجرتهم واختها لاتزال صغيرة ..اختبئت من اعين فتيان المجمع حتى لا يكتشفون امرها .كانت القوانين ولا يمكن مخالفتها ..تلك القوانين التى وضعها صاحب المجمع بذاته وتولى الشمالى تنفيذها وسط الاهالى .فرض على فتيان الشمالى الطاعة وعدم الخروج من باب المجمع الا لاجل امر يخص صاحب المجمع فقط ولم يسمح لهم برؤية من لهم من اهالى الحصون فكيف يسمح الان للنبيل بتلك السمراء التى لم يتعدى وجودها من قبل الا منذورة لولد سوف يصبح حصنيا خالص يخرج الحصون من كبوتها ويعيدها لمجد المرزوق القديم من بعد ان خلط دمائها مع اصل بشيرا مجهول الام بلا هوية .
كان ملثم جالسا خلف احدى الشجيرات التى وضعت من حول سور المجمع وبواباتة الحصينة ،انتظر حتى اسدل النهار ،كان يعلم بخط سيره ،بجانب احدى البوابات الصغرى اعطى اشارته من فتحتها ..فتح له ببطء ..كان يعلم الطريق الذى سيسلكه بالداخل من دون دليل ..فى ذلك الممر الطويل الذى ينتهى باضاءته الخافته كانت الغرفة المخصصة من دون حراسها المعتادين انصرفوا تلك الليلة ،كانت معده للولوج ،لم يسمع من بداخلها صوت خافته تتقدم نحو فراشه الذى شغل بالسمراء ونبيلها ،لكن صرختها نبهته فى لحظة كان يقف وفى يده سيفه ،كان صوت السيوف يتلاحم والسمراء تنادى على الحراس لكن ابى الجميع ان يسمع صوت القتال فى تلك الليلة ،حتى خمد.اخذ الملثم روحيهما ورحل من نفس الطريق الذى سلكه.اخفى اهالى الحصون فرحهم بمقتل النبيل.وبعضهن بكت السمراء ..لم يسمح باقامة طقوس ليلة موتهما ..قال الشمالى على لسان فتيانه من خالف صاحب المجمع رحل ورحلت معه مرسله صاحب الحجاره اللعين لتمزق بيته ..امتلئت الاطراف الاربع ببقاية السمراء مثل مانادى الفتيان كان عليها ان تطوف لتطهر ..وكان من عليه ان يتطهر القدوم للمجمع ويد الشمالى ممدوده فقد سمح لهم ولكن فقط لمن يريد حقا ..فصاحب المجمع لن يقبل من يعطى نصف قلبه بل كله كاملا والا سيحرق بالنار امام الجميع ..سيحرق لياخذ عقابه حتى لو كان البشير نفسه اخبروه ان الشمالى يقول له اذا لم يعد الى بيت صاحب المجمع فعليه ان يستعد للرحيل تلك الارض وهبت لاصحاب المجمع اما الحجاره فليست منه ولا منها وعليه الخروج بالمطرود ..اخبروه انه مطرود لانه مع صاحب الحجاره نسى عهده واصله وتبرىء منه دم الاصيل وصوت سخط وصل لاسماعنا وما عدنا نقدر على الصمت اما عن حيته فمصيرها العقاب دعيت على اسم صاحبة المرزوق لكنها حصلت على غضبه ..اخبروها انها فى مثل هذا اليوم تحرق بالنار ويكون رمادها دواء يطفىء قلب كل حزين وان رمادها هو مسكن الالام الحصون .
خاف الغرباء من نبوءات الشمالى ولزموا الصمت كان عليها منذ الصباح الباكر ان يتحضروا للذهاب للطرف الرابع من ارض الحصون حيث الضفة والمجمع ,وكان عليهم احضار الطيور والماشية المناسبة لذا استعملوا القوارب التى تمر فى مجرى المياه الذى انشأه البشير خصيصا بطلب من الشمالى ذلك المجرى الطويل الذى يفصل الارض يمينا ويسار ويبدء من حيث البشير وينتهى حيث المجمع ..وصنع له القوارب الخاصة واستقدم الغرباء من ارض السواحل لاستخدامة بين ارض الحصون .كان النبوءه وصلت لاخلاص بعد ان علمت بان الشمالى قتل السمراء لم تحزن على شقيقتها من ابيها التى رحلت لم يكن عليها ان تحزن ..صمت الشمالى انتهى واصبحت النبوءه معلومة فقط كان عليها انتظار النهار ..فى احدى تلك القوارب الليلية ارتدى زى النساء الحصنيات الذى لطالما كرهته ومقتت من من يرتدوه واحبت ملابس نساء الغرباء وعاشت وتمثلت بهم واحبت المورد لكنه الان اصبح مطرود ..كانت تتطلع من خلفها حيث لاتزال تلمح بيت الحجاره الذى احبته والقارب يبتعد بها بعيدا حيث المجرى الطويل للمجمع ومن حولها راقبت النسوة الغريبات ،ليس من عادة الغريبات البكاء هكذا عرفوهن ولكن تلك الليلية بكين .فى تلك الليلة كان بيت النافورة لايزال مستيقظ يتابع الافواج التى ترحل عبر المجرى، من خلف النوافذ كانت عين البشير المضطربة ومن خلفه النبلاء والمورد كان اجتماع بدء منذ الصباح المبكر لكنه استمرخاف من خاف من الخروج امام الاهالى حتى ولو كانوا غرباء مثلهم ..كان معلوما لدى الجميع ان الشمالى طلبهم ومن سيقدر سياخذ جثته معه عبر المجرى ويقدمها تقدمه للزهرة .كان المورد غاضبا يدارى الخوف بعد ان تركته اخلاص كيف حطمت عهدهما ورحلت بعد ان جلبها من السوق واصبحت صاحبة بيت الحجاره لقد صنعه من اجلها ونسى العهد .كانت اخلاص تتطلع على النوافذ المضيئة التى تختفى من امامها فى بطء وصوت المياه يزيد من خوفها لم تعتد ان تكون وسط المياه وهى من تحركها لقد اعتادت الارض الثابتة واى حركة من تحت قدمها تثير مخاوفها ،لم تنسى له المنذورة التى قربها من دونها لم تغفر ان يختار منذورة اخرى من دونها لتكون بجوارها صاحبة بيت الحجاره ..بيت غريب هى ليست منه ارتدى ملابسهم لكنها لم تحب بيتهم كان عليها مواصلة الرقص كان عليها ان تقضى لياليها مع النبلاء مع من ياتون من ارض السواحل والجبال من بيوت اصحاب تلك الارض وان تبقى معهم حتى تنجب من يحمل صفات النبلاء واصحاب بيوت الارض ليمكث فى بيت الحجاره ليكون عونا له وخادمه وليبقى بيت الحجاره على ارض الحصون الى الابد ولكن هاقى اتى الشمالى ليعيد المجمع كان عليها الذهاب الى المجمع منذ زمن مبكر كان عليها ان تكون صاحب ذلك المجمع وليس الحجاره ..المجمع لن يتحرك من تحتها لن يقبل ان تلطخ دمائها الحصنية بدماء غريب ..كان عليها التطهير والمكزث تحت يد الشمالى هذا كل ما تعرفه اما المورد فعليها ان تنساه ..فهو ابن ارض غريبة .
وقف مورد يستند على نافذة ضخمة فى نهاية الغرفة حيث النبلاء والبشير يراقبون ويهمسون عما حل فى ارض الحصون ترى هل يطلبون العون من اهلهم فى الجبال الان .
اخلاص كيف غادرتى وخنتى العهد ألا تعليمن بما ضحيت لاجلك ..انظر الان لك ايتها الزهرة انا اراك من بعيد انت فقط تعليمن عن ذلك الرجل الاشيب الذى خطى تلك الارض البعيده منذ زمن واحترمه اهلها وسار على راسهم وتزوج من بناتهم اثنين وانجبنى اصغرهم ورحل منهم من رحل ولكنه قبل ان يرحل اخبرنى عن ارضة وماله واننى الوريث رغم بعد الارض عليه الذهاب ..يعلم كم تغربتواشتغلت لاصل لتلك الارض التى لابى وبكم بعتها ..لا لم ابعها انها لى ولكن اخلاص كانت اقرب لى منها .اخلاص كانت خطئى الوحيد،والان على ان اعود للعهد ..قال لى العجوز قبل ان يرحل متى طلبته سيساعدنى .استدار المورد كان يسمعهم يتحدثون عن الجبال كان يعلم ان الحرب قادمة وكان عليه انقاذ تلك الارض.
فى ذلك اليوم منعت اصوات الدفوف والطبول ..توقفت الصبايا عن الرقص وارتدين ملابس الحزن والتزمن ببقاءهن داخل غرفهن المعده داخل المجمع ،منع الناس من الحديث طيله نهار ذلك اليوم ،احيط المجمع بثياب الحزن وعم السكون ارض الحصون واخفى الغرباء تبرمهم بعد ان صمتوا خوفا من غضب الاطراف وخروج اصحاب المجمع عليهم ،وضع النبيل داخل الصندوق داخل غرفته المخصصة ،فى فجر اليوم التالى ،فتحت بوابات المجمع على مصراعيها امام ناظرى الاهالى المتجمعين من كل صوب امامها ،رفع الصندوق على اكتاف الفتيان وتقدمت لتشق طريقها بين الصفوف كان الشمالى يسير من خلفهم واعين الناس تراقبه انتهت همساتهم حول موت النبيل فقد وقف الشمالى فى وسط ساحة المجمع وبصوته الجهورى "صاحب الصندوق عاد له ..حينما طلبه ليعود الى مكانته لم يستطع المخالفه لكنه يقول لقد احببتكم ..لقد ترك لكم باقى منه ..يخبركم كم احب الاطراف واهلها وهو ابن الغرباء لكنه منذ اليوم ابنا اصيلا لتلك الارض "
كانت ارض الحصون المتشحة بالسواد تسير خلف الموكب الموضوع بعناية على اكتاف غلمانه يجوب ارض الحصون ..يطوف بالبيوت والطرقات يمضى حتى وسط الحقول والاطراف ..وصل حتى الضفة التى بدء منها كل شىء ،وقع الغلمان حاملين صندوقهم من خلف الشمالى الذى وقف على حافة الضفة واخرج من ثيابه وبدء بنثر التراب على سطح الضفة ،كان الاهالى يراقبونه من بعيد وهم يشعرون بالرهبه ،كان ممسكا بعصاته وبالاخرى ينثر الريح والتراب وكانما تلقفته المياه فخرجت تحتضنه بين ذراعيها لتعود تغوص به وسط المياه ..او هكذا خيل لهم لكنهم ظلوا مشدوهين لما رأوه ،وقف الشمالى يتمت بكلماته ذات اللهجة الغريبة ..يقولون انها الاصلية لتلك الارض وهو فقط من توارثها عبر جدوده الاقدمين ،بعد لحظات طالت على الواقفين ،خرج الشمالى عن ثباته وكانما عاودته الروح من جديد ،وخطى للخلف حتى تقدم الصندوق وسار ومن خلفه الغلمان والاهالى .
منع الغرباء من حضور ذلك الغرباء ولم يمنع الغرباء من قبل منذ ان وطئت اقدامهم ارض الحصون ،توجسوا من خلف ابوابهم للمنتظر .فى تلك الليلة وعند مغيب الشمس خرج المورد من وسط ارض الغرباء وسار حتى وصل لاطراف ارض الحصون لم يراها من قبل ولكنه شعر بانها تحتضنه تعجب من ذلك الشعور الذى مسه ،فزاد من سرعة خطاه وكأنه يعلم الطريق ..طريق الاكواخ المهجور لم يجد سوى بقايا حطام لكنه اكمل ..اكمل حتى وجد على الطرف المهجور ذلك الكوخ وبعض القش الباقى يحيط به من كل جانب ،اقترب منه ،دخله بحذر ..لم يجد سوى التراب ..فى وسط الكوخ جلس على الارض ..ربت بيديه وسط الرمال ..ابتسم ..ازاح الرمال على عجل بيديه ..ظل لحظات يلهث وهو يلقى بالاتربه المتراكمه من حوله ..اصطدمت يده بالصندوق ..الصندوق الذى اتى معه من بعيد وشاركه طوال الطريق كان يعلم ان موعده اتى بلا ريب ولكن ساعته لم تحن سوى فى تلك اللحظة فتحه حيث بقايا اوراق مبتورة تراكمت عليها لاتربه والسنوات فكادت ان تقضى على بعض اشكالها لكن ازاح عنها الاتربه لم يكن يعبىء وان اختفت احرفها فما يهمه هو الختم الباقى والذى لم يندثر .
اسقطت اخلاص ثوب الحداد ..تراجعت من حولها النسوه فيما ركضت هى باتجاه الساحة ،وقف الغلمان فى ساحة المجمع ينتظرون اوامر الشمالى الذى وقف صامتا يراقبها ،تحلقت من حول الصندوق الذى وضع فى الساحة ،فتحت ذراعيها للهواء واخذت تدور وتدور من حوله كانت كالحورية التى تستجلب مع هبوبها رياح عاتيه ترافقها فى رقصتها المشهورة تزيد من لهب حركات جسدها التى اخذت تميل بلا توقف فيما وقفت النسوه يراقبنها وينتظرون اوامر الشمالى بالانقاض عليها أليست الخائنة التى ذهبت ترقص من قبل لصاحب بيت الحجاره هاهى اتت اليوم وتجرؤ على الوقوف امام الصندوق داخل ساحتة المقدسة أنسيت غضب الزهرة عليها ..ولكن مهلا انها تدور مثل الزهرة الزهرة الحزينة ..ذكرتهم بزهرتهم المفقودة التى فقدوها منذ زمن قبل الطرد من ارضهم وبعد عودتهم كانت هى رحلت ولكنهم يرونها الان بمثل رقصتها وقوتها لالا يمكن اليست تلك اخلاص من رقصت ببيت الحجاره من قبل كيف يقبل منها الشمالى رقصتها ويصمتت ..كيف لا يأمر رجاله بجلبها وتقديم دمائها للصندوق حتى تنتقم يده مما فعلته ..كلا لقد وقف صامتا يشاهدها ولم تتحرك ملامح اجادها ثابتة حتى خمدت ..خمدت وسقطت من فوق الصندوق بلا حراك...مرت اللحظات قبل ان يامر غلمانه برفع الصندوق بمن عليه ووضع بغرفته المخصصة .
استيقظ اهل الحصون وهم يستمعون لكلمات من عجوز قيل انه عجوز الكوخ كان يطوف الاراضى والبحار موطنه ارض الحصون لكنه خرج مع المرزوق كان ابن الثالثة عشر حين خرج مع صعاليك المرزوق القدامى ولم يعد. طاف وانتقل ثم ظهر فى الاكواخ كان يجوبها ..قيل انه لا يتقدم فى السن لكن الناس اعتادوا ان يلقبونه العجوز لانهم يعلمون من اين بدء لكن لا يعلمون له ارض ولا سكن لكنه شاهدوه يتقرب من زهرة المرزوق من قبل ثم يعاود الاختفاء من جديد ،لكن صرخات اليوم فاقت الحد ..وقفت وسط الساحات يطلب المنتظر .رفع عكازته وهو يشير الى الاعلى ..المرزوق قال لكم منتظر لما تركتموه واضعتم الحصون ..عودوا اليه قبل ان تضيع منكم الارض ..عودوا قبل تمحى كما بدات...



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة