دروب الالهة12

مارينا سوريال
marinaisme25@gmail.com

2019 / 6 / 12

الفصل 11
سار كهل عجوز على مهل متكىء على عصاه الغليظة بجواره شاب ساعده على السير ،كان صوت تاوهات قدمه خافته يسيران بحذر على جانب الطريق يختبئون خلف عبائتهم السوداء
كانت البضائع شحيحة ،امسك احد البائعين بعصاه غليظة وركض خلف طفلان سرقا ثمرتين فاكهة من امامه وهربا فى خفه وسط الناس
ظلا يسيران حتى وصلا لباب خشبى قصير امسك الشاب بيد الكهل وهويهبط درج واحد ثم اغلق الباب باحكام ،وقف رجل قصير القامة بدين اشار لهم الى غرفة الخزين ،اخرج الشاب قطع النقود ذهبية ،بعد ان عاد الفرس للسيطرة على البلاد انشغلوا فى حروبهم مع الاغريق لسنوات طويلة عم الكساد البلاد مع انخفاض منسوب مياه النيل لم يستطع الناس الاعتماد على تبادل المؤن للبيع والشراء فتعلموا التعامل بعمله الفرس ،لمعت عينا البائع وتاكد من عدد القطع :لابد ان تحضر رجالكم لاخذ المؤن اليوم مساءا قبل ان يشك احد فى السوق ويبلغ جنود لفرس عنى ،اومىء الكهل براسه فى طريقة للخروج والشاب يسنده ،توكىء نخت على ساعد ديدى بعد ان زادت اوجاع قدمه
كان يمكن ان انهى المهمة بمفردى انت مريض كاهنا الاعظم رحوم كان سيعفيك من المهمة.
رد نخت :مهمتى لم تنتهى لاستريح تذكر ذلك الذى تشاجرت معه من قبل لو لم اتدخل لانقاذك لكان جند الفرس اقتادوك واعدموك ..ينبغى ان تدرك ان لحياتك قيمة لدينا انت المسئول عنها وعن كثيرين لذلك لايمكنك المجازفة.
صوت صراخ ...علا صوت غلمان يساقون مكتوفى الايدى يقوم الجند باقتيادهم وامامهم رئيسهم ،تصرخ النسوه تحاول احداهن مهاجمته ،يلقى بها بعيدا وسط البقية وهن يواصلن النحيب ،تحاول الركض خلفهم تصرخ ملتاعة ابنى وهى تسقط على الارض تساندها بقية النساء
استدار ديدى لاحد البائعين هل عادت أعمال المحاجر بالحمامات ،رد البائع لا يقتادونهم للحرب مع الاغريق ويهاجمون الاسواق لاخذ ما يلزم ولا يتركون لنا سوى القليل لذلك ندرت البضائع والنس يتقاتلون من اجل الطعام
شد نخت على يدى ديدى هيا لدينا طريق طويل الى الجبال
كتم ديدى غيظة وامسك بيد نخت وسلكا طريق الجبال المحصنة ،فى الطريق بدء رجال الكاهن الاعظم التحقق منهما قبل ان يسمح لهما بصعود الجبل
سقط على وجهه امام تمثال الاله حورس وجثى خلفة الاتقياء ،قام برفع المباخر المليئة برائحة البخور صب بعض النبيذ الطازج وبعض اطباق الارز امامه ،وضعه عليه ثياب جديده ،ارتفع صوت الكاهن المرتل بالاناشيد الطقسية يرددها من خلفه الاتباع ،هبت بعض الرياح الشديدة مصحوبه بمطر ضعيف
رفع رنسنت صوته :نشكرك ايها الاله حورس فقد صوبت نيران غضبك على طرقات الاعداء وجعلتهم يسقطون فى ايدينا،جعلتهم سبايا وماسوريين عندنا،اعطينا ما نحتاج لنرد لهم مجابهتك واذلال عبيدك المخلصون
اليوم ايها المؤمنون اسقط فى يدنا امدادات مؤن حاميات الفرس كانت متجهه الى اسوان ، قطع رجالنا عليهم الطريق وقاتلوهم ببساله باسم الهتنا العظيمة التى حقروا من شانها واهانوا الحرم المقدس ونهبوا ماللالهه ،والان عادت لتقف معنا فى الحرب بعد ان قبلت تذللكم ودموعكم التى سمعتها من فوق الجبال بعد الخذلان الذى فعله الاتقياء منذ سنوات عندما تركوا المعابد والارض تحننت واسقطت علينا المطر لتروينا
منذ اليوم وكل الطرقات ملكا لرجالنا فاعلموا انكم اقوياء على ارضكم ابناءكم هم حيش مصر الباقى هو محررها ومقذها واليد الباطشة على جميع الخونة ،اعدكم باسم الالهه ان انتقم بيدى من كل خائن واضع دمه قربانا ذكيا امام حضره الالهه ،اقتيد بين الحشود جندى فارسى تم أسره خلال نقل المواد الغذائية لحاميته والقى عند قدمى رنسنت الذى سحب خنجره من حزام وسطه ودفعه امام الاتباع "دم من دنس الحرم قربانا يطهرنا من ذنوبنا ترفع عنا الاثام
نثر الدماء على النبيذ وقربها من مائدة القربان امام التمثال



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة