حلم كسارة البندق 1

مارينا سوريال
marinaisme25@gmail.com

2019 / 9 / 5

مررت بذلك الحلم من جديد بالامس ..استيقظت اركض لاصل فى موعدى..ستصرخ مثلما تفعل بوجهى ..لايمكننى خساره ذلك العمل ..انه الوحيد الذى حصلت عليه ..اضع جسدى المجهد فى سيارة الاجره احاول شرب فنجان قهوة ثقيلة لتوقظنى ..اراجع جدول اعمالها من جديد..قائمة ملابسها المحدده انها تختار كل شىء وتعده بنفسها اقوم فقط بتنفيذ الامر لم يكن هكذا الحال فى البداية عتقدت اننى من سأنتقى لها كل شىء ملابسها اكسسوارها ..تسريحه الشعر المناسبة لون العيون..تراهن دائما قبيحات تجعلهن يطاردن احلامى كل مساء عابثات لااحد منهن يستمعن لكلماتى ..
ابحث عن الالوان الاقمشة جميعها لااجدها ابحث عنها دوما بلاجدوى ..لايجدى معها الصراخ ..اسمع اصوات الضجيج مع حركة مرور قدميها اصرخ بها صوت اقدامهاالمزعجة ..تقف تخجل مثل المره الاولى التى نهرت فيها قدميها السمينتين عن الحركة .. اخبرتها عده مرات ان تنقص من وزنها لتخفف من صوت قدميها المزعجتين بلافائدة كلما اخذت مساحة حره تلتهم مزيدا من الطعام ..تقول الطعام شهى شهى جدا وكأنها لم تتناول اطعمه فى حياتها من قبل..يزفر مدير اعمالى لقد رفضت ان يطردها انه لايفهم انها تميمه حظى جالبه الاشياء الصحيحة لابد من احتمال خسائر بسيطة لجلب مكسب اكبر..تسكب مزيدا من القهوة الكولمبية تقربها منى ..تحاول ارضائى انسى غضبى منها عندما تبدأ فى شرح الالوان التى سأرتديها فى شخصيتى الجديده لابد ان ينبهر الجميع به ..
اراقبها تسرع فى احضار الملابس المناسبة تضعها من حولى يداها تلتف حول جسدى تضع نادية بداخلى ..استمع الى اصواتهم بالخارج يتعجلون خروجى تبتعد لااعرف ان كانت هنا ام رحلت يختفى كل شىء ليعود من جديد بعيون اخرى عيون نادية..
تفتح نادية عيناها فى الثانية صباحا لايزال الظلام فى كل مكان ..فكرت كيف انها منذ بضع سنوات كانت تصرخ فى الظلام ولا تنام قبل ان تضاء لاجلها اناره خافته تسمع صوت تذمر امها لقد كبرت يا نادية لابد ان تعتادى الظلام لم تعودى صغيرة كل الاشياء ارتفعت اسعارها اليوم يجد اباك ثمن الجاز لاندرى ما الغد.. منذ ان بدأت الحرب والجميع يتحدث اباها اخاها الاكبر يقراون الجريده كل صباح تسمعهم يتحدثون وهى تعد الافطار ثم تجلى الاطباق..تسمعهم يتحدثون عن جرحى وموتى بنادق تقتل الناس ..الجميع يخشى صفارات الانذار الفزع فى الليل الهبوط الى مخبأ ضيق تكره رائحته..ماذا ذا رحلنا جميعا الان ؟هل سنرحل سويا ؟هل ستكون مع ابيها وامها واخيها فى مكانا اخر؟هل ستكون هناك حربا اخرى هناك ام سيعيشون دون خوف من نفاذ الجاز والطعام او سقوط البيت فى احدى الغارات..انهى اخيها الوحيد منذ اشهر قليلة الابتدائية وبدا وظيفة بسيطة فى مصلحة التلغرافات..تعلم انه يغازل فتاه ارمينية تقطن بالطابق الاعلى ..تراقبه وهو يهبط ليراها خفيه ان يراه والده او والدها..تتمنى ان تكون هى تغمض عيناها وكانها لاتراه ولا تعلم شيئا ..تردد امها انها كبرت بما يكفى لتحصل على عريس لابد ان تكون كبيرة بما يكفى الاتخشى الظلام وان تتقن كل امور البيت من الطبخ والجلى والتطريز.. انك فى الثالثة عشرة الان اتركى تلك العروس الباليه انهضى سريعا لابد ان نذهب لجلب اشيائك الجديدة..
تنهض نادية فزعا فى فراشها تراقبه يزفر اثناء النوم لم يشعر بحركتها او كابوسها كل ليلة ..تطاردها نادية الصغيرة ولا شىء يبعد عنها ذاك الكابوس ..تبتعد عنه فى خفه حتى لايستيقظ اذا حدث وفعلت ستبدأ يومها على صراخه قد تحزن طيله النهار لن يخرج الطعام طيبا ولن تعتنى بياسين الصغير كما يجب..ستلومها حماتها مردده بعد ان صبر عليك سنوات حتى استطعت انجاب ولد وحيد لايمكنك رعايته حتى..
لم تعد تحب ذلك البيت ولا من فيه ..منذ ان التقت ذاك الطبيب الوسيم انه لايتحدث لغتها جيدا لاتفهم نصف لماته لكنها لاتناسها ابدا ..هى فقط من رأته اما هو فكان فى الافق البعيد..تسمع صرخات الطفل يطلب المزيد تتذكر ابيه الذى لايكتفى بمجرد ان يشعر ان هناك المزيد..اخبرتها امها انه يشبه ابيها كثيرا لذا تمت الموافقة عليه وان جميع فتيات اخواتها يتمنين زوج مثل زوج نادية..



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة