بطل المدينة 3

مارينا سوريال
marinaisme25@gmail.com

2019 / 4 / 12

عن كل مكانا تخليت ...اردت ان ابحث عن ظل شجرة لا يزال يتفتح بنقاوه فلم اجد ،لا يزالون هناك فى كل مكان مضى الوقت ورحلت ..ولكنهم عادوا للظهور كيف اندسوا وسط هؤلاء البشر ..ماذا ايريدون عودة كل ما هو مسمم مثلما كان الوضع فيما سبق ..لا يتركون زهرة تتفتح دون ان يكون لايديهم دور فى ذلك ...الى اين الان ؟..امدينة جديده ستسعك ..مضى بك الوقت لم تعد طفلا تتهرب خلف رداء صغرك مما فعلت ولم تعد شابا تقول ساعيش من جديد ..دخلت منتصف عمرك وربما تموت ولن يموتوا هم ...اخشى ان يتزايدوا ...تصل ايديهم الى الحلق وتنتزع منه كل شىء...ماذا الا يوجد من يقطع تلك الايادى..تلك المدينة التعيسة لا تعرفهم تفتح لهم النوافذ اود الصراخ لا لا لا تفعلوا ذلك بانفسكم وبى ولكن من دون جدوى لا يستمعون ...ولن يستمعون ..ماذا سيفعلون بعقولهم ..ربما هم لن يعرفوا ذلك ابدا ...
ما اسمى يدعوننى اليوم الاسمر لا يهم لطالما استطعت الهرب منهم واليوم سافعل ايضا ...يبحثون عن تلك القلادة التى سرقتها منهم ولكننى اضفت لى ثلاثة اخريين ربما كونت بقلاداتهم مجموعة نفيسه يضحك عليها الناس ..هم من يخفونى ..اعيش كبطل فى وسطهم يعرضون عليه الملابس لكننى ارفض ..احب ردائى البالى انه معى منذ زمن وجالب الحظ لى لما عليه تركه الان ....اليوم سرقت بعض اتفاح ...اف مالذى ادونه الان على تلك الورقة البالية الهذا تعلمت نقش الحروف وقرأتها!...
اخرج بعض تلك الورقات الصفراء من بين حشائش التى يضعها بتلك الخيمة المتهالكة وحاول اعاده قراءتها ..لكن حروفها لا تشبه تلك الحروف التى تعلمها هل خدعه ذلك الفتى الذى قال عن نفسه انه معلم حتى يسترد منه ما سرق !....ضحك هل هناك من اتى وسرقة الان ...ولكن ماذا لن يصمت ان غشه فعليه ان يعود ليعلمه الحروف الصائبة من جديد عليه ان يقرأ تلك الورقات ربما كانت ذات قيمة وتستوجب البيع ولكن دون قراتها لن يعرف ذلك ابدا ....
فى نصف مراه مكسورة تطلع الى لحيته التى اخذت تنمو الى طوله وهزال جسده المحروم من الطعام ...كان هذا ما يستحقه الهارب ..سقط جوار الحائط لا يريد ان يتذكر انهم اعادوه من تلك المدينة الى ذلك القصر السجن من جديد ...فى تلك المره صرخ كنت طفلا بينما انتم كبارا فلما تركتمونى لقد سرقوتنى وعصبت عينى بمنديلكم الاسود وانتم تعلمون كل شىء منذ البداية ...تعلمون من هو ؟...دعونى ارحل لم اخبر احدا وساصمت ...ساصمت ...قلت لهم فقط الا ياتوا الى هنا وليس اكثر انها مدينة ...وكبيرة والناس كثر ينسون سينسون فقط دعونى ولكنه كان يعلم انه لن يستجيب اليه احدا ..نظر للاغطية الدافئة والغرفة الواسعة التى وضعوه فيها بها كل ما يحتاج لكنه يريد الهرب ....طرق الباب ..التف حول جسده الهزيل القابع جوار الحائط لم يلحظ ان شعره يتساقط واصبح منحول يميل الى الصلع ...عيناه زائغتين لا تخفيان انفه الطويل الذى يرتعش ..لا ليس ذلك الرجل ..انه من القى به فى هذة الدنيا ولكنه اكتشف ذلك متاخرا ...كان من وضع العصابة هم فقط من يعلمون بحقيقتة ولكن من صفقوا ..يبتسمون على حمقهم ....
وقف السارق يتجول فى السوق من جديد...لا وجود لمطارديه ..ترى هل ملوا من ملاحقته دون طائل !..رفع حاجبيه عندما مررت بعض النساء يغطين وجوهن بعد خروجهن من ذلك الكوخ الذى وضع لهن على الطرف الاخر من الطريق ولم ينظر لهم احدا من الماره ...ثم عاد يلمح السوق من جديد امامه الطعام الطازج ولكن عليه ان يبتكر حيله جديده للبائع حتى يتمكن من سرقته ...يلمح المزيد منهن ...وسمع بعض تأفف البائعين يقولون لايزالون على نجاستهن لما خرجن الان ..سيكون علينا تطهير المكان من جديد..واخر يسرق هاقد اتى النحس وسرقت بسبب نجاستهن لما يمررن من هنا عليهم ان يخرجوا خارج المدينة ...رد اخر لقد جعلت زوجتى تخرج اليهم بالامس فهى مثلهم الان وطهرت البيت بعد رحيلها ...تشمم السارق رائحتة مؤكد انها كانت اكثر عفونه منهن ولكن لما ينفر هؤلاء الناس من الفتيات الحسان نسى وتمتم الجملة الاخيرة بصوت مرتفع ..فصاح احدا الباعة ارحل من هنا ايها اللص ..انك ايضا نجس مثلهن فانت سارق اذا امسكت بك قتلتك ولن يقاضى احدا ارحل ..ولا تعد لاتجعلنى افعلها انا لا امزح ...نحن نقتل اللصوص هنا ..كان صدى صوت البائع يتردد فى اذن السارق الشاب النحيل وهو يمسك باطراف ردائه البالى ليركض اسرع ...لم يهدده احدا من قبل بالقتل وهكذا امام الجميع ...ركض اين الاسوار الشائكة لقد افتقد جنته التى عرفها وحدة طويلا لكنه لم يعد يجدها الان من جديد ...لقد اخفوها مثل كل شىء !....



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة