الثورة التي لا تضع قضايا المرأة في صدارة أهدافها لا أمل لها ولا خير فيها

محمد يعقوب الهنداوي
azizmy@yahoo.co.uk

2019 / 12 / 26

الثورة التي لا تضمن وتحمي حقوق المرأة وقضاياها ولا تضع في صدارة أهدافها القضاء على عبودية المرأة وحماية الطفولة ضمن برنامج شامل لتحرير الانسان، لا أمل لها ولا خير فيها

المرأة العراقية مانحة الحياة ومبدعة الحضارات وعماد البيوتات ومنجبة العبقريات ومربية الأجيال والأعين الساهرة على نشأتنا والأدمع المنسكبة صبرا على أوجاعنا والمكابرة إذ تودعنا شهداء الى قبورنا أو مفقودين وسجناء الى معتقلاتنا، هي شمس وجودنا وأمل قلوبنا وعبق قصائدنا وسماوات عشقنا.

المرأة العراقية التي تنير ظلمات أيامنا تعرضت وتتعرض للظلم كل لحظة على أيدي القوى الظلامية التي حكمتنا وتحكمت في مصائرها ومصائرنا، لكنها دفعت الثمن مضاعفا دائما عنا وعنها، وخصوصا على أيدي الأحكام الموروثة المبرقعة بكل صنوف المذهبية والطائفية والأعراف العشائرية المتخلفة.

المرأة العراقية تثبت اليوم انها، كما كانت دائما، تتصدر كفاحاتنا من أجل الغد المشرق والأمل، وهي في طليعة من يداوي جراحاتنا وينتظرنا بصبر على أبواب المعتقلات والسجون، وهي ترفع علم بلادنا عاليا وتزغرد لبطولات شبابنا لتزرع الأمل في النفوس وتحتضن جراح المصابين، وهي تشارك في كل فعاليات الثورة والعصيان المدني وتتعرض للاختطاف والاعتقال والتعذيب والقتل.

هذه الانسانة التي تمنحنا كل جميل في الوجود لابد أن تتصدر حقوقها وقضاياها مسيرة ثورتنا ولابد من الدفاع عن حقوقها المستحقة ونحن نتصدى لبناء العراق الجديد، فهي ليست سلعة تباع أو تستبدل في أسواق النخاسة العشائرية ولا متاعا على موائد المعممين وتجار الجنس الذين لا يرون فيها الا "ناقصة عقل ودين" لا مقام لها بين الرجال ولا مكان لها حتى في جنتهم الموعودة التي تقتصر على اشباع غرائز الفحل، لا غير. وهي ليست دمية يتم تزويجها وهي طفلة قاصر لإرضاء نزوات من يشتهيها أو لكسب مودة من نطمع بقربهم فنستبدلها بمنافع تافهة.

ضعوا المرأة وحقوقها وموقعها الانساني والمجتمعي على رأس أولوياتكم ودعوها تلعب دورها الناضج والمتقدم في صفوفكم، فمن دون الارتقاء بدورها الثوري والمجتمعي والانساني تفقد الثورة معناها ومبرراتها ولن تكون ثورة جذرية ولا انسانية أبدا، ودور المرأة وموقعها هو نقطة الضعف القاتلة في المنظومة الرجعية الحاكمة.

لابد من إلغاء قوانين الأحوال المدنية المستندة الى الأعراف العشائرية والطائفية وتزويج القاصرات والانتقاص من دور المرأة في المجتمع والحياة وجرائم العار التي تذهب المرأة ضحيتها فداء لنفاق المجتمع.

لابد من تعويض المرأة عن عملها المنزلي غير المدفوع الأجر وتقييمه بما يستحق وبما يكافئ قيمة هذا العمل في بناء الأسرة والمجتمع.

لابد من المطالبة بالأجر المتساوي للعمل المتساوي في جميع القطاعات والارتقاء بنظرتنا الى مركز المرأة الوظيفي أينما كان، فالأعمال الخدمية التي تناط بالنساء غالبا هي أساس الإنتاج الاجتماعي كله ومن دونه لا يمكن للمجتمع أن ينجز ويتقدم.

قيمة المرأة في عقلها وما تقدمه للمجتمع وليس ما يهذي به خطباء المنابر الجهلة والمشعوذين.



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة