غالباً ماتكون المرأة عدوة نفسها

فلورنس غزلان
fozmon@yahoo.fr

2019 / 7 / 16

غالباً ماتكون المرأة عدوة نفسها:ــ

حين تبالغ بعض النساء وتزاود على الأخريات بإيمانها وعمقه وتدعي أنها ترضى" بما قسم الله " وإن تزوج زوجها بأخرى ، أو تزوجت من متزوج بأخرى أو أخريات ...
لابد أن يكون لهذه الموافقة أسبابها الدفينة التي لاتفصح المرأة عنها.
لأن من طبيعة الأمور وسننه ألا تقبل المرأة أن تقاسمها أخرى بزوجها، وكلي قناعة ويقين أنه حين يتركها ليلا ليذهب لأخرى لاتنام ليلها ...وأنها تستخدم كل حبائلها وقدراتها للايقاع بالأخرى وتسعى جاهدة لتطليقها...وأن حُمى " الضرائر " اشد من حمى الحرب وأدهى وآثارها تقع على الأولاد ، يحصدون الكراهية ويصبح نفورهم من " اخوة أو أخوات فرضوا عليهم فرضاً " أمر طبيعي يؤدي بالتالي إلى أسر مفككة ومجتمع تنمو فيه الحساسيات ويعلوا فيه منسوب الخصام بين أهل البيت الواحد، ناهيك عما يخلفه الأمر من خلاف على الميراث وغيره..
ــ حين تقبل فتاة ما بالزواج من رجل متزوج ...فباعتقادي أنها لاترى بالزوج سوى نوع من الهروب من واقع أشد مرارة أو من "عنوسة " ــ لما في هذا الأمر من ظلم مجتمعي كريه للفتاة العزباء ــ تقف في طريقها وحلمها بولد وأسرة مهما كان الثمن غالياً، خاصة في زمن الحروب، حيث تصبح المرأة سلعة يتاجر فيها دون الاهتمام بمصيرها ، لأنها في المجتمعات الإسلامية المتخلفة تعتبر عبئاً على أسرتها...وبما أنها تملك شرفهم بين فخذيها ...فمن الأفضل " تزويجها أو كما يقولون ــ سترها ــ"!!! وكأن العازبة مفضوحة ، أو مشروع فضيحة يخشى من وقوعها.
أما حين تكون متزوجة ويأتي زوجها بأخرى ، فلا أعتقد ان إيمانها سيظل بنفس المستوى ، أو أنها لاتلعن أنوثتها ، وتستخدمها من أجل الإبقاء على رجل ...ويحدث هذا في الغالب حين تكون المرأة غير مستقلة اقتصادياً ، أي دون عمل يدر دخلاً ففي هذه الحالة تخضع لأنها مضطرة ، أو لأن عملها لايكفيها كي تصبح سيدة بيتها بنفسها.
من يساعد الرجل على أن يكون مزواجاً ، وضعه الاقتصادي أولاً ...والاجتماعي الديني ثانياً...فهو من يملك القوَّامة ! عملا بالآية التي تقول : الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض ، وبما أنفقوا من أموالهم ".ــ النساء ــ...إذن الانفاق هنا المعضلة الرئيس في العلاقة الزوجية ، وهي السبب الأول الذي يتيح له أن يأتي بأخرى، فماذا لو كان مركز الزوجة اكبر وأهم ؟ وماذا لو فاقته ذكاء وعلماً؟
ــ ثم كيف ترضى امرأة بأن تكون كلها عورة ...من رأسها حتى قدمها...حتى صوتها !
ــ وكيف ترضى بأن تضرب وتهان عملاً بالآية:"واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن ، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ، إن الله كان علياً كبيرا". ــ النساء " 34"
يطبق الرجل الضرب عند أي خلاف وأي شعور بأنها خالفته في رأي ما أو تأخرت في خدمة " سيادته " في الوقت المناسب، ففي هذه الحالة عليه تأديبها!!!، رغم أن القرأن يقول في آية أخرى " ضرباً غير مبرح "!!!، لكن غير المبرح هذا ، لانعرف له حدودا أو وصفاً، كسر ذراع أو ساق مثلا!
أما عملية الطاعة، ففيها سَلبٌ واستلاب لإنسانية المرأة، وكأنها إنسان غير عاقل ولا تستطيع التمييز أو المحاكمة بين فعل الخير وفعل الشر، أو بين الصالح والطالح،إنها عملية تسخيف لكيانها في الأسرة التي تعتبر نُواة المجتمع، لهذا نجد مجتمعاتنا عرجاء أو تزحف على ركبها...لاتقوم على قوائم أساسية صُلبها إثنان المرأة والرجل معاً.
فكيف تقبل عاقلة واعية بأن يكون " لرجل عليها درجة ، حسب قوله :" وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم" ــ النساء "
هي أسفل السلم وهو أعلاه!...يفوقها بماذا؟ كم من النساء تفوق الرجال؟ وكم منهن يقدن دولاً وحكومات ، وكم يحفل التاريخ الإسلامي نفسه بعظيمات يفقن الكثير من الرجال بدرجات ! مالذي تعنيه هذه الدرجة؟ لكل رجل وأي رجل دون تحديد ؟! مما يجعل من المراة مجرد تابعة ، تؤدي دورها في الانجاب والعمل البيتي والطاعة والرضوخ في الرأي والحياة ، مسلوبة ، مُستلبة تحت يافطة الدين والقانون المستمد من الشريعة الإسلامية.
ثم كم من امرأة مغتصبة وتعيش الاغتصاب من زوجها كل يوم، تخضع وتطيع وفي النهاية تسقط صريعة المرض النفسي أوالجسدي والنفسي، فحين يُمنح الرجل الحق في أن يأتي زوجته متى وكيفما شاء عملا بالآية " نساؤكم حرثٌ لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم واتقوا الله ..." ــ البقرة .
حرثٌ لكم!! ، ويلي كيف تكون إنسانة عبارة عن (حرث لبعلها.)...إنها دمية ...عبدة ..وليس أكثر...
لم أشأ كتابة مقالة شاملة ففي الإسلام الكثير من الظلم للمرأة والتشييء لها ولأنوثتها وإنسانيتها وكأنها دمية أو كما قالت إحداهن " جوهرة " أي سلعة قابلة للبيع والشراء مهما كانت ثمينة فهي شيء ...بضاعة... تغلف وتعلب وتحفظ ...لأنها قابلة للفساد والتلف!...ويحنا.! .والرجل مهما كان نوعه يبقى أفضل؟؟؟ بماذا؟ ولماذا؟
مازالت تُزَوج دون إرادتها، مازالت لاتملك أمر نفسها أو قرارها ، لاسلطة لها على أولادها، أو في بيتها..لاترث كما يرث الرجل، لا تمنح جنسيتها لزوجها أو ولدها..تقتل تحت اسم " الشرف " ويعود القاتل حراً طليقاً بعد ستة أشهر من الحبس للحق العام فقط، لأن قتل كلب أكبر ذنباً من قتل امرأة ...، الحرامي والقاتل لايحاسب ...ويظل شرفه قائماً!، أما حين تختار زوجاً خارج ملتها أو مذهبها ...أو دون رغبة أهلها فقتلها مشروع!،ــ علماً أنه لاتوجد آية قرآنية واحدة تمنع زواج المسلمة من كتابي ...فقط رؤية مشايخ وعلماء السلاطين هي من يتحكم بمصير المرأة ومصير المجتمع الذي نرى فيه مختلطاً خالياً من المذهبية ...قائما على المواطنة والوطنية ...
قضايا عديدة كلا منها تحتاج لدراسة مفصلة، لكني أتيت على شذرات منها يتم النقاش فيها يومياً ، خاصة بعد أن ازدادت أعداد اللاجئين ودخلوا في مجتمعات جديدة تختلف بقيمها وقوانينها عما تربى وتعود عليه ، ويفترض أن يتقبلها وينسجم معها...وكثرت حالات الطلاق، حين اكتشفت المرأة حريتها في القرار والخلاص من زوج لم تختره ، وعاشت معه حياة مُرَّة مثقلة بالهموم ومحملة بالغث من المواقف وانعدام الاحترام لها ولكيانها.

نحن المسؤولون ...هناك آيات منسوخة في حرفها وحكمها ...وآيات منسوخة في حكمها ، إذن علينا الابقاء على النسخ وإبطال الحكم ...لأن زمن العبودية وَلى ...و14 قرناً فاتت لايمكن لتاريخها وشرعيتها أن تظل سيفاً مسلطاً على رقاب النساء ...ويبقى مجتمعنا أعرجاً يحبو ولا ينهض ...دون ظهور دور المرأة وتحريرها من هذه الأطر الاجتماعية ــ الدينية التي تكبل حياتها...وتغبنها حقها في حياة مساوية للرجل.
فلورنس غزلان ــ باريس 16/07/2019 .



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة