بطل المدينة 9

مارينا سوريال
marinaisme25@gmail.com

2019 / 4 / 21

لم تعد الزوجة من ليلتها كالسابق ولم تستطع واحدة من حارساتها التحدث اليها كانت تدندن انها كشفت مالم يكشف وعرفته ..سرت الهمهمات بين نساء البيت ووصلت حتى المدينة وحتى بيت حراس العباءة لم يتوقع الزعيم ان يحدث ذلك للزوجة بل للزعيم الزوج لكن الاحاديث انتشرت على الالسنه ولم يعد احدا باستطاعته ايقافها ...كانت تدور فى القصر وتطوف تبحص عن رؤية شىء لا يعلمه احدا سواها ...تبدلت ولم تعد هى الزوجة السابقة ...
كانت تتحدث معهن عن كورس قد راته بمفردها ...وتم اقتيادها لترى ذلك السر الذى كشف لها ..سال لعابهم لكنها لم تقل لهن اكثر من ذلك ...ولكنها قالت انها لم تعد تشعر بالالم ونسيت من تكون نسيت ذاتها باكملها ....
كانت الفرصة فى تلك الليلة سانحة امام اللص..قال جن الاهالى لم يعد احدا منهم يبالى بالمطرقة التى احضرها فى يده وهو يدق ليسرق ذراعيها وساقيها الصغيريتن ثم يحطم باقى الاجزاء الاضخم الى قطع صغيرة واجزاء يحملها على دفعات وسط تيارات الهائمين فى الظلام لا احد منهم يعلم الاخر ....حمل ما استطاع قبل ان تشرق الشمس من جديد عليهم ...
وخبأها وسط كنوزه وقف مبهورا بما صنعت يداه ..كانت اصوات المذهولين لاتزال تصرخ بالخارج بينما هويعيد تامل سرقاته كان ينظر لنفسه فى فخر ...كان الجميع يدعونه باللص ..لكن احدا لم يجرؤ ان يزج به داخل السجن حتى الحرس كف يده عنه ...تعلم لسانه دندنه الحكايات ولكن لم يعد هناك من مستمع...فى الصباح انتشر خبر السرقة بين الالسنة بسرعة البرق ..حل الجزع مكان السلام هرعت الحارسات الى سيدتهن لكنها كانت هائمة فى رؤياها التى مست فيها سرا مقدسا لم تجرؤ على البوح به لاحد مخدوميها ....دار الاهالى حيارى فيما سيصيبهم بينما امسك الزعيم فى بيت الحرس بعنق المسئول الذى انتشى مثل الجميع وهام ليالى على وجوه حتى وجدوه واعادوه الى المدينة فاقد للوعى يتحدث حول رؤيا راها بمفرده ...لكن المسئول لم يفق من غيبوبتة وانتشرت حكاية اللص على الالسنة وكانها الحكاية الجديدة التى سترددها افواه الناس ابدا الدهر ....
جلس اللص يراقب كنوزه الفخارية يتحسس صلبانها المعقوفة بداخلها ...يتحسس النقش من حولها ..ويضيفها جوار مجموعتة من الذراعين والكتفين للزوجة التى احضرها من الساحة ..كان يستعذب سماع قصصه التى تداولتها الالسنه من حوله ..بات حديث الناس الان ..فى البداية احب كونه لصا مشهورا لكن الحراس عادوا من جديد يدخلون قصصهم على قصته فبات يغضب ويكرهها ...كان اللص المهيب بين الناس لكنهم حاولوا ان يصنعوا منه ملعونا ...كان عليه الخروج من مخبأه مرة اخرى والظهور امام الناس ولكن مهلا كان يعلم ان تلك ارادتهم ليحرقوه وسط الناس فى الساحة الكبرى ولن يجرؤ احدا على الاعتراض ...ولكن اللص كانت لديه قصة اخرى ليقصها على السنه الناس بنفسه تلك المرة هو من سيلقنهم اياها دون كلل ...فالعيد قادما من جديد ولابد من حله جديدة تليق به ....
خرج الاهالى يسيرون نحو الغرب حيث بيت الزوجة والتفوا من حوله ،كانت تراقب من نوافذها تعلم ان الزعيم لن ينتظر لم تعد تسمع لنصيحة حارساتها فى الهروب ..ظلت واقفة هناك تراقبهم وهم يدورن من حول البيت ويلقونه بالاحجار..استعدت حارساتها لحمايتها لكنهم تراجعوا!..تراجعوا باتجاه اخر نحو الشرق وقفوا جواره مصطفين ..كانوا يتقدمون وهم ينزعون ملابسهم ..وقفوا من امامه دون شىء..داروا من حوله ورفعوا صوت الطبول ..ارتفعت الاناشيد بدأت الفتيات بالصراخ!....استمرت الدفوف حتى الفجر قبل ان تتوقف ..تراجعت الصفوف وعادوا من جديد لارتداء ملابسهم !....
حمل جرته الكروية بين يديه لا يدرى لما احتضنها بقوة والاهالى يعودون الى رشدهم من جديد..لم يلتفت اليه احدا او يحاول الامساك به ..عاد كل منهم الى بيته وساد الصمت والظلام المدينة.اغمض اللص عينيه حاملا جرته محاولا الهرب من ذلك الضوء الذى ضرب جسده ..جمد الرعب جسده فباءت محاولاته للهرب بالفشل ..خارت قواه سقط على وجه وتحطمت جرته الى جواره ...وضع يده يحمى عينيه ..لم يميز الكلمات التى سمعها ..وجد نفسه يتحدث بلغة لا يفهمها ..سار الضوء وتبعه اخذه حتى مغاره كنوزه والقى به هناك وتركه ..كان يغنى ويرقص فعل مثل بقية اهالى المدينة انتشى مثلهم وسقط مغشيا عليه..فى الصباح كان جسده يرتعش من البرد والخوف !...
وقفن يرددن نشيدها وهى تردده من بعيد من اعلى نافذتها بينما تجمعت الصبيا من حولها فى دوائر يرددن ويرقصن بينما الحراس يراقبون مثلما أمرهم الزعيم ان يفعلوا ..كانت الفتيات يتوافدن ويرددن "مؤخرا عرفتك ...مؤخرا احببتك ايتها الجمال القديم الباقى ...
كنت مخفية عنى وكنت الهو بعيدا عنك ...كنت كل شىء جميلا معى بينما انا كنت بعيد ..كنت معى ..ولم اكن معك ..ابعدتنى عنك اشياء ..واعدتنى انت اليك فى النور الذى بداخلك...
دار الحرس باوامر من زعيمهم بين الاهالى يلقون بمن يجدوها من اتباع الزوجة بين ممر الاسلاك الشائكة الذى عادوا لصنعه من جديد ..كانت اوامر الزعيم صارمة لم يسمعوه غاضبا حانقا على الزوجة مثلما كان تلك المرة ..ركضت لفتيات فى الاسواق من وجوههم يختبئن ...كل من وجدت ووضعت خلف الاسلاك لم تعد ...منع النواح والصراخ فى المدينة ..منع الضحك بأسره لان الزعيم كان غاضبا ...بينما الزوج لا يزال يراقب من هناك من خلف نافذته ..يجلس عاريا على اريكته التى احب وبجواره قفص من ذهب لعصفوره الاثير اخر ما يذكره بها...كان على الطرف واثبا على قدميه مثل العصفور على وضع الاستعداد ولكن جناحيه الى جواره منكمشين ...كان ظله هناك منعكس على الحائط كلما رفع الطير احد جناحيه حاول بذراعه لكنه يفشل فيعود للانصات والمراقبة من جديد ....كان ينام مثله ويعيش مثله ..شاركه حتى الحبوب طعاما ....هاج مثلما هاج الطائر ..لف ودار حول نفسه فى جنون قبل ان يعود لوضعيه السكون من جديد....
ولكن الصبايا لم يتوقفن عن الغناء لها ولم تخفف هى من ابتسامة الرضا التى تنتابها وهن يرددن"يا حبيبة الناس..انت اعظم من الام التى ولدتك..يا مليكتنا يا حكيمة انت افضل من كل الاشياء"...ياسيدة الاناشيد والاغانى وام الرقص والخير عودتى الى مملكتك حيث السؤال والجواب حيث معرفة ما كان غير معرف ..حيث لا سكوت ولا سكون ..حيث الطبول والدفوف تهتف لك فى كل مكان ...انت الزوجة سيدتنا!...لكن حراس البوابات حاوطوهم من جديد بعد ان ردد الاهالى صدى اناشيدها..حبست الزوجة داخل القصر ولم يسمح لها بالخروج وضعت حارساتها اسفل قبو القصر..لكن النوافذ لم تقدر ان توصد امامها وظلت تردد الحانها وتجد من يسمعها ويعيد ترديدها من جديد..
لا يزال يجلس جوار طائرة ويقلده وهو يحاول الطيران داخل قفصه ،لما اختار زعيمنا هذا الرجل لم يتوقع احدا منه هذا ،نريد زوجا وزعيما يخرج وسط الناس نحن حراس العباءه وهبنا انفسنا لاجلها واقسمنا على الولاء لها لحفظ المقدس،ماذا يظن الناس لولانا لمات كل شىء...كل شىء..ربت الحارس على يد زميله قائلا له فى هدوء:صه اصمت ..ليس مسموح برفع الصوت..ماذا تريده يعتقد اننا نريد انقلابا ضده ..نظر له الحارس الغاضب:انظر لحال الناس ..لم يعد الامر بايدينا فقط ..هناك زوجة عادت ..ولص لم نعثر عليه ...ابتسم له الحارس:هل تظن حقا ان زعيمنا لا يعلم كل هذا؟...اجاب :ماذا تقصد!...رد الاخر :اصبر يا صديقى ونفذ مهامك فقط فهذا ما اقسمت على صنعه ولم تقسم على الحديث ..تذكر..تذكر ولا تخالف ....
حرك جناحيه جرب فردهما من جديد..لمح ظله العارى فابتسم له وضحكا معا..بينما دار الطائرحول نفسه ..كان يجرب حشر راسه من بين فتحتى القضبان .نجحت راسه لكن بقيه جسده لم تطعه تعودت على الراحة فامتلئت ولم تعد رشيقة كالسابق..جرب صديقه الطيران بمزيدا من الرفرفه لكن الطائر ظل ساكنا قابعا براسه بين القضبان وبقية جسده ساكن بلا حراك...جرب يدور بسرعة وظله معه يتبعه ليحث صديقه ليستيقظ من جديد...كان الزوج يراقب خياله الذى يتبعه بينما الطائر صديقه ساكن لا يفعل..هل مل؟..يأس..ولكن لا عد استيقظ هيا حاول مثلى انا هيا طر...طر..قلت لك هيا..امسك بالقفص ساعة غضبه والقى به من النافذة الملتصق بها...شاهده وهويصرخ:طر..طر ستسقط..هيا أمرك..انا الزوج..أمرك فافعل..ظل يصرخ والقفص يهوى والطائر بلا حراك....نظر له لثوان غير مصدق:حتى انت يا صديقى لا تريد المغادرة...مثلى انت...دار حول نفسه من جديد يهذى ..ويرقص كان يقلد تلك الرقصة التى شاهد الصبيايا يفعلنها تحت نافذة الزوجة..كان يميل ويدور وجسده يطاوعه...كان يسمع النشيد يتردد عبر اذنه فيكمل معه بصوت مرتفع مبحوح ..غاضب..صرخ:اريد التحليق..ركض صوب النافذة قفز من فوقها فى وضع الطائر الى يتاهب للطيران..لكنه ضم جناحيه بشدة...ضمهما ونظر لاعلى ولكنه لم يعد يحرك ساكنا...
ترصعت بخاتمها الذهبى ووضعت قلادتها حول عنقها ..خرجت من غرفتها يتبعها الحرس حتى غرفة بيت الحكم وجلست على الكرسى ..تراجعت الاعين تراقبها ومن حولها حارساتها ..لم يأمر الحرس من قبل الزعيم بعد فظلوا واقفين يراقبونها فى غضب..جلست على الكرسى الذى جلست عليه من قبل جدتها ..تحسسته انه تمام مثلما اخبرتها عنه ..كان عليها فى الايام السبع السابقة ان تستعد له قبل ان تفكر بالحضور...كان عليها ان تقف عاريا لتتخلص من تلك الزوجة التى صنعوها وتعود هى كما كانت من جديد ...صنعت بخورها وتشممته ..صنعت طقوسها الخاصة لليالى ...كانت تبكى لجدتها ان تاتى لتساعدها فى حمل ذلك الخاتم الثقيل..لكن الليالى مضت والجدة لم تاتى بعد ..حتى كانت الليلة السابعة حينما اتت واعطتها القلادة وتحسست الصولجان ...وتشمتت العطور التى نسيت مذاقها...دخلت الغرفة فى اليوم الثامن فصدرت الاوامر للحرس بان يغلقوا عليها الابواب...جلست مع حارساتها لثلاث ليالى ..لثلاث ليالى تجمعت نساء المدينة من حول البيت..مكثن يحتفلن ...كانت الطقوس تسير كما هى معده لهن....لم يتوقفن حتى بعد ان خرج الحرس والتفوا من حولهم ..لم يبالوا واكملوا رقصتهم التى استمرت طوال الليالى الثلاث لم يوقفها الليل او النهار ....
لكن الحرس تقدموا نحوها وحملوها الى حيث حديقة القصر حيث القبرالمفتوح والمعد لها ووضعوها بداخله بالقوة كان على حارساتها القتال لكنهم تمكنوا منهم ...كان النواح ياتيهم من خارج الاسوار والاعين تراقب التراب الذى يضم الزوجة الى داخله بعمق ...اغمضت عيناها ..ارادت الصراخ فلم تستطع ..كانت تبتعد عن السطح اكثر فاكثر وتغرق وسط الظلام فى قلب الارض...ردموها ووضعوا عليها ازهار كى تكبر وتصبح مثل بقية زهر الحديقة ...ارادوا لها ان تختفى ان تنسى هكذا صدرت الاوامر ونفذها الحرس فى همه وسرعة لقد انتظروا هذا الامر منذ وقت ولكن احدهم كان يبكى ...كان من بعيد يراقب..لم يستطع ان يخبر احدا منهم من قبل ..كانت تلك الزوجة هى امه..والان عليه ان يراقبها وهى تردم حية...اغلقوا عليخا بالازهار وصنعوا من حولها شجرة ...شجرة صارت تضرب جذورها بعمق مع الزوجة تحت فى باطن الارض....كانت موائد الطعام تعد لاجلها هناك خارج القصر..كانوا ينتظرون عودتها اليهم من جديد قالوا ستاتى سمعناها تصرخ بذلك ...ستاتى من مكان ما الينا من جديد...ستعود امنا من جديد....بعدها اطفئن النيران ولم يعدن يطبخن الطعام ..سكن منازلهن فى سكوت وبقين فى فترة راحتهن فى انتظار الحراك من جديد....
أمر الزعيم حراسه بان يتقدموا الناس فى ذلك اليوم حيث بيته ،وان يقدموا لهم الموائد امامه..تبعه الناس رجالا ونساء ..كان يخافون الزعيم لذا حافظوا على قوانينه الجديدة واتبعوها بحذافيرها فى الظاهر بينما بقيت اناشيدهم التى رددوها تسمع وسط السنه الناس فى الحقول والاسواق ..فى البيوت فى الزواج ..وفى الموت ..كان اسم الزوجة لا يزال يتردد هناك ..وعاد اسم الجدة الكبرى من جديد لاذهانهم ..ولكنهم خرجوا كلما دعاهم الزعيم وحرسه ورجاله لفعل ذلك ....كان الزعيم يخاف التمرد فامر ببناء بيوت له فى كل سوق وحى حتى يكون حاضرا بين الناس ياتى لرؤيتهم فى اى وقت شاء فى الليل او النهار..مالبث ان خاف الناس..فبقت الاناشيد تردد فى هدوء الليل داخل البيوت على اسره الاطفال ....
خرج الصوت من جوف عتمه الليل حاملا معه نيرانه التى اخذ ينفثها فى غضب...ذعر الناس لكنه اتجه الى بيت الزعيم..صرخ الناس تنين...تنين...ملعون الزعيم جاءت الزوجة من جديد للقتال ..خرجت الصبايا فى حالات النشوة يدورن حولهن فى دوائر ..اسرعن بالدفوف والطبول ...ساد الظلام لم يكن هناك ضوء قالوا انها قادمة ...انها قادمة ..لم يرتفع ضوء ظل الصراخ قادم ..ظل حتى حل شروق الشمس..خرج الحراس فى صفوف منتظمة يعلنون نبأ قتل التنين على يد الزعيم فى الساحات !....اغشى على الصبايا وحملن بعيدا عن الساحات...تجمع الحراس من حول بيتها وغرفتها وقاموا بحرقها وحرق كل من تردد نشيدها حتى لو كان فى جوف الظلام وفى داخل اسرتهن !.....
كان اللص غاضب لم يحب الشمطاء فلما غضب على موتها واخواتها الان؟..لقد تربى معها معهن...عاش وسرق..كان يمقتها لم يعلم انه احبها قبل ان يراها تحرق..ويرى اخواتها يحرقن فى الساحات ...شعر بالغضب من ذلك الزعيم...مقته مثلما فعل دوما عندما رأى الصبى المعصوب...كان يراقب من فوهه كهفه من بعيد فتيات يرفعن المولود الى الاعلى ويغمرنه بالضوء المتسلل فى الظلام ...
متى تعلم اللص الحروف لا يدرى لكن منذ ان وقعت عيناه بالمصادفة على تلك الجره فى كهفه والتى وجدها بين الصخور تحمل تلك الاوراق وبتلك اللغة التى تعلم حروفها على يد الشمطاء لم يستطع ان يتخلص من كلماتها فى عقله ..كان يشعر بالغضب وهو يراقب الاهالى والحرس من بعيد ..كان يقلد الحرف والكلمة من جديد على مزيدا من الاوراق...ثم يبعثرها وسط الرمال فتجدها النساء فى الليل وتوزع سرا على البيوت ....
علقت كل من امسكت وهى توزع تلك الكلمات الغامضة على الاخريات ،اقتيدت وعلقه بالساحة على عامود،كان هذا هو عقاب من يحمل الكلمات الملعونة،لم يتوقف اللص عن النسخ وكان الشهوة استبدت به ولم يعد ليتركها ..قال لهم الزعيم ان صاحب الكلمات ملعون حتى ذكر اسمه جالب للعنه وعليهم ايجاده،انتشرت الحرس فى الطرقات بين البيوت ..حتى بين الاسره لسماع همس الهامسين سرا..لكن اللص لم يتراجع كان ينسخ بتلك الروح التى مسته ،بكل كره للزعيم والشمطاء..بكل سخرية من الحرس..حتى الخوف فقده وهو يكتب..لا يبالى بالاسلاك ..لا احد يعلم انه صادقها منذ زمن وتعودها..كان هنا لصا وهناك ايضا سيظل لصا ...لم يتوقف يوما عن السرقة وهو ينسخ كلماته ...
باشرت بتحضير حقلها للموسم الجديد ،كانت تزرع مثلما فعل من سبقوها ،الموسم قد حل والضياء قد سطع ..شعرت كان امها هناك فى الجوار وسيكون الحصاد وفيرا ..ألقت ببذورها فى باطن الارض..كانت تفترش الارض وتنتظر معها ذلك الظل الذى يظللهما معا ..كانت تنتظر زرع ينمو..لم تستمع لتعليمات الحرس..كان عليها ان تصغى لما قالته لها الجده ..لم تخالفها من قبل ولم تخذلها هى من قبل....نامت مونا تنتظر تعلم انه لن ياتى ولكن هى ستفعل ..ستخبرها عنه..انها تعلم..ربما ياتى مثلما ارادت..كانت هى فقط من تعلم وجه اللص...لكنه كرهها ..هل فعل؟...ألانها كانت مرسلة اليه من الشمطاء التى قالت انه ولدها ...اخبرتها الشمطاء انه ولد فى ليلة الضياء الكامل ...وانه ابنها...لكنها لم تصدقها..لقد احب السرقة فى النهار واختبأ فى الليل..لما يختبا احدا من امه! ...
كانت تنتظر ان يغمرها الضوء علها تخبره بان ياتى اليها تعلم انه يخرج ايضا فى الظلام مثلهن ومثل الجميع هنا..لم يعد النهار سوى لرجال الزعيم والحرس...كانت مونا احدى تلك الحارسات اللواتى نجحن فى النجاه من تلك الليلة نفذن اوامر سيدتهن...قالت ان عليهن البقاء والعيش وانها ستعود من جديد...كن يعلمن ان الامر لم ينتهى ...ستعود لهن ...ستغدو سيدة هذا القصر من جديد...كانت تتأوه:اه يا سيدة قدرى احضريه ....
كان يمحو مونا من ذاكرته كلما تبادرت اليه وهو ينسخ لم يكن ليفكر فى الاثنين ..لكنه لم ينساها ..كان يعلم ان الحرس يطاردونه وهى فلاحة وحيدة ...لن يقف ليراها معلقة على عامود مثل غيرها...قال مابك ايها اللص انسيت عهدك؟ هل ستعود لشمطاء اخرى هل نسيت كيف تخلصت منها؟...ولكنها قالت انها تعرفنى ..تعرف امى التى لم اعرفها ...كانت مرسلة لى منها هكذا قالت..ولكن من قال اننى احب الام؟...لا لا افعل بل امقتها نعم...امقتها لقد تركتنى للشمطاء....كنت لصا يسرق مايحلو له ليس بحاجة الى ام ليس بحاجة الى زعيم انه ينسخ اوراق...يجمع كنوز يحبها اكثر من اى شىء اخر ولن يفعل عكس ذلك لطالما ظل حيا ...حتى وان علم ان له ام فى النهاية لم يعد هناك فارقا لديه طالما يستطيع العيش من دونها...طالما يستطيع ان يخيف ذلك الزعيم ...وان يركض من خلفه الحرس لاهثين لاعنين...لن يتراجع



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة