وكانت عيناها تراقبان6

مارينا سوريال
marinaisme25@gmail.com

2019 / 5 / 25

فكرت فى نسبة المشاهدة فى انخفاضها انقبض قلبى حاولت صرف الامر عن عقلى طوال وقوفى اتلقى العزاء نيابة عن اخى الاوسط الذى قرر الاختفاء فى تلك اللحظة بالذات..كان الكل يبحث عنه فكرت انه يحب ان تبحث الاعين عنه دوما حتى لم يستطع تفويت فرصة فى جنازة صغيره الوحيد..وخزنى ضميرى صرفت الافكار عن عقلى اراقب عودة زميلين من عمله تطوعا للبحث عنه وعندما عادا خاليان منه صرخت امى سمعنا صرختها جميعا ..تقول انه فعل شىء سيئا بنفسه لااصدق لااصدق انه يمكنه جرح نفسه لاجل اخر ..كنت من رأيت احمرار وجهه عندما رأوا شبه الصغير بى صغيرا..لااتذكر كم كان عمرى عندما علمت الحقيقة..انه لايحبى قط كنت اتشارك السكن مع اخى الذى لايحبنى لم استطع ان اتبين حينها هل يكرهنى ؟هل يحب احد اخر سواه؟..
صوت بكاء امى هو من جعلنى اعود ..عيناها تلومان دوما لاتفهم ما اعمل ما السفر ما كل تلك الكلمات او الضجة انت ضجة تردد تحيط بك الفوضى فى كل مكان ..فى الماضى لم تكن تلومنى قط ..اكاد اجن عندما افكر ان حبها قل او لم يعد موجود مثلما كان قويا فى الماضى..لما تحبه اكثر منى الان لانه يرتدى لها البذلات التى تفضلها فيبدو كشخصا هام يتحدث ويتحدث حول رؤيته فى كل ما يحيط به دوما تعجب باراءه تشيد بحكمته حتى لو كانت مجرد كلمات فارغة لامعنى واضح لها كلمات مفككة من كل الاتجاهات بل معاكسة لافكار بعضها البعض حتى اكاد اتوه عند الاستماع اليه ..
العالم هنا محدد ولكن بالنسبه لهم فقط اما بقيتنا فممزق انا واخى وابى كل منا لديه عالمه الخاص بداخله متاهات طرق قصيره واخرى طويلة لايعلم بها احدا اخر سواه حتى هو نفسه لايستطيع وصفها على نحو دقيق..الفوضى الفوضى هى انا محقه احببت ان افعل كل شىء على هذا النحو احببت كثيرا وكرهت اكثر تغيرت مهنتى عده مرات لكنه لايتبدل ..بدات مراسلة اخى الاكبر غريب اننا اخوة لم اعرف كيف يكون قط ..عندما رحل لم اهتم لم يشكل فارقا حتى انه كان غائبا من قبل ،اغلقت الام الباب من خلفه بقوه لم يجرؤ احد على فتحه من جديد ،انزوى الاب فى غرفته التى اختارها بل اوجدها لذاته بين جدران البيت بالكاد تكفى لجسد ان يتمدد فيها ويحيط بها من كل جانب اوراق كتب بطبعات ملونة واخرى بالابيض والاسود..غالية وبخسه تحيط به كنت اسمعه ليلا يتحدث بصوت منخفض رتيب وكانه يتحدث مع صديق يعرفه لسنوات طويلة..كنت اكره الكتب حتى الخامسة عشر لم ارد ان اصبح منبوذا غريبا لااحد يفهمه لااصدقاء له لااحد يحبه او يعلم ما يريد من تلك الدنيا مثل اخى الاكبر وابى بالنسبه لى كانا كلاهما منتهيا حتى اننى نسيت امر وجودهما مع الوقت..اشد ما كنت اهواه هى الكره اقتنيت منها الكثير وافسدت اكثر هويت المنافسة التى تحدثها التحدى كنت دائما الغالب المنتصر الذى لايهزم حلمت بهتاف الملايين لى فى العالم وهم يشاهدون مهارتى وضعت صور كل من احببت من حولى عرفت كيف بدأ كل شىء من فاز من كل بلده ..كنت اضع لهم المسابقات لافوز انا دائما ..
كسرت ساقى تبدل كل شىء لم تعد لطبيعتها بل عادت ولكنها لم تعد تصلح للعب الكره من جديد ..بقيت فى فراشى لستة اشهر افكر كيف ساكمل دون اللعب التصفيق النجاح الشهرة كل هذا اختفى كنت فى السادسة عشر فحسب عندما انتهى حلمى العظيم ..اصبحت الايام كئيبة لاشىء استيقظ لاجله او انام لاحلم به ..وجدت نفسى اصرخ فيه اطرده من غرفتى بعد ان صرت وحيدا وصارت غرفة الاخ الاكبر بعد رحيله له ..اعرفه عندما يسخر بتبطن يبدا فى اثاره غيظى اصرخ به بها اطردهم يغلقون الباب..تمر الايام لاارى وجه احد صرت اكره الطعام الذى كان معشوقى الثانى بعد الكره ..فى ليلة رايت خياله يمر من امام بابى لم ينظر الى عينى وكانه غير واثق مما يفعل وضع لى كتابا صغيرا جوارى ورحل دون ان ينظر بهدوء اغلق الباب بأحكام ..اغمضت عينى كنت سجينا لفراشى اشعر بضعفى يفروضون عليه ما يريدون ينظمون لى مواعيد للطعام للخروج من الفراش لادق التفاصيل التى كرهت وضع ميعاد لها كنت اصنع ما اريد بمجرد التفكير فيه اتذكر الطعام فجاة اشتهى فجاة وافقد الشهية على حين غفله احببت كونى الاسرع بين الجميع ان لى اصدقاء فى كل مكان لكن مع مرور الوقت لم يتبقى لى احد..زفرت فى ملل فتحته فى ملل ..لااستطيع التفسير كيف له ان يضع تلك النسخة القديمة من دون كيشوت امامى ثم يرحل فى هدوء كيف ظن ان الامر سيعجبى وسأقرأ ساقراها بالكامل سأحلم به من بعدها والى الابد ..لم يكن لى بطلا اخر سوى الكره اصبح لديه فارس بسيف ودرع..علمت ان لديه شىء ليس لدى الجميع هو وهم لذيذ يدعى الخيال ..اصبحت اغمض عينى لاراه من جديد ..والصباح رتيبا ملىء بنفس الامورالتى لاتتغير اصبحت ارى كتابا جديد موضوعا على منضدتى ..كان ياتينى فى الليل كسرا صغيرا بيننا كنت مستيقظا لكن لم انظر هو ايضا لم يفعل كانه امر معتادا بيننا اتفاقنا السرى لن نتحدث عن هذا مام الاخرين ..الام.
توقف بكاء الام قليلا عندما عاد اخى للظهور من جديد..كان شاحبا وكانه راى شىء مرعبا لم يستمع الى صوت احد فقط بحث بعينه فى كل مكان حتى وجدها كانت تبكى وسط النساء بلا توقف لم يتخيل احد ما فعله لذا استغرقنا ثوان حتى استطعنا التدخل وابعاده عنها يصرخ فيها انت قتلته متعمده انت فعلت هذا ..



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة