امراة5

مارينا سوريال
marinaisme25@gmail.com

2019 / 3 / 29

حوا ..حوا..
انتفضت كان الضوء يغطى الكوخ لا بل المدينة بأسرها سمعت صوت سيدتها همست :سيدتى كانت هى ايضا مضيئة شعرت بالخفة ارتفعت اكثر اقتربت لترى ملامح سيدتها التى ملائها النور ..كانت كضياء الثلج احبتها هكذا ولم ترى بتلك الانوار من قبل ارتفعت قدماها بخفة لم يعد شىء يحجزها دخلت الى دائرتها وجلست حيث أمرت ..انشغلت برؤية وجهها عن سؤالها الى اين؟لم تشغل بالها ربما ستعود بصحبة سيدتها الى مدينتهم هل شيدت السيدة مدينتها من جديد هل اعادت فتياتها ..لا يهم الان لقد علمت مقدار حبها لسيدتها وحب السيدة لا يوجد اخرى ستنافسها به ..اغمضت عيناها استسلمت للخدر يداعب وجنتاها ...
حينما استيقظت كانت على حالها نائمة ثابتة هانئة فى ذلك الفرو من جديد هل هو صديق جديد قاموا بقتله هل عادت للاشباح من جديد لكن ذلك الكوخ ليس كالاخر ..تجولت عيناها بهدوء فيما حولها كانت الحوائط مغطاه بادوات معدنية ثقيلة لم تفهم ماهى ولما وضعوها هنا هل امرهم سيد الاشباح !! سمعت صوت اقدام ثقيلة تقترب من بعيد لم تفزع ولم تحرك ساكنا استمر عقلها هادىء السيدة هى من احضرتك الى هنا ؟رفعت راسها صوب الفتاة الاخرى الهادئة هل هى احد خادمات السيدة الجديدات ولكن اتلك هى المدينة الجديدة همست اين السيدة ؟ابتسمت الفتاة ورحلت نطقتها بلغة الشبح التى علمها اياها هل نسيت لغة سيدتها !!انتفضت فزعة لا لم يحدث لم تنسى حاولت جاهدة تذكر كيف كانت تنطقها لكنها لم تعد تتذكرها ...
كانت جائعة ولم تعلم ماذا عليها ان تاكل وهل تفعل وسيدتها الان غاضبة ربما لهذا تركتها هنا كعقاب حتى تتذكر دارت بالكوخ جيدا تنادى وما من مجيب لها كانت فقط الفتاة تدخل لتاخذ الطعام وترحل فى اوقاتها لم تتفوة بكلمة وهى تنقل اطباق ممتلئة باخرى ممتلئة ايضا ..
خرجت لم ترى الاحراش لم ترى الرمال حتى صوت مياه لم يصلها كانت الارض خضراء اللون من امامها تقدمت رات هناك فتيات هل هن جميعن خادمات السيدة الجدد شعرت بالغضب تذكرت انه لا يجب ان تشعر بهذا السيدة لا تحب الغضب او الغيرة لكنها فعلت ألهذا هى هنا من دونها كعقاب تقدمت سمعتهن ينشدن نشيد عجيب ليس مثل ما كانت تردد وهى جارية سيدتها وهى الغجرية التى سرقت عيون الاشباح ...تقدمت اليهن لم ترفع واحدة منهن نظرها عن العيدان الخضراء كنا منهمكات فى الجمع جمع الاخضر ووضعه فى صفوف ..احبت شكله وقفت تراقب طويلا ...شعرت بالجوع ..
تعلمت كيف تجمع البذور وتلقى بها كيف تغرسها فى الارض .كانت تتلفظ كلمة ارض للمرة الاولى شعرت بالرهبة منها كما لو كانت تنطق بكلمة مقدسة ..ظلت ترددها وكانها سحرا سحرك الاشياء كما كانت تفعل السيدة وودت حوا لو علمتها لكنها لم تفعل ..ربما فعلت هى ليست متأكدة ..رأت فتاة تجرى حيوانات علمت ان اسمها حملان تراها تراقبها تركض معها تبتسم تحتضنهم الصغيرة بينما العجوز تراقبها ساخطة لا تفهم لما تفعل ذلك فى المساء شمت رائحة احبتها تضورت معدتها بالجوع رأته هناك فى النار ذلك الحمل الصغير خرجت منها صرخة لم يلتفها لها احد رات الصغيرة تراقب عن كثب الحمل وهو يحترق بينما العجوز تقف من خلفها فى صمت ...سألت ربما هذا هو امر السيدة كل ما احبه يقتل حتى سيد الاشباح ولكن السيدة دائما على حق انها لا تخطىء ابدا تعلم بهذا ولكنها لم تقتل الغضب لا يزال هناك بداخلها ...كانت تردد كلماتها وهى تدور من حول لحم الحمل المشوى ..تهمس ليتنى كنت ريح ..ليتنى كنت ريح ..انا ريح هاربة من صياح شمس ليتنى كنت ريشة ..فراشة ليتنى كنت نبات..ليتنى كنت بيتا مطلاعلى نهر..ظلت تردد انشودتها كانت تهذى بها بينما العجوز تدلك جسدها ..كانت تمتم حوا ..حوا .هذا انا ..اريد السيدة ..قالت العجوز هنا لا توجد سيدة رئيس عشيرتنا ابى الاكبر انه هناك سيقابلك ايتها الصغيرة لا تخافى ..الخوف ..الخوف تذكرت سيدتها نهتها عن الخوف..لكنها لم تفعل ..رحلت عنها غاضبة والان ستموت ولن تظهر لها من جديد لن تتخلصها من ذلك العقاب ليتها ما تذمرت يوم ..كانت صاحبة السيدة والان هى فى ارض غريب...
ارض غريب فقدت الكلمة الغريبة قوتها كانت ترددها فى الفراغ وهى تقوم بجمع البذوركانت تعمل فى ذلك الاخضر المتسع قالوا لها حقل..حقل رددتها تعلمت الكلمة الجديدة كانت تردد انشودتها وتلتفت من حولها عل ما حدث سابقا يتكرر وتجد السيدة امامها لكن هذا لم يحدث ابدا ..تعلمت ان تعمل فى صمت حتى جاءتها العجوز يوما :سيقابلك سيد قبيلتنا انه ينتظرك الان سارت من خلفها حوا ساكنة ..دخلت خيمته الواسعة ..راقبتها من الداخل فى خوف ...
كان ضخما جلس ممدد القدمين تطلع اليها فى عيناها ارتجفت نالت نظرته الثانية جسدها باكمله فى ثوان ثم عاد كمن شرد بعيدا ..كانت تنتظر كلمات ربما لن تفهمها كلها لكنها ستلاحظ يديه قالوا ان كل شىء فى يديه الرضا والقبول او الهلاك ..قالت هلاك ما معنى هلاك كانت قبول كلمة رددها سيد الاشباح والان هى امام كلمة جديدة ...
اشار لها بيده اقتربت جلست مثلما أمر ..كان هناك القمر خارجا ترجت منه ان يرشدها للسيدة وهى بخيمة سيد القبيلة عاودها شعور الخوف من جديد ..عندما سطعت الشمس استيقظت على هزات العجوز تبعتها واغتسلت جيدا..ِشعرت بالسوء هل خانت السيدة ام ان السيدة من تركتها لقد طلبتها كثيرا بالامس ان تساعدها لكنها لم تفعل ..لم تاتى لتنقذها مثلما فعلت مع سيد الاشباح هل يعنى هذا موافقتها على ما حدث هل قبلت به ورضيت ؟؟..هل كرهتها لم يعد هناك سماح او غفران بعد ان غضبت وخافت وفعلتها بالامس ..كان لذلك السيد رائحة اخرى رائحة لم تعرفها من قبل لكنها احبتها قالت ذلك للعجوز وهى تغتسل بينما العجوز تراقبها بعيناها الضيقة دون ان تتفوه بكلمة واحدة معها ...
مر الوقت ولم تعتد على البذور ولا السيد الجديد لا تزال تعشق سيدتها ..سمح لها بالتجول فى المساء رأت ازواج العيون تراقبها لكنها لم تهتم خرجت حيث الطين امسكت به لتمزجه بيدها رأت وجه السيدة يتكون ملامحها كانت تشبه ملامح سيدتها لا فارق بينهما صنعتها كوجهها ..لم تلاحظ الدموع وهى تسقط من عيناها انها نادمة هل الندم سينفع وينسيها الخوف والغضب والغيره بالامس لم يسمح لها مساءا بان تدخل خيمه السيد لان هناك اخرى فعلتها قيل لها انه لم يعد يريد يبغضها كانت اعين العجوز تضيق كلاما تلاقيتا...تخاف من عيونها الضيقة تركض هاربة تسمع اصوات الضحكات ..لا تحب هؤلاء الفتيات لا يشبهن الاخريات ..لا لا..لاتريد العودة لخيمه السيد لقد عاد لطلبها ...اصبح لها ركنا مخصصا فى تلك الخيمة تنام فيها تجمع بذورها فى الصباح وتناك فى ركنها المسائى ومن خلفها راس سيدتها الطينية ..رأت السيدة يحدق فى الطينية وعيناه تضيق مثل العجوز امه ..
حاول ان يلقيها خرجت من خلفه باكية كانت تصرخ سيدتى سيدتى هل علم معنى كلماتها وفهمها هل يريد ان يكون السيد الوحيد هنا ...لا تدرى ولكنه ألقى بالطينية بعيدا ..فى ذلك المشاء سمع صراخ من خيمة الام الكبرى العجوز يقولون ان امعائها كادت ان تنفجر من شدة الالم ..اشفقت حوا كانت تتذكر انشودتها التى علمتها اياها السيدة ..وضعت يدها شحظت عيونهم لكنها كانت هادئة تذكرت ايام ركضها من خلف نافورة المياة وصراخ المدينة باسم سيدتها ترى اين تلك المدينة الان ؟هل رحلت اين اهلها هل يشتاقون لسيدتهم مثلها ؟...
نامت العجوز كانت ملامحها تبعث على الراحة سمح لها بالعودة للخيمه من جديد ..عندما استيقظت كانت كمن خرجت من احدى نوباتها مع السيدة لا تدرى اين هى ..امعائها هى ايضا كانت منتفخة ..لم تفلح معها الانشودة كانت تبكى كل يوما وهى تردد ..هل غضب السيدة عليها وصل الى هذا الحد..كان الالم يشتد وصراخها يرتفع يقترب السيد ينظر اليها هادئا بينما وجوه الفتيات الاخريات يتحلقن من حولها ...
كان الالم يشتد وصراخها يصحبه كائن غريب عنها يقترب وجه من وجهها كان متعرق ويصرخ مثلها ..سمعتهم يرددون صبى ..صبى دون ان تفهم ما معنى هذا ..الان شعرت بالغضب اكثر لانها لم تتقنع لغتهم كاملة بعد



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة